• ×
الثلاثاء 7 مايو 2024 | 05-06-2024
عبدالحي ابو زيد

وهج الشمس

عبدالحي ابو زيد

 0  0  1294
عبدالحي ابو زيد
الصالحية .. مية المية


* فترة زمنية طويلة عشتها في مدينة الرياض عاصمة العرب بالمملكة العربية السعودية .. هذه المدينة العامرة بأهلها لها في نفسى وقائع كثيرة وهي اصبحت تشكل جزءا من حياتي بعد ان جئتها يافعا شافعا واستلذ لي المقام بها كل هذه السنوات كما كانت ملاذا آمنا لابنائي الذين وصلوا مراحل التخرج بعد ان تفتحت أعينهم على هذه المدينة وهي تتخطفهم بكل حنان وترحاب فخطت خطاهم الثابته في حواريها وشبو عن الطوق بعد ان نهلوا من مدارسها .
* كانت مدينة الرياض في سنوات مضت ترفل بالقلة من ابناء الجالية السودانية وكاد النشاط الاجتماعي والرياضي والثقافي يكون معدوما الا من لقاءات في آخر الاسبوع عند دكان المغفور له باذن الله تعالي الشيخ عثمان ادريس في الغرابي حيث يرده اهلنا من كل صوب بحثا عن الرسائل التي كان عنوانها شيخنا الجليل الذي كان دائما ما يسعد بهذه اللقاءات ويهتم بشئونها ويجد حلا لمن تعثر به المغالق او طوته الظروف والازمان.
* توالت السنوات وتوافد السودانيون على مدينة الرياض التي احتضنتهم وأكرمت وفادتهم ووجدو كل الاحترام والتقدير من أهلها الذين لم يبخلوا عنهم بالعون والمساندة في كافة انشطتهم التي بدأت تطل هنا وهناك وتفاعلوا معها كثيرا من خلال توفير كل التسهيلات المطلوبة انطلاقا من حب متجذر عند هؤلاء القوم للسودان والسودانيين على اعلى المستويات .. بها تفتقت الروابط والجمعيات وأصبحت الكيانات ترفل بالكثير من المعطيات .. ولان في طبيعة السودانيين التآلف والتراحم والتكاتف وحبهم الجارف للتلاقى تبادروا على فرض واقعهم الاجتماعي باقامة العديد من الانشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية بعد ان وجدوا الارض الخصبة لينداحوا فيها في بوتقة الابداع التي نثرت الكثير من المعطيات ..
* في هذا الواقع الخلاق برزت الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج في وحدة من التألق الجماعي وكانت ميادين خنشليلة بالرياض مسرحا ومرتعا لشباب السودان الذين ابلوا بلاءا حسنا في عكس صورة متميزة للسودان وكانت الايام حبلى بالكثير الممتع حيث كانت تنتظر الجالية يوم الجمعة من كل اسبوع بشوق شديد خاصة وان هذا التجمع الكبير له دلالات عميقة في التواصل الاجتماعي والتنفيس عن النفس ومعرفة اخبار السودان وتبادل الذكريات بين بعضهم البعض .. كانت الرابطة ظاهرة للعيان وهي تأتي بالكثير من المفردات في تجلي عظمة الانسان السوداني المحب لروح المودة ..
* برزت جمل من المعطيات افرزت واقعا جديدا .. ورغم الخلافات التي حاولت ان تعصف بادارة هذا الكيان الكبير لكن القناعات باستمرارية وديمومة هذا العطاء لم يترك مجالا في نسفه بعد ان ارتضى الجميع بان يكون لكل مجموعة كيان واشنقت الرابطة الموحدة لتتجزأ في رابطتين .. فبرزت رابطة الصالحية بقيادة عبدالمنعم عبدالعال الخبير الرياضي واخرى برئاسة الدكتور كرار التهامي واحتد التنافس بينهما رغم مرارات هذا الانشقاق والتي شهدت الكثير من الصراعات المؤلمة لكنها كانت في واقع الامر حراكا مثيرا في محاولة لابراز الذات ..
