• ×
الأربعاء 8 مايو 2024 | 05-06-2024
نجيب عبدالرحيم

إن فوكس

نجيب عبدالرحيم

 1  0  1125
نجيب عبدالرحيم
الوضع لا يحتمل
التعصب الرياضي أصبح ظاهرة خطيرة وقنبلة موقوتة تهدد سير اللعبة ويعد أحد أهم القضايا التي تواجه الرياضة وتحديداً كرة القدم وأصبح الانتماء للفرق الرياضية كالانتماء إلى قبيلة أو مذهب عقائدي بالإضافة إلى تغييب المعيار الرياضي عند تحديد الرأي والموقف أمام الحدث الرياضي والاستسلام للرأي، والمعيار العاطفي المشحون بالانتماء للفريق فالمشجع المتعصب فهو يعمي ويصم ويشوه إدراك الواقع بتعصبه الشديد ولم يتردد في الإحتكاك مع أي شخص أو مجموعة تحاول أن تقلل من قيمة فريقه الذي يعشقه.
ممارسة التشجيع ثقافة لها آدابها وضوابطها، ومعنى للتنافس الشريف واكتساب الروح الرياضية التي تصوغ علاقة الفرد والمجتمع بالرياضة كحاجة وضرورة لصحة ومتعة الفرد وإيجاد روح الجماعة فالرياضة إثارة ومتعة وسلوى وترتقي بالنفوس وتسمو بها ويجب ان تستغل في إستثمار العلاقات بين أهل الرياضة بمختلف ميولهم وألوانهم فيجب علينا قبل أن نثور ونتعصب أن نعرف الأسباب والمسببات التي أدت إلى خسارة فرقتنا وأن نعرف تركيبتها الفنية وأدواتها التكتيكية هل قادرة على التنافس والفوز أم توجد أخطاء وخلل في مفاصل الفريق تحتاج إلى علاج وهنا يجب علينا أن نبحث عن موطن الخلل وتشخيصه والعمل على علاجه بالطريقة الصحيحة.
مباراة مصر والجزائر الفاصلة في تصفيات كاس العالم التي أقيمت في العاصمة السودانية وما صاحبها من أحداث وتداعيات كادت أن تنسف العلاقة المتينة بين البلدين الشقيقين حيث ساهم فيها بشكل كبير إعلام البلدين في تأجيج الجماهير الرياضية ولا زالت تلقي بظلالها على الشارع العربي حتى الآن.
الأحداث التي شهدتها مباراة المريخ والهلال الأخيرة في نهائي كاس السودان كان الإعلام الرياضي له القدح المعلاة في سخونة الأحداث التي شهدتها المباراة وظهرت أثارها في الفجوة القائمة الآن بين لاعبي المريخ والهلال داخل معسكر المنتخب التي أكدها المدير الفني للمنتخب محمد عبدالله مازدا بطريقة خجولة في برنامج عالم الرياضة الذي يقدمه الزميل رضا مصطفى عبر الفضائية السودانية مساء كل جمعة.
المنتخب السوداني يستعد للمشاركة في دورة حوض النيل التي تقام في القاهرة خلال الأيام القادمة وبعدها البطولة الإفريقية للاعبين المحليين والعلاقات بين اللاعبين متوترة ولا شك أنها ستؤثر على سير التمارين ربما تحدث احتكاكات بين اللاعبين أثناء التمرين وبعده فكيف نخوض هذه المنافسات والمشاحنات والحزازات قائمة بين نفوس اللاعبين كما قال الشاعر:
وقد ينبت المرعى على دمنِ الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هي.
يجب على الإتحاد العام أن يعد لقاء مكاشفة بين كل الأطراف المتشاحنة وعقد صلح بينهما لإذابة الجليد المتراكم بين المعسكرين لأن المرحلة تحتاج إلى التفاهم التام والوئام والانسجام بين كل أفراد الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين والتعاون فيما بينهم والعمل كفريق واحد وأن تسود روح الجماعة اللاعبين لأنها تعد الوقود لتحقيق النتائج المرجوة وإذا لن يجدي ذلك فمن الأفضل تسريحهم وإحلال بعض لاعبي المنتخب الأولمبي مكانهم فالظروف الحالية التي تمر بها البلاد لا تحتمل الصدام.
السودان يمر بمرحلة مفصلية وخطيرة تحدد بشكل كبير انفصال الجنوب عن الشمال والكثيرون لا يعيرون ذلك اهتماماً في الوقت الذي يجب أن نتحزم جميعا وان نقف صفاً واحداً في مواجهة التحديات القادمة وبغض النظر عن المتسبب في حدوث ذلك ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ الوطن ويصون وحدة شعبه وأرضه.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : نجيب عبدالرحيم
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019