زووم
بيان دفن الرؤس في الرمال..!
أصدر مجلس إدارة نادي الهلال بياناً لجماهيره آثر من خلاله أن يدفن رؤوس أعضاءه وجماهير نادي الهلال قاطبة في الرمال حتى الأعناق، وذلك عندما حاول تهديد الإعلام من تناول حادثة ليلة مباراة الترجي ومقاضاة كل من يتحدث عن تلك الحادثة بالمقاضاة، ولكن هذه الطريقة لا تليق بالأندية الكبيرة ولا بحجم الأخطاء التي ارتكبت بصراحة شديدة على الأقل من زاوية أن ما حدث قد حدث ولا شيء يفلح بعد ذلك في التغطية والتستر، خاصة وأننا لا نتحدث عن أمر في إطار وطننا السودان، وإنما هي حادثة مسؤول منها الإتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، وهو الإتحاد الذي عاقب مازيمبي الكنغولي وهو يدري تماماً أنه بطل أقوى بطولاته مرتين على التوالي ومع ذلك لم يجامله أو يوازن في القضية ففرض عليه العقوبة بالإقصاء نهائياً من دوري الأبطال، ولعل ذلك كان من أهم النقاط التي أحدثت تحولاً في مستوى منافسة هذا الموسم لأن الفريق الكنغولي كان وما زال من أقوى فرق القارة وما في ذلك من شك، لذلك نرى أن معالجة مثل هذه القضايا بالطريقة السودانية لا يجدي، وأنه على مجلس إدارة نادي الهلال أن يكون واقعياً وشجاعاً ويفكر في طريقة تخفف من هول الصدمة والمفاجأة على جبعتين الاولى لخسارة الفريق على أرضه وبين جماهيره للمرة الثانية على التوالي وهو الفريق الذي عرف على مر السنوات بأنه صعب المراس على ملعبه، والثانية لأن المباراة قد شهدت بالفعل أحداثاً أصبحت حديث الوسط الرياضي ومثار إهتمامات كل وسائل الإعلام في الوطن العربي وليست المسألة في حدود الإعلام الرياضي السوداني حتى يهدده مجلس إدارة نادي الهلال بالمقاضاة، فما حدث بصريح العبارة سابقة لم تحدث من قبل، ليس على مستوى البطولات السودانية فحسب، وإنما على المستوى العالمي، ومهما شطحنا وبالغنا من قبل في توجيه الإنتقادات لرئيس نادي الهلال، فإن ما سيوجه إليه في قادم الأيام أدهى وأمر، وما حديثه للإذاعة الرياضية ظهر أمس إلا فرفرة منتحر آثر أن يأخذ سكيناً صدئة ويذبح نفسه من الوريد إلى الوريد، برغم أنه كرئيس ليس مسؤول مباشرة من هزيمة الفريق أمام الترجي، والهزيمة نفسها ليست الأولى أو الكبيرة التي يتلقاها الهلال على أرضه ولن تكون الأخيرة بأي حال إلا إذا حول الفريق نشاطه من كرة قدم إلى شيء آخر، ولكن طالما أنه يمارس كرة القدم التي تقوم على الفوز والخسارة فإنه لابد من تكرار الهزيمة مرة ومرتين ولو بعد زمن، ولكن السؤال المطروح الآن: هل سيتصرف كل رؤساء الهلال بذات الطريقة، أو سيختارون نفس الطريقة لإدارة الازمة؟
لا أظن أن هنالك رئيس في تأريخ الهلال القديم والحديث كان أو يستطيع أن يتصرف بطريقة رئيس الهلال الحالي، ونحن لا نريد أن نحصى عليه أنفاسه بطبيعة الحال، ولكن الواضح تصريحات الرجل وميله للعنف اللفظي قد بات لافتاً للنظر، منذ أن خاشن رئيس نادي المريخ على أثير الإذاعة الرياضية، وحتى ظهر أمس عندما أراد أن يلقي باللائمة على الغعلام المريخي فيما يجري الآن داخل ناديه، برغم أن مخالفاته ومخاشناته قد امتدت منذ حادثة عماد حسين في منتصف التسعينات من القرن الماضي وأن جميع الرياضيين يعرفون أن العنف اللفظي والفعلي كان هو السمة التي ميزت البرير ومنحته الشهرة ولو كان ذلك على النطاق المحدود.. وحتى مجلس الهلال الذي أصدر هذا البيان يدرك أن هذه المعطيات التي شكلت تفاصيل الازمة الراهنة ليست وليدة اللحظة وإنما كانت عبارة عن قنبلة موقوتة إحتقنت كل تلك الفترة لتنفجر الآن، ومع ذلك سنبقى ساكنين لننتظر ما ستسفر عنه الساعات القادمات، وسنبقى على رصيف الإنتظار لأن خبر اليوم مكلف للغاية، بينما سيكون ذات الخبر بالمجان غداً وكما يقول الأشقاء في شمال الوادي: ياخبر النهار ده بفلوس.. بكره يبقى ببلاش.. ووقتها لا تهديد ولا وعيد لأن الخبر لن يأتينا من الإتحاد الأفريقي لوحده وإنما هنالك لجنة لتقصي الحقائق قد تم تشكيلها في وزارة الشباب والرياضة بالولاية ونحن في انتظار تقريرها.. ولكن الأهم من كل ذلك أن مجلس الهلال لا يستطيع منع الغعلام من التطرق لقضية فتحت من أجلها ملفات التحقيق في دواوين الحكومة..!