* لن نجتر تلك الايام التي مضت ولكني ساحاول ان اركز على الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج بالصالحية مع الاحتفاظ للاخرين بجهودهم المقدرة .. هذه الرابطة التي عايشتها تعتبر رابطة فريدة في معطياتها وهي تنفذ اهدافها بتناغم قل ان تجده في الكيانات الاخرى والسبب يرجع الي تلاحم افرادها وايمانهم القاطع بالاهداف التي انشأوا من اجلها هذه الرابطة .. وكانت للخبرة الكبيرة التي يمتلكها ربانها الماهر عبدالمنعم عبدالعال في ادارة هذا النشاط لها تأثيرها الواضح في مسيرة هذه الرابطة .
* تمتلك رابطة الصالحية كل ادوات التفوق من كوادر بشرية واجهزة فنية ولجان متعددة يعمل افرادها بحماس منقطع النظير وهم على قلب رجل واحد يبحثون دائما عنم التفرد ويبذلون الجهود الخارقة للظهور بشكل زاهي فكانت كل فعالياتهم التي تقام تجد الحشد والقبول ..
* في المناحي الاجتماعية فانهم اكثر حرصا على التكافل الاجتماعي فمناسبات افرادهم تبقى علامة مضيئة في المؤازرة عندما يبقى كل واحد هو صاحب المناسبة وهنا تتجلى عظمة الرجال بمواقفهم الانسانية وهم كالجسد الواحد اذا استكي عضو تداعي لها سائر الجسد .. وهناك الكثير من القضايا الاجتماعية التي يتفاعلون معها بعطاء ثر حتى يشعر المرء انه من تلك الاسرة المتكاتفة والتي اصبحت تشكل اسرته الكبيرة .
* في المجال الثقافي افردت الرابطة مساحات واسعة من العطاء الثقافي فاقيمت العديد من الانشطة من ندوات ومحاضرات وأمسيات حيث شهدت دارها العامرة الكثير من هذه الفعاليات والتي شارك فيها عدد كبير من المبدعين في شتى ضروب الثقافة من اساتذة الجامعات والادباء والمثقفين حيث تنوعت المشارب في هذا الاتجاه بالاضافة الي قيام الرابطة بعقد العديد من ورش العمل والدورات لتأهيل والصقل بما يفيد منتسبيها .
* تبقى النهائيات لكل دورة تقيمها هذه الرابطة بؤرة ضوء تشع منها قدرات هؤلاء الرجال .. فكان النهائي الذي اقيم الاسبوع الماضي لدورة كأس الوفاء والذي خصص هذا العام تكريما للفقيدين نورين داؤود وابراهيم معروف له طعم خاص بعد ان تزين ملعب الصالحية كما هي العادة وظهر بشكل باهر .. بعد ان وقف عليه رجال نذروا انفسهم لمثل هذا العمل الجبار فاننا لم نستغرب ان يكون نائب رئيس الرابطة المهندس عبدالمنعم عمر في قلب الحدث و نائب امين المال ماضي خليفة الصادق وفايز محمد موسى والرائد حسن احمد حسن امين مال الرابطة ونائب رئيس اللجنة المنظمة وعلاء الدين احمد مسئول الدار يسابقون كل الناس منذ العصر ويقوم بكنس الملعب بأنفسهم من الاوساخ ليكون في حلة زاهية في واحدة من صور التواضع للذين نذروا انفسهم لخدمة الاخرين ..
* دورة الوفاء جاءت بصورة مميزة وبحضور باتع من قيادات العمل العام وكان ان تشرفوا بقيادات الرابطة الرياضية السودانية بالمنطقة الشرقية الذين حرصوا على حضور هذا النهائي البديع فوصفوا رابطة الصالحية بأم الروابط في بلاد المهجر .. فقد كان الحضور غاية في الروعة والجمال وكان التشجيع زاهيا بعد ان امتلأت بهم جنبات الملعب .. كما قدم الفريقان ود حبوبة ونجوم كرمة فواصل من الامتاع الكروي .. وهناك الكثير والكثير الذي يملآ جوانحنا .
هذه الرابطة تحتاج الى كتاب توثيقي لان هناك مضامين حية ومعبرة لهذه المدرسة المتفردة . ولنا عودة
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالحي ابو زيد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019