للمرة الثانية يعود ابناء المعلم حسن شحاتة من بعيد ليثبتوا للعالم اجمع انهم حقاً كبار القارة السمراء ، فبعد ان كانوا خاسرين بهدف للا شيء امام نيجيريا عادوا وقهروها بثلاثية نارية وهاهم يكررون نفس النتيجة مع منتخب الكميرون العنيد او الاسود غير المروضة كما يحلو لعشاقه ذلك .
اثبت المعلم حسن شحاتة انه معلم بحق وحقيقة فهذا الرجل ورغم المعارضة الشديدة ( المبطنة منها والظاهرة ) والتي ظل يجدها من الاعلام المصري يسير بخطى ثابته لينال المجد من جميع اطرافه .
راهن شحاتة على ابعاد كبار النجوم امثال ميدو وبركات وراهن مرة اخرى على الصغار من المغمورين فلم يخيبوا ظنه فكان له ما اراد .
برهن حسن شحاتة للعالم اجمع ان البطولات لا تاتي بتكديس النجوم وانما بزرع الثقة في دواخل اللاعبين واشعارهم بانهم الافضل واقنع الكل ان البطولة تأتي طائعة مختارة لمن يبذل الجهد داخل المستطيل الاخضر وقطع بما لا يدع مجالا للشك ان الكرة تعطي لمن يعطيها وتخدم من يخدمها ويلتزم بادائها حسب رؤى وخطط الخبراء امثاله .
فوز ابناء المعلم امس اسعدني شخصيا لاشياء متعددة اولاها انني احب هذا الرجل جدا واحسب انه واحد من المدربين القلائل الذين انحنى لهم التاريخ عدة مرات ويكفي انه حقق ما عجز عنه كبار المدربين على مستوى العالم بتحقيقه للاميرة الافريقية مرتين متتاليتين في الاعوام 2006 بالقاهرة و 2008 بغانا اذا ما تجاوزنا المستوى الباهر الذي حققه المنتخب المصري تحت قيادته في كاس القارات الاخيرة بجنوب افريقيا ووقفته البطولية امام البرازيل وفوزه التاريخي امام ايطاليا اضافة الى عدم التوفيق الذي لازمه في التاهل لنهائيات كاس العالم الاخيرة والتي ظفر بها المنتخب الجزائري عبر فاصلة امدرمان .
سعادتي كذلك تنبع من ان الفوز المصري على الكاميرون من شأنه ان يعيد الاثارة الى مربعها الاول حيث اللقاء المرتقب يوم الخميس المقبل بين مصر والجزائر في نصف لنهائي والذي يأتي هذه المرة في عز الحملات الاعلامية العنيفة بين انصار المنتخبين على ذكرى لقاء امدرمان التاريخي ، فاما فراق بائن واما لقاء تعقبه مصالحه تاريخية وهو ما نتمناه .
ما يقدمه حسن شحاته عبر المنتخب المصري وبهؤلاء اللاعبين الصغار وغير المعروفين حتى لكثير من الجماهير المصرية ربما زرع فيينا شيئاً من الغيرة وجعلنا نتحرك مجددا لاعادة بعض ماضينا الذي سفكته السنون .
معظم المنتخبات التي حققت انجازات كانت تحت اشراف وقيادة مدربين وطنيين وهو ما يؤكد ان الاعتماد على المدرب الوطني اصبح الطريق الامثل لتحقيق النجاح .. فمن هنا كنا مع المدرب مازدا في صف واحد ضد كل الحملات التي استهدفته بعد الخروج من تصفيات بطولة امم افريقيا للمحليين رغم النجاح الكبير الذي اصابه عندما تاهل الى نهائيات امم افريقيا بعد اكثر من 30 عاما من الجفاف الكروي .
ومن هنا نرفع صوتنا عاليا لاتاحة الفرصة للمدرب الوطني مرة اخرى لقيادة المنتخب فملاعبنا تكتظ بكثير من المدربين الجيدين الذين يمكنهم ان يشكلوا اضافة حقيقية في هذا الجانب .
لا نطالب باعادة مازدا رغم انه اكثرهم تأهيلا لكننا نرى ان المدرب الوطني هو الاقرب للاعبي المنتخب الوطني واحسب ان تكليف الثنائي محمد محي الدين الديبة وجمال ابوعنجة بتكوين والاشراف على المنتخب الوطني الذي يستعد لتمثيلنا في نهائيات امم افريقيا للمحليين بعد استقالة قسطنطين هو عين الصواب والعقل .
الديبة وابوعنجة اذا ما وجدا الدعم اللازم والثقة الكافية سيطوعان المستحيل وسيحلقان بنا في افاق رحب ولن ابالغ اذا ما قلت انني اراهن على انهما يمكن ان يعيدان للسودان هيبته كرائد لكرة القدم في القارة السمراء .
الزمن يمضي واستعجال الخطى بثقة احد اسباب النجاح .
