السودان أولا وأخيرا

لا أحد يوافق على ما بدر من بعض جماهير المريخ تجاه كابتن السودان هيثم مصطفى اللاعب الخلوق الذى قدم للكرة السودانية الكثير خلال الخمسة عشر عاما الماضيه ولا أحد يستطيع ان يحمل المسئولية كاملة لتلك الجماهير ولا للأتحاد الرياضى المنظقم للبطولة ولا للأعلام الرياضى فالمسئولية هنا تكاملية والجميع قد فرط بمقدار وصولا الى ما وصل اليه حال ملاعب الكرة السودانية فى هذا الوقت .. وبدلا من البحث عن التميز الفنى والرقى الجماهيرى فى هذا العصر الذى نبذ فيه العالم اجمع العنف والاساءات ولجأ الى المنطق , تجدنا منزلقين الى مستنقع آسن .. والخروج من هذا المازق يحتاج الي تضافر جهود الجميع فى كل مكونات القبيلة الرياضيه لأعادتها سيرتها الاولى بعيدا عن هذا العفن الذى اصاب تلك الجماعة التى عرفت عبر التاريخ بأصالتها وترابطها وتميزها الاجتماعى دونا عن بقية المجتمعات المدنية الاخرى .. وان لم نستصحب ارثنا الجميل ونخوتنا وشهامتنا وغيرتنا وطيبتنا لن نخرج من هذا النفق المظلم .. نعلم تماما بان هنالك مستفيدين كثر من مثل هذه الازمات ولكن عليهم ان يعرفوا الثمن الباهظ الذى تدفعه الرياضة والرياضيين فى بلدنا الحبيب فى مقابل حفنة دراهم تدخل جيوبهم وتجعلهم من سكان القصور العالية , وهو بلا شك عرض زائل وتبقى الاخلاق الحميدة والروح السمحة التى تميزنا بها عن غيرنا .. لا نقر بما بدر من بعض جمهور الهلال ونرفض بشدة ما بدر من بعض جماهير المريخ .. ونطالب بعقوبات رادعة وفورية لكل من تسول له نفسه التلاعب والاتجار بهذا المجتمع الرياضى الراقى المترابط .. ونطالب بحسم كل العابثين به من اصحاب المصالح الخاصة , ونطالب بالتكاتف والتاخى والترابط والتلاحم من جديد بين كل مكونات هذا المجتمع وصوصا الى الفضيلة والزمن الجميل .. الرياضة عموما وكرة القدم بوجه خاص كانت ملازا جميلا وامنا لكل فئات المجتمع وان استمر الحال على هذا المنوال لأصبح طاردا .. نعم تعرض هيثم الى الاساءة ولكنه جزء من منظومة الهلال العظيم وكان عليه الرجوع الى ادارته للمشورة حول ما يمكن ان يتخذ من قرار فى هذه الحالة فهم الاكبر منه سنا والآكثر منه حرصا على اسمه ومكانته واسم الهلال ومصالحه , ورفضه اللعب للمنتخب مرفوض ولم يكن موفقا فى قراره الذى نتمنى ان يتراجع عنه لأن السودان برىء من مما اصابه ولا يستحق منه مثل هذا القرار .. وأتحادنا الهمام مطالب بتسوية كل هذه الازمات والرجوع الى الحق بتفعيل القانون وتطبيقه بالتساوى على الجميع .