عبد المنعم إبراهيم خضر
حسبنا الله ونعم الوكيل
لأننا نحب الهلال حباً جما جعلنا شعارنا نحن كأهلة " الله .. الوطن .. الهلال" فاحتل واستحق تلك المكانة العلية .. وامتلك سويداء قلوبنا فسرى حبه فينا وجرى مجرى الدم من العروق .. فكان طبيعياً أن نحزن لهزيمتنا من الترجي في عقر دارنا تلك الهزيمة التي تركت غصة كبيرة في حلوقنا ومرارة طعمها كطعم العلقم .
نعم إن الهزيمة شيء وارد في عالم كرة القدم .. ولكن بقدر أهمية المباراة يكون ألم الهزيمة وقساوة وقعها على النفوس .. وهزيمة الهلال أمس الأول أمام الترجي عملياً تعني خروجه من المنافسة وضياع حلم السنين بأن يظفر الهلال ببطولة قارية .. أقول خروج الهلال من المنافسة وأنا أعرف أن هنالك بصيص أمل يتمثل في فوز الهلال على الترجي بـ "تونس" .. ولكن لن نضحك على أنفسنا ولن نبيعها السراب والوهم فالأمل ضعيف جداً لا يرقى لمستوى أن نتمسك به .. فليذهب الهلال إلى تونس لأداء الواجب عسى ولعل أن يحقق بعدها المركز الثالث .. وعلى كل حال صعود الهلال لدور الأربعة هذا العام في حد ذاته يعتبر إنجازاً .. وهذا يكفي.
وبالعودة للمباراة نجد أن الهزيمة سببها عاملان رئيسيان :
* أولاً المدرب ميشو.
* ثانياً الحكم.
بالنسبة للمدرب .. وبما أن المباراة في أرضنا كان يتوجب عليه اللعب مهاجماً - وهذا شيء معروف لكل الفرق التي تلعب على أرضها - مستفيداً من مؤازرة الجماهير حتى يتمكن من إحراز هدف مبكر يبعث الطمأنينة في النفوس ويضعف معنويات الخصم .. أما إذا كان المدرب يخشى من النقص الذي يعاني منه فريقه وعمل بمبدأ احترام الخصم ففي هذه الحالة يجب عليه أن يلعب بخطة متوازنة بين الهجوم والدفاع مع الاعتماد كذلك على مؤازرة الجماهير .. ولكن - وآه من لكن هذه لقد جبن ميشو واتضح من خلال تشكيلته التي بدأ بها المباراة أنه كان خائفا ومرعوباً من فريق الترجي وأعطاه أكبر من حجمه .. ولعب مدافعاً وكأن المباراة في أرض الخصم .. فكان سادومبا وحيداً في المقدمة الهجومية فسهل المهمة كثيراً على نبيل معلول الذي كان أصلاً ينوي مراقبة سادومبا وتمكن بذلك من شل حركة فريق الهلال فكانت الطلعات الهجومية بلا فاعلية.
التغييرات الثلاثة المتاحة لأي فريق أثناء المباراة يستخدمها المدرب الشاطر للاستفادة القصوى منها كأن يكون تغييرا تكتيكياً باستبدال لاعب مكان لاعب لهدف محدد وفي الوقت المناسب .. أو في حالة الطوارئ إذا تعرض لاعب للإصابة أو نال بطاقة صفراء ويخشى عليه من نيل البطاقة الحمراء .. ولكن السيد ميشو ابتدع شيئاً جديداً وهو أن يأتي بفكرة بالية وخطة ما أنزل الله بها من سلطان يبدأ بها المباراة وإذا تأكد من فشلها قام بالتغيير فيستنفد واحدة من الثلاث فرص .. وإلا قولوا لي بربكم ما هو الداعي والمبرر لأن يبدأ ميشو المباراة بأسامة التعاون في الطرف اليمين وهو اللاعب المعروف بإجادته اللعب في خانتي الوسط وقلب الدفاع؟.
والمرة تلو المرة يثبت ميشو قصر نظره وعدم قدرته على قراءة مجريات المباراة بالصورة الصحيحة .. لقد كان واضحاً منذ بداية المباراة أن أتير توماس لم يكن في يومه فجلس يتفرج عليه معظم الوقت .. أما كان الأجدى والأنفع أن يتم تغييره في نفس الوقت مع أسامة التعاون ؟ .. ولو حدث ذلك لتمكن بشة من فعل شيء مع كاريكا بتلك الحيوية التي أحدثها في أداء الهلال .. وكان ذلك مفيداً لتخفيف الضغط على سادومبا وفك الحصار عنه. ويقيني أنه كان سيكون للهلال شأن آخر مع المباراة.