رغم النقل المميز الذي ظلت تمتعنا به قناة الجزيرة الرياضية وهي تغطي كاس الامم الافريقية بانغولا الا ان القائمين على امرها لم يوفقوا في الاعداد للاستديو التحليلي المصاحب لبعض المباريات خاصة ذلك الذي يقدمه ( هشام الخالصي ) فهذا الرجل يشعرك وكأنه يؤدي في وظيفة مجبر عليها .
الخالصي ابعد ما يكون عن تقديم الاستوديوهات التحليلية ... فبجانب السرحان الكثير الذي بدا عليه في معظم الفترات التي اطل علينا من خلالها عبر هذه البطولة وجدناه يدخل في جدل مستمر مع المحللين الذين يستضيفهم ( على قلة حيلتهم ) بطريقة توحي بانه يفتقر لابسط قواعد هذه المهنة ، اضف الى ذلك الاستفزاز الواضح الذي يواجه به مراسلي القناة من داخل ملاعب انجولا وهو ما تسبب في حرج كبير لكثير منهم .
الخالصي الذي اراد ان يثبت لنا في كل مرة انه يدين بالولاء لمدرائه في الجزيرة بدليل انه لم ينسى ذكر اسم المدير العام لقنوات الجزيرة عدة مرات وفي كل الفترات التي طل علينا فيها ( بمناسبة او بدون مناسبة ) ارى ان مكانه الحقيقي خلف الكاميرا وتحديدا في كابينة التعليق فعلى الاقل هناك لن يراه او يشعر به احد اذا ما كان سارحا .
* مراسل قناة الجزيرة الذي استضاف يوسف محمد بعد نهاية مباراة نيجيريا وزامبيا والتي كسبتها نيجيريا بالترجيحية قال ان يوسف يلعب في الدوري المصري رغم ان الشوالي ردد ان اللاعب يلعب للهلال السوداني 23 مرة خلال اللقاء .
رغم التعاطف الكبير الذي اجبر به شحاتة المتابعين على تشجيع المنتخب المصري الا ان ( بعض ) اخواننا المصريين ما زالوا يتعاملون مع الاخرين بتعالي ينم عن افتقارهم لابسط اداب اللياقة والادب ... فكل من شاهد اعلان بيبسي الذي يظهر فيه المغني تامرحسني يلحظ وبوضوح شديد الاستخفاف الكبير الذي الذي مارسه منتج ومخرج الاعلان بعقول المشاهدين بطريقة اظهرا معها الافارقة وكانهم سذج يمكن لعلبة بيبسي ان تغير ولائهم لمنتخباتهم وتجعلهم يشجعون المنتخب المصري .


ماهو دور الصحفي الرياضي والصحف الرياضية ؟
* - لقد صرنا لا نفهم ماذا يقصد الكتاب والصحفيون الرياضيون على صفحات الصحف اليومية حيث اصبحنا نجد كل الصحفيين إما يكتب عن المريخ او عن الهلال كأن السودان لا يوجد فيه غير هذين الناديين. ويا ليت الصحفيون يكتبون عن خطط وسياسات وبرامج تؤدي الى تطوير الرياضة في السودان عامة وفي كل الاندية بصفة خاصة.
* - كل الصحفيين يكتبون عن كرة القدم فقط ولا يكتبون عن فروع الرياضة الأخرى بالرغم من ان علم السودان رفرف في المحافل الدولية بواسطة العاب القوى.
* - الصحف الرياضية والصحفيين يكتبون كأنهم مشجعين في المساطب الشعبية لملاعب كرة القدم إلا من رحم ربي وقليل منهم يكتبون بموضوعية وعقلانية ولكن اكثرهم يشجع فريق بعينه أو يمجد رئيس النادي الذي يشجعه والجمهور المغلوب على امره يقتطع جزءاً من قوت يومه ليرفه عن نفسه ويشبع رغبته بشراء صحيفة يتكأ عليها من نصب الحياة ولكنه يصاب بإرتفاع ضغط الدم وتعكير المزاج بسبب المواضيع المكتوبة والتي لا تخرج من كونها استخفاف بالطرف الآخر أو السخرية من فريق النادي الآخر او من لاعب او من رئيس او عضو من اعضاء النادي او رئيس او عضو من اعضاء الاتحاد.
* - أين مجلس الصحافة والمطبوعات من هذا الهرج والمرج وأين نقابة الصحفيين أليس هنالك رجل رشيد.
* - بسبب هذه الصحف صار الولاء للمنتخب الوطني صفر وصار المنتخب نفسه اضحوكة بين المنتخبات حيث صعد المنتخب لأمم أفريقيا قبل الحالي وخرج صفر النقاط ومشبع بالاهداف. ولم يستطع ان يصعد لنهاية امم افريقيا هذا العام والكل يعرف السبب.
* - هل نادي المريخ والهلال اغنى من وزارة مالية السودان حيث يستجلب الهلال والمريخ مدربين اجانب وعلى مستوى عال ومعسكرات خارجية وداخلية ومباريات ودية في الوقت الذي لا يجد فيه المنتخب جزء من هذه العناية والاهتمام وكل الفرق من حولنا تسير الى الأمام بسرعة البرق ونحن نسير بسرعة البرق ولكن بكل أسف للخلف.
عزالدين سيد وديدي جدة السعودية