• ×
الأربعاء 1 مايو 2024 | 04-30-2024
احمد الفكي

تزوير التاريخ جُرم مُتَعَمَّد

احمد الفكي

 0  0  2412
احمد الفكي
أوتاد
أحمد الفكي

تزوير التاريخ جُرم مُتَعَمَّد
الحياة مليئة بالأحداث و لكل حدث زمن و مكان يؤرخ له ، حيث انه من المفترض أن يبقى التاريخ هو الشاهد على حياة الأمم و الشعوب و حضارتها .
في كل ضروب الحياة السياسية و الإجتماغية و الثقافية و الرياضية و الفنية تاريخها الذي يحفظ أحداثها كتابةً بواسطة مؤرخون ثقات لا يعرف الزيغ أو الميل و الهوى إلى أقلامهم سبيلاً .
رياضياً لفت نظري أخي د/ عوض بخيت محمد خالد إلى ما جاء في عمود د/ مزمل ابو القاسم (كبد الحقيقة) الذي ورد فيه : الإخوة الأفارقة و العرب إليكم التاريخ الموثق للقاءات القمة الكروية في السودان .
قبل أن أوضح وجهة نظري فيما جاء في كبد الحقيقة ، يحضرني مقولة المفكر الألماني من أصل يهودي والتر بنيامين ( التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون) في إشارة أطلقها كي يميز ناسخ التاريخ او مدون الأخبار الذي يتأثر بالمنتصر و بما هو ظاهر و بين المؤرخ المادي الذي وجب عليه الإهتمام بالإنسان منتصراً كان أو مهزوماً ، أي يجب على كاتب التاريخ ان يلتزم جادة الحياد بكل واقعية و شفافية و الصدق و النقل الصحيح للأحداث. و تبقى القدرة على المراجعة و النقد الذاتي من أهم مؤشرات النضج في المجتمعات .
لقد وقع صاحب كبد الحقيقة في سرده للقاءات القمة بين الهلال و المريخ في بحر التزييف و التزوير في التاريخ بجعله كفة الإنتصار تميل لصالح المريخ في كل الحقب ذات العقد الزمني منذ حقبة الثلاثينيات وحتى الألفية الجديدة ما عدا حقبة التسعينات التي مالت فيها كفة الإنتصار للهلال، وهذا نتاج الميول و الأهواء الشخصية و الفكرية التي تعد واحداً من أسباب تزوير التاريخ .
التاريخ الرياضي السوداني محفوظ بكل تجرد و نكران ذات من كتاب و صحفيين يقف على رأسهم الراحلين عبده قابل و مصطفى أوشي .
لا ينكر أحد شدة التنافس بين العملاقين الهلال و المريخ و الغلبة متبادلة بينهما و لكن ليس كما ورد ذكرها في كبد الحقيقة حيث لم يتطرق لذكر المتواليات العشر التي كانت لصالح الهلال في الأربعينات عامي 1943 و 1944 كما تم حفظها في التاريخ الرياضي بين الفريقين وكذلك لم يتم التطرق للمتواليات الخمس في عهد رئيس الهلال صلاح إدريس متعه الله بالصحة والعافية .
ما جاء به د/ مزمل ابو القاسم في كبد الحقيقة قد باعد و جافى الحقيقة حيث أراد أن يوثق للمريخ حتى لو لم يكن صحيحاً .
كما ذكرت آنفاً تزوير التاريخ المتعمد يرتكز على عامل الأهواء ، وحتى يسلم التاريخ من التزوير يحتاج لمراجعة و تدقيق بإستمرار لماذا .؟ لأنَّ الكتابة التاريخية غالباً ما تخضع لأهواء المؤرخ وهذا ما جاء في كبد الحقيقة .
* آخر الأوتاد :
الحكم السابق و الرياضي المخضرم و المطبوع الأستاذ الباشا حيدر محمد طه ، أحد مؤسسي إتحاد كرة القدم بمدينة الحصاحيصا ، و هو أحد عشاق المريخ ، ذكر لي أنه قبل أن يلتحق كابتن ماجد عثمان للمريخ كنا نذهب لمشاهدة هلال مريخ و عارفين اننا مهزومين ، كما قال لي أن أهلي مدني والهلال في حقبة الستينات لن يتكررا، شهادة الباشا يُعتد بها لأنها خالية من الميول و الأهواء، وهو من أنصار إتحاد مدني .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019