لقد كتبنا قبل المباراة وطالبنا اللاعبين أن يلعبوا وينتصروا بالخبرة والدوافع وكنا محقين في ذلك ولقد ثبت ذلك بالفعل أثناء المباراة .. والآن نستطيع القول وبالصوت العالي : لقد أدى اللاعبون واجتهدوا .. وأبى ميشو .. ويجب ألا يبقى بيننا من يأبى.
الحكم الجزائري جمال الحيمودي - سامحه الله هذا الحكم الذي استبشرنا به خيراً وأشدنا به وبما عرف عنه من نزاهة - لقد كان سبباً ثانيا لهزيمتنا بتساهله الشديد مع لاعبي الترجي فغض الطرف عن مخالفات واضحة ..وفي مخالفات أخرى لم يعاقب بالبطاقة الصفراء في حالات تستحق فأعطاهم الضوء الأخضر لارتكاب المزيد مما كان له الأثر النفسي السيء على لاعبي الهلال.
** أخيراً
وا أسفي و واحزني على تلك الجماهير المرابطة منذ الظهيرة في الملعب وهم يمنون النفس بنصر يضمن لفريقهم المضي قدماً في البطولة .. وبدلاً من ذلك تفرجوا على من يجهز على أحلامهم ويبددها على مرأى منهم حيث أدى الحيمودي وميشو كل منهما واجبه على أكمل وجه .. ولا نملك إلا أن نقول : "حسبنا الله ونعم الوكيل".
** ورد في الأخبار أن مجلس إدارة نادي الهلال بصدد تكليف المدرب أحمد آدم بتدريب الفريق الأول بدلاً من ميشو .. أتمنى أن يكون هذا الخبر صحيحاًعسى ولعل أن يحرزوا كأس السودان فنعزي به أنفسنا هذا الموسم لاسيما وأن كأس الدوري الممتاز صعب المنال لأن المريخ قطع شوطاً مقدراً في هذا المضمار وسيجتهد لكسب كل النقاط في المباريات المتبقية ولن يخسرها إلا عن طريق "اديكو".
nafafeer@yahoo.com
حسبنا الله ونعم الوكيل
لأننا نحب الهلال حباً جما جعلنا شعارنا نحن كأهلة " الله .. الوطن .. الهلال" فاحتل واستحق تلك المكانة العلية .. وامتلك سويداء قلوبنا فسرى حبه فينا وجرى مجرى الدم من العروق .. فكان طبيعياً أن نحزن لهزيمتنا من الترجي في عقر دارنا تلك الهزيمة التي تركت غصة كبيرة في حلوقنا ومرارة طعمها كطعم العلقم .
نعم إن الهزيمة شيء وارد في عالم كرة القدم .. ولكن بقدر أهمية المباراة يكون ألم الهزيمة وقساوة وقعها على النفوس .. وهزيمة الهلال أمس الأول أمام الترجي عملياً تعني خروجه من المنافسة وضياع حلم السنين بأن يظفر الهلال ببطولة قارية .. أقول خروج الهلال من المنافسة وأنا أعرف أن هنالك بصيص أمل يتمثل في فوز الهلال على الترجي بـ "تونس" .. ولكن لن نضحك على أنفسنا ولن نبيعها السراب والوهم فالأمل ضعيف جداً لا يرقى لمستوى أن نتمسك به .. فليذهب الهلال إلى تونس لأداء الواجب عسى ولعل أن يحقق بعدها المركز الثالث .. وعلى كل حال صعود الهلال لدور الأربعة هذا العام في حد ذاته يعتبر إنجازاً .. وهذا يكفي.
وبالعودة للمباراة نجد أن الهزيمة سببها عاملان رئيسيان :
* أولاً المدرب ميشو.
* ثانياً الحكم.
