• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1196
اماسا
لماذا التوتر؟
أحياناً أسأل نفسي عن الأسباب التي تجعل معظم علاقات المريخاب ببعضهم متوترة يسودها الظنون وتتحكم فيها وتتلاعب بها أمواج إنعدام الثقة، على الرغم من انتمائهم لنادٍ واحد وهمهم أيضاً أن يسود ناديهم ويحتل مكانته الريادية بين بقية النوادي على المستويين العربي والأفريقي.. ومن ثم.. ما الذي يجعلهم يتنافرون بهذا الشكل لدرجة أن مجلس إدارتهم ينقسم إلى معسكرين أو ثلاثة تتجمع كل مجموعة في مكان مختلف؟
هل لأن الشخصيات القيادية لا تجيد الحوار مع (الآخر) وتتحكم فيها عقليات المؤامرة وتنعدم لديها الثقة وتسيطر عليها الشكوك تجاه كل الأطراف الأخرى، أم لأن الخلافات نفسها كانت ثقافة ورثتها هذه المجموعات من الأجيال السابقة وباتت جزءً لا يتجزأ من عادات وتقاليد النادي الكبير؟.. أم لأن العمل الرياضي في أصله صعب بمكان يصبح معه الإنسجام أمراً أكبر صعوبة؟.. ألم يتمن أهل المريخ في يوم من الأيام أن يكون لديهم رئيس من أثرياء الوطن العربي يتبنى مشروعاتهم الكبيرة ويبادر في تنفيذ الصفقات العملاقة حتى يساندونه ويبذلوا الغالي والنفيس من أجل المحافظة عليه؟.. وإذا كان هذا صحيحاّ.. فلماذا تخاذلت القيادات عن تحديات تنظيم البيت من الداخل عندما حلت الصفقات واكتسب المريخ هيبته داخلياً وخارجياً كنادٍ يتمتع بقدرات وإمكانيات مهولة؟.. والسؤال الذي ينبثق من هذه الفقرة الأخيرة: لماذا يصبح الرئيس دائماً على خشبة مسرح معد للرجل الواحد ويفرنقع عنه كل الأنصار ليتركوه يعمل وحيداً؟
لابد أن الإجابات التي تزيل كل هذه الإستفهامات شائكة وترتبط ببعضها البعض لدرجة أن الإجابة الواحدة يمكنها أن تكفي لعدد من الأسئلة، ولكنني أتهم قيادات المريخ بأنها تتعامل مع قضية التنظيم الإداري داخل نادي المريخ بشخصية أخرى تختلف كلياً عن الجدية التي يتعاملون بها في مؤسساتهم الخاصة، وأنهم يصبحون داخل النادي أكثر وداعة من تلك المؤسسات، وبما أن الوسط الرياضي والمريخ جزء منه بكل تأكيد وسط فوضوي في المقام الأول، ويتصف فيه قطاع كبير بالعشوائية وعدم القابلية للوائح.. تصبح القيادات جزءً من ذلك الوضع وبدلاً عن أنها جاءت لتؤثر إيجابياً في الأوضاع وتقودها إلى الأفضل، تصبح بقدرة قادر (منقادة) وجزء أصيل من وضع كارثي تعيشه هذه الأندية، وعلى سبيل المثال كنا نعرف أن محمد إلياس محجوب على سبيل المثال يملك مجموعة من المصانع التي تعمل وفق نظام إداري متماسك يجعلها غير قابلة للإنهيار، أو قل تجعلها بعيدة عن الأزمات المفاجئة، ولكن عندما أصبح رئيساً للنادي خضع تماماً للنظام الذي تسير به الرياضة السودانية ولم يبحث مع بقية قيادات النادي في (النظم) التي تقود العملية الإدارية في المريخ إلى بر الأمان حيث يعتمد الناس مجموعة من الأساسيات التي تكون بعيدة عن محور الصراعات، ولكن ما حدث أن الإهتمام كله انصب على محور يثير الصراعات والإحتكاكات مع الفئات المناوئة وحتى إذا انتهت فترته كرئيس حصلنا على مجموعة مكاسب ربما أرضت بعض الأفراد، ولكنها كانت دون المستوى الذي يليق بالنادي العريق من حيث الموضوع الأساسي.. وعندما جاء جمال الوالي تحدث الناس عن (المال) الذي يتدفق على خزينة المريخ، بينما كان الأولى أن نتحدث عن (نظم) إدارية تحافظ على الموارد الأساسية لنادي المريخ، أو أسلوب جديد لصيانة العلاقات بين الأفراد والجماعات المنتمية للنادي الواحد حتى يتخلى الناس عن حالة الصراعات التي تشغل الناس عن الجادة من الأمور وتجمع قلوبهم حول هدف واحد لا يختلف عليه الناس حتى لو اختلفوا في وجهات النظر، وهذه الحالة استمرت حتى في العهد الحالي في ظل رئاسة الفريق عبد الله حسن عيسى.. والمحور الأساسي الذي يجب أن يتوقف عنده الجميع الآن أن هذه المشكلات تلي كل الأسرة المريخية وإذا قام الأفراد بمهامهم وواجباتهم كاملة فإننا سنحصل على مجتمع مترابط حقيقة.. وهذه مهمة جداً للنجاح في أي عمل رياضي حيث لم تشهد الوقائع التأريخية أن هنالك إنجاز رياضي قد تم بعيداً عن التقارب الإجتماعي المميز في أي مكان في العالم، وأينما وجدت الأزمات والتنافر قلت الإنجازات.
