جماهير كرة القدم في السودان موعودة بدوري ممتاز مُثير هذا العام بعد أن باحت الجولات الأولى بكافة أسرارها غير المتوقعة وهي تكرم وفادة الصاعدون الجدد ليتبوأوا مواقع الصدارة.
وطالما أننا في رحاب كرة القدم فيُصبح من المقبول والمرحب به جداً أن يأخذ أي فريق مجتهد الموقع الذي يستحقه عطفاً على كفاحه وقتاله المشروع من على أُطُر الميادين.
ولكن دعونا من خلال هذه القراءة الفنية نرسم بعضاً من ملامح البطولة الأكبر في البلاد والمصائر والسيناريوهات التي تنتظر فريقي القمة المريخ والهلال- على وجه التحديد وأقوى المنافسين من الفرق الأخرى.
يحتل فريقا القمة ترتيباً مختلفاً عن ما أعتادا عليه في المواسم السابقة بعد مرور أربع جولات- حيث بارحا مُرغمين مواقع الصدارة لصالح فريقي هلال كادوقلي والوافد الجديد فريق الوادي نيالا.
وعلى صعيد متصل بدأت أندية الاهلي شندي والخرطوم الوطني والهلال الأبيض في الصحيان من غفوتها التي صاحبتهم في مستهل المنافسة.
الأندية المذكورة ظلت تلعب في السنوات الأخيرة دوراً كبيراً في توجيه لقب المنافسة من خلال نتائجها القوية أمام طرفي القمة بل نجحت في المُزاحمة بكل العنفوان وكادت أن تنتزع المركز الثاني المُخصص بالتبادل للقمة.
ويمكن القول أن هلال الأبيض على وجه الدقة نجح في انتزاع لقب بطولة الدورة الثانية في الموسم الماضي هذا طبعاً إذا استبعدنا نتائج الدورة الأولى حسب إحصاءات قدمها تلفزيون السودان في برنامجه ذائع الصيت (عالم الرياضة).
لا شك أن أمكانية تحقيق الانتصار على طرفي القمة أغرى الكثيرين للمضي على ذات الدرب من أجل الظفر بنقاط مباريات القمة التي أضحت متاحةً في السنوات الأخيرة متى ما توفّرت العزيمة، وتحلّى الخصوم بالجُرأة اللازمة.
ويبدو أنه على هذه الفرضية أسس فريق الشرطة القضارف القادم الجديد خُطّته للإجهاز على المريخ في فاتحة مبارياته ليمنحه الفوز دفعة معنوية مُعتبرة.
المستويات الفنية الكبيرة التي أظهرتها فرق الوادي، هلال كادوقلي، الخرطوم الوطني، الأهلي شندي، وهلال الأبيض مع أمكانية إظهار أندية أخرى لمستويات متطورة وإحراز نتائج جيدة خاصة أمام القمة سيرفع من درجة الإثارة في دوري هذا العام إلى أبعد مدى.
ليس بعيداً أن يحتفظ فريقا الهلال كادوقلي والوادي نيالا بموقعي البطل والوصيف لآماد أبعد من ذلك بكثير قد تتجاوز الأسابيع السبعة من عمر المنافسة.
وما يُلحظ أيضاً- أن فريقا القمة لم يبلغا المستوى الفني المطلوب حتى الآن وما زالا يتحسسان الطريق نحو الانتصارات المتتالية.
فريق الهلال- حامل اللقب- تنتظره مواجهتان ناريتان برسم الجولتين 6 و7 بمدينة نيالا امام الوادي والمريخ.
وقبل ذلك هناك مباراة قوية بإستاده أمام (العُقدة) فريق الأهلي شندي الذي تخصص في السنوات الأخيرة في إسقاط الهلال.
أما المريخ سيكون لازدحام جدوله بالمباريات وهو يقاتل في ثلاث جبهات محلية، إقليمية، وقارية- دور مؤثر جداً في مسيرته وقد يتسبب ذلك في فقدانه للكثير من الفرص هنا أو هناك.
وقد تلقي بطولة ونتائجها بظلالها السالبة على أداء الفريق في البطولة الأخرى وحديثنا مازال عن المريخ.
نقول من المؤسف أن تكون كل هذه الإثارة التي يشدها الدوري الممتاز وتلك المُنتظرة في قادم المواعيد غير موثقة في إحدى مكتبات القنوات التلفزيونية بجانب الحرمان الذي يعانيه المشاهد الرياضي العزيز بسبب القائمين على الأمر خاصة من جانب الاتحاد الرياضي لكرة القدم والأندية.
لابد من التنازلات وإلا سيضيع الوقت في مفاوضات ماراثونية لا طائل منها سوى الخسائر من كافة الأشكال.
***** آخر القول
حقق المريخ نتيجة إيجابية للغاية أمام فريق سوني ايلانغيما الغيني لحساب الدور التمهيدي في بطولة دوري أبطال افريقيا بالفوز بهدف دون رد.
عشنا تجربة مريرة وكانت المعاناة حاضرة في سبيل الحصول على معلومة عن مجريات المباراة ونتيجتها بسبب غياب الاذاعة والتلفزيون.
يتطور العالم من حولنا ونحن ما نزال في محطة منع الصحافة من مرافقة البعثات مع الفرق الرياضية.
في السابق كنا نجري تحليلاتنا للمباريات مستندين عل ما تبثه الاذاعة أما الآن فلا تعليق لنا سوى على النتيجة الايجابية.
نستطيع أن نقول أن المريخ أقترب كثيراً من الصعود للدور الأول قبل مرحلة المجموعات.
قبل انطلاقة المباراة تفاءلت جداً بعد قراءتي لتشكيلة المريخ التي غلب عليها العنصر الدفاعي.
شارك أربعة مدافعين صريحين في الدفاع بالإضافة إلى أربعة في خط الوسط هم: علاء الدين يوسف، عاشور الأدهم، وباسكال، أحمد ضفر.
قلنا في مقالنا قبل المباراة أن التركيز على الدفاع يجب أن يكون الشغل الشاغل للجهاز الفني وقد كان.
مبارك لمريخنا العظيم.