قوالب رياضية
يامنتخبنا .. يا

عدبالحي ابوزيد - الرياض
xy0568492308@hotmail.com
* تصفيات بطولة المنتخبات الافريقية التي تجري حاليا في انغولا جاءت هذه المرة مثيرة الي حد الادهاش ففرق عريقة كانت لها صولات وجولات تبددت احلامها واصبحت منزوية بفضل أدائها الفقير مما ترك علامات إستفهام ، خاصة وان هذه المنتخبات تمتلك لاعبين لهم صولاتهم وجولاتهم في الفرق الاوربية كمحترفين الا أنهم لم يقدموا لمنتخباتهم ذلك المزيج من الفن والامتاع وارتهنوا لسيطرة الخوف من الإصابات بغية المحافظة على وهج في تلك الدوريات التي تدر لهم امولا طائلة .
* خروج منتخبات مثل ساحل العاج والكاميرون ومالي وانجولا صاحب القاعدة الجماهيرية افقدت هذه البطولة طعمها لتكون هذه البطولة اقل مستوى من ذي قبل حيث كان ينتظر عشاق المستديره البطولة الافريقية على أحر من الجمر لانها تمثل قمة المتعة الكروية والتي يحاول فيها اللاعبين اثبات وجودهم وتحقيق احلامهم الي عالم الشهرة والمال ..
* لم يبرز في هذه البطولة لاعبين من المتميزين فرتابة ما قدمته تلك المنتخبات الكبيرة افقد الناس التمعن لايجاد نجم يمكن أن يكون له صولات وجولات في الميادين في الدوريات الاوربية التي اصبحت تجد متابعة عالمية وشعبية جارفة من المتابعين الذين يتغزلون في اللاعبين المبدعين خاصة وان كرة القدم أصبحت تشكل عوالم لايختلف حولها الناس وهي تحاول ان تقدم رسالة للبشرية ان التنافس سمة تتجلى بروح التسامح وهي دولة قائمة بذاتها تنشد السلام ويساوى فيها الكل بالواجبات وفق قوانين لايمكن ان تكون مصدر خلاف .
* أصبحت الاتحادات الافريقية تعاني من لاعبيها المحترفين الذين أصبحوا لايقدمون الا نصف مجهوداتهم عندما يتعلق الامر بالمنتخب فأصبحت الاولوية لانديتهم وهناك يقدم اللاعب مجهودا وافرا ليكون دائما في التشكيلية الاساسية لناديه بالتالي البروز ورفع اسهمه في بورصة التنقلات وينشد الملايين التي تقدمها لهم كرة القدم على طبق من ذهب .
* تحسرت كثيرا على واقع منتخبنا الوطني الذي وصل بعد معاناة طويلة لنهائيات غانا لكنه اخفق بالوصول الي نهائيات انغولا بسبب تخبطات ادارة الكرة لدينا وهذه تحتاج الي دراسة ان امعن النظر فيما آل اليه المنتخب الوطني لو كان الأمر فيه من الجدية ما يستنفر جمهور الكرة لاعادة النظر في خططنا ليكون لنا موقع في مثل هذه البطولات التي أصبحت بؤرة ضوء يتجسد في الاعلام بمختلف مسمياته .
* أعجبني كثيرا ما قدمه المنتخب الجزائري الذي راهن الكثير على فشله في مجاراة منتخب ساح العاج الذي يعتبر واحدا من أفضل المنتخبات الافريقية لما يمتلكه من عناصر متميزة في كرة القدم .. الا أن محاربوا الصحراء قلبوا كل تلك التوقعات وهم يقدمون اجمل مباراة في هذه البطولة أدهشت العالم لما يتمتع به افراد المنتخب الجزائري من مهارات فنية سطرتهم لهم في سجلات البطولة الافريقية . بالاضافة الي تلك المهارات فقد كان الحماس نقطة تحول في هذه الفرقة التي أجادت في رفع هامة الجزائر ، فكانت الغيرة على شعار الوطن حاضرة وكل لاعب يريد أن يثبت وجوده ويعلن عن عشقه وحبه لوطنه ..
* الفريق الجزائري يمتلك عدد من اللاعبين صغار السن لكنهم يمتلكون ناصية الابداع الكروي الذي سيؤهلهم لتقديم السهل الممتنع في نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا من يفتح لهم الباب على مصراعيه للاحتراف حيث المال والشهرة ويلحقوا بزيدان وبن زيمة الذين كان لهم صوت عال في المنافسات الدولية . وليتنا نمتلك مثل هذا الحماس في نفوس لاعبي منتخبنا الوطني ليكون الوطن الوطن هو فوق كل الاولويات .
* نحن في السودان نحتاج الي بعث جديد من الغيرة الوطنية والحماس الذي يؤصل وجداننا والي دروس وعبر في كيفية حب الأوطان نريد جيلا يزود بالغالي والرخيص من أجل رفع شأن الوطن .. فالانتماء للاوطان ليس شعارا مجوفا وانما هو انتماء فيه روح التراب الذي نمشي عليه . والهواء الذي نتنفس منه .
* جاء المنتخب المصري الشقيق ايضا يحمل آمال ملايين المصريين الذين وضعوا ثقتهم في المدرب الفذ حسن شحاته .. هذا المدرب العربي الذي حقق الكثير لبلاده فهو يستحق ان يقام له تمثال لانه تفرد بالانجازات .. واجه الكثير من الانتقادات لكن رؤيته الفنية وثقته في نفسه جعلته يخوض معركة انغولا بعدد من اللاعبين الجدد ولم يخذلوه لانه بث فيهم روح الوطن وتجذر الوطن في قلوبهم وعليه قدموا الغالي والنفيس وكانوا علامة مفرطة باعتبار انهم المنتخب الذي لم يهزم حتى الان .. ويسير برؤية فنية عالية المستوى مما يؤهلهم لاحراز هذه البطولة كأنجاز لم يسبقه عليه أي منتخب افريقي وسوف تكون مصر حاضرة في مباراتها يوم الخميس مع المنتخب الجزائري .
* نتمني والشوق يزداد فينا ان يقدم الفريقان العربيان مباراة خالية من الشوائب تبرز تطور الكرة العربية وقدرتها على التفوق متى ما نبذ التشدد والتنافس الغير محمود .. نريد لهذه المباراة ان تزيل الحساسيات وان تكون بوابة تصالح ببين الشعبين الشقيقين لاننا نحن العرب ما حوج ان نتجمع في وحدة المصير والهدف وان نلتفت الي قضايانا الحيوية بدلا من الفرقة والشتات ونفوت الفرصة للاعداء من اختراقنا وإضعافنا .
* واخيرا نتمني من دولتنا أن تعطي الرياضة جزءا من اهتمامها باعتبارها رسالة وطنية للعالم ورسالة يمكن ان تجمعنا وتوحدنا في اطار التسامح من خلالها ننشد السلام والوئام لخدمة الاهداف العليا لتطوير بلادنا بمواكبة العصر . نريد ثورة من الانشاءات الرياضية نريد فئات سنية على كافة المستويات سواء في المنتخبات او في الفرق . وقد آن الاوان لناديي القمة الهلال والمريخ ا، يلتفتا الي المراحل السنية بانشاء المدارس واكتشاف المواهب الذي سيوفر لهم الكثير من الاموال التي تصرف سنويا في تسجيل اللاعبين . وبما يمتلكه الناديين يمكن ان يكون هناك أمل للكرة السودانية التي تحتاج الي تضافر الجهود الرسمية والشعبية .