القرار الأخير..!!
بقراره الذي أصدره الوزير حاج ماجد سوار أمس بإعادة إنتخابات الإتحاد العام لكرة القدم والسماح لكل الذين أبعدتهم المفوضية الإتحادية عن الترشح تطبيقاً لنص المادة(16-3) من قانون هيئات الشباب والرياضة.. يكون الوزير قد طوي صفحة أزمة كانت يمكن أن تتسبب في أزمات أخري غير منظورة.. خاصة وأن الأمر وصل إلي أعلي هئية مسؤولة عن كرة القدم في العالم.. ودخل الوسط الرياضي في جدال كثيف.. لم ينتهي حتي لحظة إصدار الوزير لقراره.. ولا أظنه سينتهي.. لأننا شعب إعتاد علي العيش في الأزمات دون أن يكون مبدأ الجلوس مع النفس لتقييم القوانين التي تنظم العمل الرياضي.. وواحدة من مشكلة الرياضة في السودان بل في كل مناحيه الضبابية الواضحة التي تكتنف كل القوانين.. حيث لا توجد حاكمية للقانون.. وكثيراً ما أُخترق القانون بواسطة الذين يحمونه.. وقرار الوزير الذي أصدره أمس ورغم أنه جاء برداً وسلاماً ومنهياً لأزمة.. إلا أنه سيفتح الباب أمام الكثير من الأقاويل والإشارات.. خاصة من قبل المتضررين منه.. وسيعمل المستفيدون علي(دق الطار) إيذاناً بإعلان الإنتصار.. وما دروا أن الإنتصار هذه المرة لم يأتي مستحقاً.. وإنما أتي علي جثة القانون الذي حماه الوزير قبل بداية الأزمة.. ثم جاء ليخرق القانون بعد أن تبينت له الكثير من الحقائق..!!
الوزير ليس مخطئاً بأي حال من الأحوال.. لأنه إعتمد علي تفسيرات اللجان التي تتبع لوزارته.. ومن الطبيعي أن يقف الوزير إلي جانب لجانه وهيئاته.. ولكن في ذات الوقت كان عليه دراسة الأمر من كل جوانبه قبيل إتخاذ أي مواقف معادية.. ولو فعل ذلك لما إحتاج كل هذا الوقت الطويل حتي صدر قراره هذه والذي أعتبره إنتصاراً واضحاً لكل من ناهضه.. خاصة الدكتور كمال شداد.. رغم أنه أي شداد كان أحد الذين جاءوا لكرسي رئاسة الإتحاد العام مرتين في ظل هذا القانون.. وهنا وعن الوزير أقول أن مواقفه السابقة تتعارض أيما تعارض مع قراره أمس بإعادة الإنتخابات والسماح للمبعدين بواسطة المفوضية حسب قانون هيئات الشباب والرياضية.. بل يمثل قراره الأخير أمس دعوة واضحة منه لتعديل المادة(16-3) التي كانت سبباً في كل ما حدث من إحتقانات في الشهرين الماضيين.. وكان علي الوزير إتباع قراره هذا بتوجيه بتعديل هذه المادة التي وضح أنها تتعارض مع النظام الأساسي للإتحاد السوداني لكرة القدم ومن ثم الإتحاد الدولي(الفيفا).. وأظن أن الوزير سوار سيكون مجبراً علي تقديم هذا التوجيه.. لأن قراره بإعادة الإنتخابات والسماح للمبعدين بالترشح أصلاً يعتبر توجيهاً مبطناً بإلغاء أو تعديل هذه المادة..!!
الأمر الثاني والمهم والذي أستبعد عدم إنتباه الوزير له بعد قراره الأخير أمس.. وهو التوجيهات الواضحة من الفيفا بعد قبول أي جسم غريب في الإنتخابات المعادة.. فحتي وإن أصدر الوزير قراره هذا بناء علي القانون السوداني أو في إطار قانون الدولة كما أشار بذلك الأستاذ محمد الشيخ مدني في رؤيته لحل الأزمة.. فإنه سيبقي أمام أزمة أخري تختص بالمفوضية وما قاله شداد من قبل عن إشرافه الشخصي علي الجمعية العمومية المعادة.. لأن شداد ذات نفسه لن يستطيع الإعلان عن إجراءات الجمعية العمومية المقبلة دون هذا الجسم الغريب الذي منحه القانون السوداني حق الإشراف علي أي جمعية عمومية تخص أي إتحاد رياضي.. وشداد نفسه إستجاب لهذا الحق طويلاً.. فهل سيرضخ شداد لإشراف المفوضية أم سيتمترس أمام ما أسماه الحق الشخصي في الإشراف علي الجمعية العمومية المادة.. وهنا تحديداً لا بد من الإشادة بمخاطبة الإتحاد العام المنتخب للفيفا طالباً منها الإعتراف بالمفوضية الاتحادية لهيئات الشباب والرياضة بإعتبارها جهة مستقلة ومشرفة على إنتخابات الإتحاد وجميع الإتحادات الرياضية الأخرى.. وأشار الخطاب لوجود المفوضية ضمن النظام الأساسي للإتحاد السوداني كرة القدم والدليل إشرافها على إنتخابات الاتحاد بإستمرار في كل الدورات السابقة..!!
