كرة القدم لعبة جماهيرية ولها جمهور عريض في السابق كانت اللعبة هواية ولاعب الأمس يلعب من دون مقابل لناديه ووطنه وحظهم العاثر مارس اللعبة قبل عالم الإحتراف واعتزل اللعبة قبل عقود المليارات التي نقلت عدداً كبيراً من اللاعبين الحاليين من خط الفقر إلى عالم الثراء والسيارات والمنازل الفاخرة .
والآن في عصر الإحتراف أصبحت مهنة واحتراف للاعب وتعني له وظيفة يقتات منها على حسب مستواه الفني وعندما يجد عرض أفضل من عرض ناديه حتى لو قدمه للجماهير لا يعني له شيء وإنما يبحث عن تأمين مستقبله ومستقبل أسرته لأنه يعرف عندما يصاب أو تجبره الظروف على ترك الكرة أو يتركها مكرهاً لا بد آن يكون له عمل آخر بعدما ترجل عن صهوة جواده من المستطيل الأخضر الذي لا يعرف ولا يرحم ولا عزاء له عندما يرحل الفارس عنه بعدما حفظ جميع أركانه.
للأسف الشديد وسائل الإعلام لم تتناول هذا الموضوع كثيرا بمناسبة حضوري للمشاركة مهرجان السياحة والتسوق الأول للولاية وخلال تواجدي بين أهلي وأصدقائي تلمست الأوضاع التي يعيشها نجوم كرة القدم وأبطال الرياضات الأخرى الذين قدموا كل الروائع لهذا الوطن العزيز وهو الواجب الوطني الذي تمليه عليهم المسؤولية الوطنية.
الآن منهم من يرقد طريح الفراش ومنهم من فقد بصره ومنهم من يحتضر ومنهم من ينتظر ومنهم من قضى نحبه وترك خلفه أسرة لم تجد من يتكفل بها ومنهم من يقاتل لتوفير لقمة العيش له ولأسرته في ظل موجة الغلاء الطاحن الذي تعيشه البلاد، ومنهم من فقد عقله وأصبح عاطلاً يجوب الشوارع والمقاهي نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيهم ويعافيهم.
هذا هو حال قدامى الرياضيين الذين خدموا الحركة الرياضية بكل أدواتهم عندما تركوا الملاعب وتكالبت عليهم الظروف المأساوية ووجدوا أنفسهم في زاوية المعاناة بعد أن أدارت لهم الأندية التي لعبوا لها ظهرها، بعد ما كانت تركض ورائهم وتلتقط الصور التذكارية معهم عندما كانوا يحرزون الأهداف بكل الطرق في البطولات المحلية والدولية ومنهم من ساهم في فوز الفريق القومي ببطولة الأمم الإفريقية عام 1970م ومنهم من أحرز ميداليات في الألعاب الرياضية الأخرى باسم السودان لم تهتم بهم الدولة.
الأوضاع السيئة التي يعيشها قدامى اللاعبين وأبطال الرياضات الأخرى والمتمثلة في عدم وجود مداخيل بعد إعتزالهم لكرة القدم، ما جعلهم في أوضاع مأساوية وظروف مادية صعبة
نرجو من سعادتكم إيجاد لحل لمعاناتهم من الظروف السيئة حتى يعيشوا بكرامة نظير ما قدموه من عطاء للوطن نعرف جيداً أن الدولة دعمها للرياضة شحيح ونأمل توجيه الجهات المختصة بتكملة إجراءات قطعة الأرض الممنوحة من قبل حكومة الولاية للهيئة الخيرية لقدامى اللاعبين منذ فترة وذلك من أجل تأسيس مشاريع إستثمارية صغيرة توفر لهم حياة كريمة تكفل لهم العيش بأمان في هذا الزمن الصعيب.
اللهم نسألك الرحمة والمغفرة لأستاذنا الجليل الخبير سعد الطيب وادخله فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وخالص العزاء لأسرته والقبيلة الرياضية
نجيب عبدالرحيم -najeebwm@hotmail.com
لاعب كرة قدم سابق كاتب وناقد رياضي
رئيس تحرير صحيفة زول الإلكترونية ومدير صفحة رموز ونجوم ودمدني على صفحتي الفيسبوك والواتس أب
مقيم بالمملكة العربية السعودية الرياض
ودمتم للوطن ولارض المحنة فى حفظ الرحمن