حواشي
* من أسباب تراجع المريخ في الآونة الأخيرة أن الأفراد الناشطين فيه يبذلون جل وقتهم وطاقاتهم في القضايا الخلافية بينما الموضوع الأساسي الذي يقود الناس إلى التطور واضح ولا يحتاج سوى للإخلاص وتصويب النوايا.
* مرة أخرى أكتب وأطالب بضرورة إحترام كبار الأسرة المريخية ممن خدموا الكيان في الحقب الماضية وتولوا فيه مناصب حساسة، فالإحترام أقل شيء يمكننا أن نعاملهم به بعد أن حافظوا لنا على الكيان لفترة تقترب من القرن وجعلوه سيداً على الأندية السودانية بأرقامه وإنجازاته، وأنه من قبيل قلة الأصل لو كتبنا في حقهم أية عبارات خارجة عن هذا المعنى.
* تكريم الأستاذ أحمد محمد الحسن بوسام من رئاسة الجمهورية بكل تأكيد تكريم لكل قبيلة الإعلام الرياضي وهو أمر لا شكل فيه.. ونتمنى أن يكون دافعاً لبقية الزملاء في هذا المجال حتى يلتزموا بالإعتدال ومحاربة التعصب الرياضي الذي بدأ يعصف بكل القيم الجميلة.
* يخوض منتخبنا الوطني الأول اليوم لقاءً نعتبره الأصعب من خلال مشواره في التصفيات الحالية، هو اللقاء الأصعب ولكنه ليس مستحيلاً بطبيعة الحال لأن كرة القدم لا تعترف بالمستحيلات برغم فوارق الخبرات بين نجومنا ونظرائهم.
* ما نتمناه فقط أن يكون أولادنا متماسكين كفريق حتى لا يسقطوا في المحظور أمام منتخب يضم مجموعة من أمهر نجوم القارة ونخبة من المحترفين في الدوريات الأوربية الكبيرة.
* الصمود في الفترة الأولى والتركيز على تشتيت منظومة الخصم والحيلولة دونه وفرض أسلوبه مجال جيد يتيح لنا الخروج بنتيجة جيدة.
* على المستوى العالمي شهدت تصفيات الأمم الأوربية والآسيوية مجموعة من المفاجآت في مواجهة كل من فرنسا والكاميرون حيث كان المنتخب الفرنسي قد خسر في افتتاح يورو 2012 أمام منتخب روسيا البيضاء، وبالأمس تمكن المنتخب الكنغولي من انتزاع تعادل بنكهة الفوز أمام نظيره الكاميروني القوي من خارج القواعد بهدف لكل.. ومنتخبنا ليس روسيا البيضاء أو زائير ولكننا (نتمنى) فقط الخروج بنتيجة إيجابية.
* عندما تكون بقية الأمم مشغولة بالبناء والتحضير للمنافسات نكون نحن مشغولون بالصراعات وتصفية الحسابات والإنتخابات وما يليها من الخزعبلات، وعندما تحين ساعة الحقيقة في المنافسات ونواجه منتخبات في قامة غانا لا نجد إلا عبارات لينة ومايعة ومتخاذلة مثل: نتمنى ونحلم.
* لن نعارض سياسات دائرة الكرة بالمريخ والتي قضت بمنع اللاعبين من التصريحات، ولكنني أعتقد فقط أن التصريحات والحوارات في الصحف ليست من هزم المريخ في مباراة عطبره ونيامي وأبعده عن الصدارة محلياً وأقصاه عن الأبطال ومن ثم الكونفيدرالية..!
* ربما كان يجدر بنا (ضبط) الحوارات والتصريحات ولكن منعها لا يعني شيئاً بالنسبة للائحة كاملة إسمها الإنضباط نشهد كل يوم وأدها على مرأى ومسمع.
* المريخ نادٍ كبير، وعندما نقول (كبير) فهذا يعني أن القرارات لا تصدر هكذا وبالمزاج، وأنه ينبغي أن يحرص على تحاشي سلبيات الصحافة الرياضية والإعلام والإستفادة القصوى من إيجابياتها بسياسات واضحة ومدروسة.
* نادي كبير يعني أنه يحرص دائماً على استغلال الجانب الجيد من الإعلام في الترويج عن (إسمه) وتحقيق أكبر قدر من النجاحات التي تترك الإنطباع الجيد وتجبر الجماهير على التعلق به.
* نعم.. كانت هنالك سلبيات كثيرة في ترك الحبل على الغارب أولها أن هنالك أشياء ليست للنشر تأخذ طريقها للنشر في غياب مقص الرقيب والسياسات الإعلامية الواضحة في نادينا الكبير.. وأن البعض يكتب ما يريد على لسان بعض اللاعبين، ولكن هل الهدف من المنع أن يتصل الصحافي بمدير الكرة ويستأذنه فقط؟.. أم هنالك ضوابط أخرى بموجهات واضحة؟
* وإذا كانت هنالك ضوابط بالفعل.. لماذا لا تعلن للزملاء في الصحف حتى يعرفوا ما هو مباح وما هو محظور حتى يتحاشوا الإضرار بالكيان؟

Amasa74@yahoo.com
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019