كنا نتوقع ان تكون ازمة الموسم الماضي والتي كانت هي الاخطر في تاريخ الكرة السودانية كنا نتوقع ان تكون بمثابة درسا قاسيا لاتحاد الكرة السوداني حتى يعدل من سلبياته ويدخل الموسم الحالي بتجديد في اللوائح واللجان العاملة .

انطلق الموسم الحالي دون اي جديد ولم يكترث الاتحاد للمشاكل التي حاصرته ودخل الموسم دون تغير على مستوى اللجان العاملة وظلت اللوائح هي نفسها دون اي تغيير , وحول الاتحاد اول قضيتين الى الفيفا ليبعد نفسه عن الحرج والمشاكل .

وبقدرة قادر وبعد مرور خمسة اسابيع من عمر الدوري الممتاز كون الاتحاد لجنة للانضباط وضع على راسها مامون مبارك امان , كما اعاد تكوين لجنة الاستئنافات بعد خروج جل اعضاءها السابقين لاسباب مختلفة .

المضحك ان اتحاد معتصم الذين كون لجنة انضباط برئاسة مامون مبارك امان لايوجد لديه لوائح منفصلة , ولائحة انضباط , واصدار هذه اللائحة كان يفترض على الاقل ان تتم بعد موافقة الاندية المشاركة في المسابقة والتي سيكون من حقها الاطلاع على اللوائح وتوضيح وجهة نظرها فيها .

منافسة الدوري الممتاز تمر الى اسبوعها السادس وحتى الان لا نعرف ما اين ستبدأ هذه اللجنة عملها , خصوصا وانها ستكون امام المدفع وجل القضايا والمصائب سوف تاتي على راسها , وعلى رئيسها واعضاءها ربط الحزام جيدا لان العواصف ستاتي اليهم لاحقا .

تكوين لجنة انضباط بدون وجود لوائح حازمة وحاسمة يعني ببساطة ان هذه اللجنة لاقيمة لها وانها ستكون كغيرها مجرد ديكور وسوف تساهم في زيادة الازمات والمشاكل بدلا من حلها كما حدث مع لجنة الاستئنافات في الموسم الماضي .

الاصلاحات الحالية التي قام بها الاتحاد من خلال تكوينه للجنة الانضباط واعادة تكوين لجنة الاستئنافات هي مجرد خطوات صغيرة , واذا ما اراد اتحاد معتصم تجنب المشاكل عليه مراجعة اللوائح والقوانين من خلال الدعوة لعقد عمومية طارئة .

عدم اكتراث الاتحاد وتجاهله للبطولة الام واهمالها بهذه الطريقة يؤكد ان الاتحاد نفسه بحاجة الى انضباط وان اعضاءه الغير مبالين يحتاجون الى محاكمة في ميدان عام نظرا للجرائم التي ارتبكوها بحق الكرة السودانية .

صغار بعقول كبيرة

برهن صغار السودان الفائزين ببطولة كاس جيم في الدوحة ان القاعدة تظل هي اساس كرة القدم العصرية ولا يمكن ان تتطور الاندية والمنتخبات مالم تكن لديها فئات سنية ومراكز تكوين للاعبين , ويكفي ان نشير الى ان فوز مدرسة محمد عبدالله من ولاية الجزيرة هي بمثابة بذرة تحتاج الى عناية .

تتويج هذا المنتخب الصغير هو بمثابة رسالة الى من يهمهم الامر , رسالة الى وزير الشباب والرياضة ومن بعده اتحاد الكرة والاندية وكل شريك في المنظومة الرياضية والكروية السودانية .

اللاعب السوداني بطبعه يملك الموهبة ولكن لايمكن ان تتطور موهبة بدون وجود مراكز تكوين تتوفر فيها معينات من مدربين وملاعب ونظام غذائي سليم واجواء يمكن ان تساعد اللاعب على التطور .

بطولة كاس جيم رغم انها مسابقة على مستوى المدارس الا انها خلقت اجواء جميلة خاصة في المباراة النهائية التي شهدها جمهور كبير كان سندا كبيرا للصغار الذين قلبوا الطاولة على منافسهم جزر القمر في اخر الدقائق .

مبروك لهؤلاء الصغار وننتظركم نجوما في المستقبل القريب , والمطلوب ان يجدوا اهتماما ولا تتهافت عليهم الاندية وتتسبب في انهاء موهبتهم ,دعوهم يلعبون في الوقت الحالي دون قيود حتى يبلغوا سن ال16 على الاقل .