كارثة التسجيلات

فجعت كغيرى بالحديث المخيف الذى ادلى به البروف تميم رئيس نادى الموردة خلال لقائه بقناة قون عن حقائق التسجيلات وما تم خلال العامين الماضيين والمبالغ الخرافية التي صرفتها الاندية على التسجيلات , ومصدر فجيعتى ان الارقام الفلكية التى تم صرفها والعدد الكبير من المحترفين الاجانب الذين تعاقبوا على الاندية السودانية وليس الهلال والمريخ فقط مبالغ كبيرة وعدد كبير وبين هذا وذاك , اما كان الاولي بهذه المبالغ المدارس السنية بالاندية واللاعبين المحليين الذين أؤكد على علو كعبهم ومقدرتهم وموهبتهم التى يشهد بها الجميع حتى نرفع من روحهم المعنوية ونشجعهم لمزيد من العطاء .. أما كان الاولي بهذه الخانات اللاعبين المحليين لمزيد من الاحتكاك ولمزيد من التبارى الداخلى والخارجى حتى يشتد عودهم .. لسنا فى حاجة لمقارنة الصرف البذخى الذى قام به المريخ فى الاعوام الثلاث الماضية بدءا بوارغو مرورا بالتوانسة ووصولا الى الحضرى الذى دفع فيه اكثر من مليونى دولار بصرف الهلال على المحترفين الاجانب, ولكن الحقيقة تقول بأن الهلال كان يأتى بلاعبين مغمورين ويظهروا على حساب الهلال على العكس من المريخ الذى أتى بنجوم معروفة وبمبالغ طائلة لم تقدم له شيئا فى الاعوام الماضيه .. لسنا هنا لمقارنة الادارات ولكن على الاتحاد العام ان يتخذ ما يراه مناسبا تجاه هذه الظاهرة الخطيرة التى اثرت سلبا على لاعبينا المحليين وعلى عطائهم وعلى المنتخب القومى وادائه وعلى الحركة الرياضيه كلها .. التسجيلات بحاجة الى آلية تكون اكثر حزما لا تسمح الا بأحضار المحترف الذى يمكن ان يقدم شيئا لناديه , اما التجنيس فهو مرفوض فى كل الاحوال , خصوصا اذا علمنا ان اللاعب لا يستفاد منه الا بعد ثلاثة سنوات من تجنسيه وهى فترة طويله لم يمكثها اى محترف اجنبى متعاقدا كان او مجنسا .. نحن لسنا ضد الاندية ولا ضد تطوير الكرة بالسودان ولكن العشوائيه والغوغائية التى تمارس بها التسجيلات فيها اهدار للمال وفيها اهدار للطاقات وقتل للمواهب السودانية الحقيقة , ولا بد ان نؤكد ان هؤلاء المحترفين على جميع المستويات وفى كل الاندية فشلوا فى تحقيق أى انجاز لهذه الاندية , وكل الانجازات السابقة لم يكن لهم فيها يد او مشاركة .. دعونا نعود الى الاصل والى الناشئة والى المدارس السنية وغيرها من الوصفات المطروحة لعلاج وهن الكرة السودانية, بدلا من الجرى وراء السراب والفراقيع الاعلامية والأنجازات الوهمية .