الوزارة .. صحيان متأخر
أين كان سعادة وزير الشباب والرياضة عندما تلبدت سماء القبيلة الرياضية بالقيوم الداكنة وزرعت أرضها بالقنابل الموقوته السامة , وأصبحت ساحتها النظيفة ساحة للحرب وليس مساحة أخوية للتنافس الرياضي الشريف ؟
هل استصعب الأمر على سعادة الوزير وهو المسؤول الأول عن الرياضة السودانيبة بخيرها وشرها أن يستدعي قادة الإتحاد السوداني , قبل المباراة وأن يقف بنفسه على الإجراءات التنظيمة والأمنية التي تؤهل لقيام المباراة في ظل التوتر الحاد بين جمهور الفريقين .
أم أن السيد الوزير قد استهون الأمر ولم يقف على حقيقته إلا بالإستاد عندما قدمت بعض الجماهير المتعصبة أسوأ فاصل من السلوك الهمجي غير المشرف والذي لم تشهده ملاعب رياضية من قبل داخل الوطن أو خارجه .
كان بإمكان الوزير أن يستدعي قادة الإتحاد السوداني لكرة القدم قبل قيام المباراة ,إضافة إلى مسؤولي الهلال والمريخ , ليقف بنفسه على التزام كل الإطراف بأسس التنافس الرياضي الشريف والمنضبط .
وكان بإمكان الوزير أيضا أن يصدر أوامره بإلغاء مباراة الفتنة أو تأجيلها إلى أجل غير مسمى , وهو القرار الذي كان يتوقعه كل ذي بصيرة .
وقد فعل الوزير الأسبق الأستاذ حسن عثمان رزق عندما الغى منافسة كأس السودان من قبل للمصلحة العامة .
ولكن مع ذلك نقول أن يتحرك الوزير حتى بعد أن وقع الفأس على الرأس أفضل من أن لا يتحرك مطلقا .
ونأمل أن لا تكون لقاءاته مع المعنيين في الهلال والمريخ ومن قبل ذلك بقادة الإتحاد أشبه بلقاءات المجاملة و العلاقات العامة .
ويبقى على الوزير أن يبحث في أصل الداء ,الذي أنتج مبارة الفتنة وأن يكون أكثر حسما مع قادة الإتحاد لأنهم شريك أصيل في ما آل اليه الحال .
و أن يعمل على إعادة الأمور إلى نصابها بعد أن غادر ساحة الفعل الموجب بالإتحاد رجل الإنضباط الأول الدكتور كمال شداد مكرها وعبر مؤامرة لم تراع مصلحة الرياضة السودانية , وكان أول مولود لهذه المؤامرة أحداث مباراة الفتنة بين الهلال والمريخ .
آخر الكلم
وفق المعطيات الرياضية وبعيدا عن المؤثرات الخارجية ماظهر منها ومابطن لا أحد عاقل أو مجنون كان يتوقع فوز المريخ في مباراة الفتنة الأخيرة .
ومقارنة بفارق الإمكانات الفنية بين لاعبي الهلال والمريخ لم يحلم أي مريخي عاقل أن تكون نتيجة المباراة بهدفين أحدهما من قبل هنو أبرز مشاطيب الأحمر إلى ما قبل مباراة الفتنة .
ولكن لأن أصحاب الأيادي الصدئة والذي يؤذيهم أن تمدد أفراح الهلال قد استطالت إياديهم , فكان لابد أن تختل هذه المقاييس .. يخسر بفعل فاعل الأفضل ويكسب بفعل فاعل الأضعف .
فضح الخبير الطاهر محمد عثمان انحياز حكم القمة السافر للمريخ , وعدد الأخطاء المتعددة التي وقع فيها خلال شوطي المباراة .
وعجز الخبير التحكيمي أن يحدد الدرجة التي يمكن أن يمنحها للحكم خالد عبد الرحمن نيجة لسوء إدارته للمباراة .
ولم يجد الخبير التحكيمي أفضل من أن يوجه عبارة واحدة للحكم المنحاز مفادها أن يسقط هذه المباراة من حساباته وأن يتناساها إلى الأبد لأن الطريقة التي أدار بها المباراة لا تشرف ..
وقال الخبير التحكيمي متحسرا أن الحكم الذي شاهده خلال مباراة الفتنة لم يكن هو الحكم خالد عبد الرحمن الذي يعرفه .
نعم هي مباراة يجب أن تسقط من ذاكرة الذين يؤمنون بقيم التنافس الرياضي الشريف , والذين يؤذيهم أن تكون لأصحاب الأيادي الصدئة سطوة تحيل قيم الرياضة السمحة إلى متحف التاريخ .
ويبقى المهم أن الهلال قد خسر مباراة بأمر الحكم وخرج منتصرا لقيم الرياضة وأخلاقها الفضيلة .
ويكفي أن جماهيره الغالبة استقبلت نجوم الفريق استقبال المنتصرين .
ولكن يبقى الخاسر الأكبر من مباراة الفتنة هو الإتحاد السوداني لكرة القدم الذي سيجبر جماهير الهلال أن تعود مجددا إلى خندق التصادم صونا لكر امة الهلال .
سيخسر الإتحاد وهو ينظم بعد أقل من شهرين بطولة أمم إفريقيا للمحترفين التي يحتاج فيها إلى جماهير الهلال الغالبة من أجل إنجاح البطولة ومن أجل تحقيق المساندة الجماهيرية المطلوبة لنجوم المنتخب .
سيخسر الإتحاد السوداني لكرة القدم وهو يقدم على معاداة جماهير الهلال , وسيخسر ألف مرة حتى لو انتصر بعض أعضائه لانتماءآتهم الرياضية على حساب قيم التنافس الرياضي النظيف .
هل حقيقة أن الدكتور معتصم جعفر رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم قد استبدل حكم مباراة القمة كما أشارت لذلك أحدي الصحف الرياضيية بالأمس .. سؤال والقلب تقتله الإجابة .
صور الخراب والدمار الذي أحدثه جمهور المريخ وللمرة الثانية بإستاد الهلال مهداة إلى السيد وزير الشباب والرياضة قبل إجتماعه بمجلس إدارة المريخ اليوم .
افتقدنا في بيان مجلس إدارة الهلال بالأمس قوة الهلال وهيبته المستمدة من تاريخ الهلال وإرثه النضالي ومهابة جماهيره .
على مجلس إدارة الهلال المحترم أن لا يجرح بمثاليته هلال الأمة , وأن لا يهزم كبرياء جماهيره الغالبة .
Omeraz1@hotmail.com