الأمر الآخر والأكثر أهمية.. قلته أعلاه أن صدور هذا القرار يعد إنتصاراً لكل من ناهض المادة المشؤومة هذه.. خاصة الدكتور كمال شداد.. ولكن المؤسف حقاً في مواقف شداد بعد أن قرار المفوضية ومن ثم الطعن المقدم ضده.. أنه ظل صامتاً إزاء هذا المادة المعيبة لأكثر من دورتين.. ولم يفعل شيئاً تجاه تثبيت موقفه.. ولا معني البتة للقول أن الدكتور كمال شداد سجل إعتراضه علي هذه المادة قبلاً.. لأنه قبل أن يترشح لدورتين في وجود هذه المادة.. فلماذا لم يسجل موقفاً ثابتاً ضدها منذ أول يوم أصبحت فيه مادة قانونية واجبة التطبيق والنفاذ.. ولكنه للأسف إنتظر حتي يتضرر شخصياً من هذه المادة.. ومن ثم العمل علي تسجيل موقف شخصي.. ولا يهم من بعد إن كان قد سجل إنتصاراً أم لا بعد قرار الوزير الأخير.. ولكن المهم أن شداد قبل العمل تحت مظلة قانون ومادة.. وهذا يؤكد الطريقة والعقلية التي تدار بها الكرة السودانية.. وأنا علي ثقة بأنه إن لم يكن هناك ضرر شخصي وقع علي الدكتور كمال شداد لما إحتاج أن يصل بهذه القضية إلي أعلي المستويات.. ولم تطبيقها علي أناس آخرون.. ومن محاسن ما قام به شداد أنه كشف الكثير من الحقائق التي يجب الإستفادة منها لتقويم القوانين التي تدير الكرة السودانية وإبعادها تماماً عن دائرة الفائدة الشخصية والتفسيرات التي تصب في مصلحة عدد معين من أفراد الوسط الرياضي.. والدليل سادتي ما ظل يفعله الأستاذ محمد الشيخ مدني..!!
إتجاه الرياح..!!
الآن.. وبعد هذا القرار.. أصبحت الأمور واضحة لا لبس فيها.. ولا معني بالطبع لقرار لجنة التحكيم بقبول الطعن المقدم من الأستاذ صلاح إدريس.. لأن قرار الوزير أو تحديداً القرار الأخير يمثل إعلاناً شرعياً بعدم قانونية الإنتخابات التي قامت في السادس والعشرون من الشهر الماضي..!!
وهذا تلقائياً يلغي كل الإجراءات الخاصة بهذه الجمعية.. لندخل مرة أخري في دوامة إجراءات جديدة ستختلف فيها المعايير.. ومعها ستختلف مواقف الكثيرين.. وسيكون الباب مفتوحاً أمام تحالفات من نوع آخر.. وتكتلات هنا وهناك..!!
لا أستبعد حدوث الكثير من المتغيرات سواء كانت في المواقف أو التحالفات.. وهذا يعني أن كل الشعارات التي تم رفعها في الإنتخابات الملغية ستكون(شمار في مرقة).. لأننا إعتدنا علي مثل هذه المواقف في وسط لا يتعرف أصلاً بالثوابت..!!
أعجبتني تصريحات الألماني مايكل كروجر العائد لتدريب المريخ واليت قال فيها أنه جاء هذه المرة بفكر جديد وروح للعمل مع المريخ وأنه يتطلع لتحقيق النجاح.. وفي هذا التصريح تأكيد علي إستفادة الألماني من كل معطيات فترته السابقة في المريخ.. وأتمني أيضاً أن يعمل الآخرون الذين كان لهم رأي واضح في تعامل كروجر معهم.. علي العمل معه بفكر جديد وروح للعمل..!!
تصرفات كروجر.. وعصبيته.. لا تهم كثيراً أمام النتائج الجيدة التي حققها.. ويمكن أن يحققها في الفترة القادمة.. والواجب علي الجميع النظر إلي مردوده التدريبي وليس إلي تصرفاته وعنجهيته..!!
لا زلت عن إعلان خوفي من الذين تسببوا في إقالة كروجر المرة السابقة.. وما يمكن أن يفعلوه للإنتصار لقرارهم السابق.. وهؤلاء أخطر علي المريخ من اي شخص آخر..!!
أخطر ما سيواجهه كروجر أنه سيكون مطالباً بالفوز في كل المباريات المقبلة.. ومن تحقيق الدوري الممتاز.. ناسين أن كروجر ذات نفسه قال أنه يحتاج غلي وقت طويل لإعادة المريخ كما كان عليه قبل أن يتركه..!!؟
وجود إثنان من لاعبي المريخ خارج فندق البعثة بدبي وحتي الفجر برفقة أحد شباب مدينة بحري.. أمر يشير إلي سوء الإنضباط في معسكر يفترض أن يكون قمة الإنضباط.. لأن المريخ يحتاج لقطف ثمار هذه الفترة فيما تبقي من إستحقاقات..!!
رواد مقهي مشهور في دبي.. كانوا شهوداً علي ذلك.. وأسألوا من كانوا يجلسون في مقهي(مونتريال) منطقة قيرة بين دوار برج نهار ودوار السمكة..!!
ويبقي السؤال الصعب الذي سأظل أكرره حتي نهاية الفترة المحدة لكروجر بثلاثة أشهر.. هل سيستمر لفترة أخري.. أم ستتم إقالته والإستعانة بمدرب آخر..!!؟
طريقة التعاقد مع كروجر تشير إلي ذلك..!!