5 الاف دولار لكل لاعب في صقور الجديان من جمال الوالي!
اعود للكتابة اليوم بعد طول غياب بسبب السفر للعاصمة المصرية القاهرة لتغطية فعاليات معسكرات المنتخب،الهلال والمريخ.. وكانت ايامنا الاخيرة في القاهرة بعد عودة البعثات الرسمية صعبة للغاية بسبب الاحداث الدامية هناك من الشباب المصري إسوة بالثورة التونسية لتغيير النظام الجاثم لاكثر من ثلاثين عاما رافضا مبدأ تبادل السلطة ومانعا الترّشُح لرئاسة الجمهورية لغير حسني مبارك وابنه.. وكانت المظاهرات عنيفة للغاية وتجاوزت كل الخطوط الحمراء خاصة في ايامها الاولى وتفوّقت على ما حدث في تونس بمراحل ومراحل.. وميزة مظاهرات القاهرة كان الجميع يقف يد واحدة ضد الظلم ويتهم نظام مبارك بالفساد المالي وكبح حرية الشعب بالاضافة لكثرة البطالة وغلاء الاسعار وهناك جهات دينية أُخرى اتهمت النظام بتوفير بيئات لممارسة الفساد الاخلاقي.. وكنا نستغرب نحن السودانيين من حكاية غلاء الاسعار هذه وقلنا للاخوة المصريين عندنا هناك في السودان الاسعار مضاعفة للقوة ثلاثة بماهو عندكم هنا.. ولكننا عرفنا لاحقا منهم ان الاجور العامة للعاملين بالدولة في مصر ضعيفة جدا مقارنة بالمنصرف مع قلة فرص العمل ولذلك السيولة المالية لا تتوافر عند عامة الشعب.. وعرفنا ايضا الشعب المصري مُنقسم لطبقتين فقط (ناس فوق اوي وناس تحت خالص كما يقولون) وهذا هو السبب الحقيقي للثورة على نظام مبارك.. المهم في الامر نجح نظام مبارك في كبح جماح المتظاهرين وتحويل تظاهرهم الى احتجاجات سلمية بدلا من العنف المتوقع الذي عجّل برحيل الرئيس التونسي زين العابدين بن على.. حيث اطلق مبارك سراح المساجين وتمكن هؤلاء (البلطجية) من الاستيلاء على بعض اسلحة الشرطة التي تم حرق اقسامها جميعها في اليوم الاول للتظاهر.. وهجم (البلطجية) على الأُسر الآمنة في منازلهم وروّعوهم وسرقوا بعض ممتلكاتهم واموالهم وأسالوا دماء كل من تصدى لهم وأزهقوا روح البعض الآخر.. ونحن بالرغم من بعدنا من مكان الاحداث في مدينة 6 اكتوبر اقصى غرب القاهرة الا ان (البلطجية) قد وصلوا الى هناك وكنا نسمع دوي السلاح وكأننا في دولة جنوب السودان ايام الحرب لا عادها الله.. وبذلك الحدث المفاجئ للمتظاهرين في ميادين التحرير،ومصطفى محمود وعبد المنعم رياض في بقية المحافظات الأخرى خارج القاهرة اصبحوا في حيرى من أمرهم مابين مواصلة التظاهر و الذهاب لتأمين أُسرهم من (البلطجية) واللصوص وخفتت حدة العنف بسبب دهاء مبارك.. واصبحت الخسائر مالية فقط وهي لا تؤثر على اي نظام فاسد مهما طالت وامتدت ولذلك اتوقع استمرار النظام الحاكم في مصر حتى نهاية مدته في شهر سبتمبر القادم.. وبالرغم من ذلك توصل الشباب والمعارضة السياسية علىايجابيات كثيرة اهمها عدم ترشح الرئيس ولا ابنه في الانتخابات القادمة بالاضافة لابعاد رجال الاعمال والحكوميين الفاسدين على رأسهم أمين عام التنظيم الحاكم احمد عز.
بعيدا عن احداث القاهرة هل تصدقون اعزائي القراء ان هناك فئة غير راضية عن الانتصارات التي يُحققها المنتخب الوطني هذه الايام في بطولة شان وتتمنى للمنتخب الخسارة بسبب اختيارات مازدا للتشكيلة؟ غاضبون من الاهداف التي يُحرزها مدثر كاريكا وغاضبون من مشاركة هيثم مصطفى الذي يُمثِّل روح وقلب الفريق هذه الايام وغاضبون من تألق بهاء الدين في حماية العرين.. وقالوا ايه لولا بهاء الدين لما تأهل السودان للدور الثاني في البطولة! او ليس بهاءا هذا لاعبا في الفريق؟ ولماذا لا يحسبون تالقه بمثابة اداء للادوار المطلوبة منه كحارس مرمى وهل أتى الفتى عملاً خارقاً حرس انتصارات السودان ولماذا هرول المريخاب نحو استقدام الحضري؟ .. الا يعلم هؤلاء ان اي لاعب سوداني هو لاعب المنتخب الوطني قبل الاندية؟ مرضى والله شفاكم الله.
انتصارات المنتخب المدوية كما يقول الاستاذ(رمضان) لم تجد القبول من اداريين آخر زمن.. لا تجاوب من اصحاب الجيوب الكبيرة كما يحدث من ذات الفئة تجاه ذات النجوم وهي ترتدي شعار الهلال والمريخ.. لماذا لا يتبرع السيد جمال الوالي للاعبي الصقور بخمسة الاف دولار لكل لاعب كما يحدث منه مع لاعبي المريخ؟ ولماذا لا يُعلن مُرّشح رئاسة الهلال السيد اشرف (الكاردينال) ذات الحافز المتدرج مع توالي الانتصارات تجاه لاعبي المنتخب كما حدث منه تجاه لاعبي الهلال خلال البطولة الافريقية السابقة.. صدق الارباب حينما رفض للاعبي الهلال الذهاب (للكاردينال) في مؤسسته لاستلام الحافز.. وواضح الرجل يسعى للاعلان عن نفسه بهذا الحافز الدولاري.. اما جمال الوالي فأمره عجب فبدلاً من تحفيز الصقور فما زال يتقرّب ويجري وراء المصريين بامواله وهو يُقدِّم عرض مُغرِي لادارة نادي الزمالك لاداء مباراة الاياب الافريقي في الدور التمهيدي بالقلعة الحمراء..صقور الجديان أولى بالدعم يا سعادة الوالي.