بالنسبة للمدرب .. وبما أن المباراة في أرضنا كان يتوجب عليه اللعب مهاجماً - وهذا شيء معروف لكل الفرق التي تلعب على أرضها - مستفيداً من مؤازرة الجماهير حتى يتمكن من إحراز هدف مبكر يبعث الطمأنينة في النفوس ويضعف معنويات الخصم .. أما إذا كان المدرب يخشى من النقص الذي يعاني منه فريقه وعمل بمبدأ احترام الخصم ففي هذه الحالة يجب عليه أن يلعب بخطة متوازنة بين الهجوم والدفاع مع الاعتماد كذلك على مؤازرة الجماهير .. ولكن - وآه من لكن هذه لقد جبن ميشو واتضح من خلال تشكيلته التي بدأ بها المباراة أنه كان خائفا ومرعوباً من فريق الترجي وأعطاه أكبر من حجمه .. ولعب مدافعاً وكأن المباراة في أرض الخصم .. فكان سادومبا وحيداً في المقدمة الهجومية فسهل المهمة كثيراً على نبيل معلول الذي كان أصلاً ينوي مراقبة سادومبا وتمكن بذلك من شل حركة فريق الهلال فكانت الطلعات الهجومية بلا فاعلية.
التغييرات الثلاثة المتاحة لأي فريق أثناء المباراة يستخدمها المدرب الشاطر للاستفادة القصوى منها كأن يكون تغييرا تكتيكياً باستبدال لاعب مكان لاعب لهدف محدد وفي الوقت المناسب .. أو في حالة الطوارئ إذا تعرض لاعب للإصابة أو نال بطاقة صفراء ويخشى عليه من نيل البطاقة الحمراء .. ولكن السيد ميشو ابتدع شيئاً جديداً وهو أن يأتي بفكرة بالية وخطة ما أنزل الله بها من سلطان يبدأ بها المباراة وإذا تأكد من فشلها قام بالتغيير فيستنفد واحدة من الثلاث فرص .. وإلا قولوا لي بربكم ما هو الداعي والمبرر لأن يبدأ ميشو المباراة بأسامة التعاون في الطرف اليمين وهو اللاعب المعروف بإجادته اللعب في خانتي الوسط وقلب الدفاع؟.
والمرة تلو المرة يثبت ميشو قصر نظره وعدم قدرته على قراءة مجريات المباراة بالصورة الصحيحة .. لقد كان واضحاً منذ بداية المباراة أن أتير توماس لم يكن في يومه فجلس يتفرج عليه معظم الوقت .. أما كان الأجدى والأنفع أن يتم تغييره في نفس الوقت مع أسامة التعاون ؟ .. ولو حدث ذلك لتمكن بشة من فعل شيء مع كاريكا بتلك الحيوية التي أحدثها في أداء الهلال .. وكان ذلك مفيداً لتخفيف الضغط على سادومبا وفك الحصار عنه. ويقيني أنه كان سيكون للهلال شأن آخر مع المباراة.
لقد كتبنا قبل المباراة وطالبنا اللاعبين أن يلعبوا وينتصروا بالخبرة والدوافع وكنا محقين في ذلك ولقد ثبت ذلك بالفعل أثناء المباراة .. والآن نستطيع القول وبالصوت العالي : لقد أدى اللاعبون واجتهدوا .. وأبى ميشو .. ويجب ألا يبقى بيننا من يأبى.
الحكم الجزائري جمال الحيمودي - سامحه الله هذا الحكم الذي استبشرنا به خيراً وأشدنا به وبما عرف عنه من نزاهة - لقد كان سبباً ثانيا لهزيمتنا بتساهله الشديد مع لاعبي الترجي فغض الطرف عن مخالفات واضحة ..وفي مخالفات أخرى لم يعاقب بالبطاقة الصفراء في حالات تستحق فأعطاهم الضوء الأخضر لارتكاب المزيد مما كان له الأثر النفسي السيء على لاعبي الهلال.
** أخيراً
وا أسفي و واحزني على تلك الجماهير المرابطة منذ الظهيرة في الملعب وهم يمنون النفس بنصر يضمن لفريقهم المضي قدماً في البطولة .. وبدلاً من ذلك تفرجوا على من يجهز على أحلامهم ويبددها على مرأى منهم حيث أدى الحيمودي وميشو كل منهما واجبه على أكمل وجه .. ولا نملك إلا أن نقول : "حسبنا الله ونعم الوكيل".
** ورد في الأخبار أن مجلس إدارة نادي الهلال بصدد تكليف المدرب أحمد آدم بتدريب الفريق الأول بدلاً من ميشو .. أتمنى أن يكون هذا الخبر صحيحاًعسى ولعل أن يحرزوا كأس السودان فنعزي به أنفسنا هذا الموسم لاسيما وأن كأس الدوري الممتاز صعب المنال لأن المريخ قطع شوطاً مقدراً في هذا المضمار وسيجتهد لكسب كل النقاط في المباريات المتبقية ولن يخسرها إلا عن طريق "اديكو".
nafafeer@yahoo.com
