عيوب المريخ.. في أبهي صورها..!!
أظهرت مباراة المريخ والوصل الأماراتي التي جرت أمس في أولي مباريات دورة دبي الدولية.. عيوب المريخ في أبهي صورها.. وأوضحت هذه العيوب بصورة فاضحة للغاية لن تجدي معها محاولات أي مدرب مهما بلغت براعته.. لأنها عيوب مزمنة.. تتمثل في بداية الأمر في نوعية اللاعبين الذين لا يجيدون تطبيق ما يطلب منهم داخل الملعب.. فمباراة الأمس أمام الوصل تحديداً لم نري فيها أي عمل فني ظاهر إلا بعض الحالات التي أعتبرها مجهودات فردية.. والمجهودات الفردية دائماً ما تضيع في زحمة الإنفلات الفني.. ولن ألوم المدرب جمال أبوعنجة ومساعدة فاروق جبرة.. لأنهما بالطبع حاولا بقدر الإمكان إحداث ولو تغيير طفيف في شكل وأداء الفريق.. لأن ما يحدث لفريق المريخ ليس وليد يوم أو ايام بعينها.. وإنما هو تراكم سنوات كثيرة وتعاقب عدد كبير من المدربين.. فبات لاعبو المريخ لا يعرفون ماذا يريدون فعله داخل الملعب.. وبالتالي تاهت معالم فريق الكرة بصورة تدعو للشفقة.. بل تدعو إلي سرعة التغيير في كشف الفريق حتي يستعيد ولو قليلاً من بريقه.. ومباراة الأمس لمن تابعها بحيادية ونظرة واقعية يصل إلي قناعة راسخة أن المريخ يحتاج إلي(شغل) فني كبير لن تستطيع دورة دبي الدولية أو المباريات الودية التي أداها ويمكن أن يؤديها في تغيير صورة الفريق.. ومنح ضوء أخضر بإمكانية حدوث تعديل ولو طفيف في شكل وأداء الفريق.. وقبل ذلك الروح القتالية التي يؤدي بها الفريق مبارياته..!!
وما يؤكد ما ذهبت إليه أعلاه.. الإختلاف المتباين في شكل وأداء الفريق ما بين مباراتي الوحدة بطل الدوري الأماراتي في نسخته الأخيرة.. وأمس الوصل.. مع ملاحظة الفوارق الفنية الرهيبة بين أصحاب السعادة والأمبراطور.. وأبلغ دليل علي هذا التباين أن المريخ فرض علي الوحدة القبول بالخسارة حتي وقت متأخر منذ زمن المباراة التي إنتهت تعادلية بهدف لكلٍ.. في حين فشل في ذات الأمر مع فريق الوصل الذي أجبر المريخ علي الخروج بالخسارة.. ولا فرق بين المباراتين في أي شيء.. فالإثنتان وديتيان.. وإن إختلف مسمي مباراة الأمس قليلاً علي أساس أنها تقام ضمن دورة دبي الدولية.. ولكن شخصياً لا أري أي فرق.. ولكن الفرق يظهر في فرق المريخ وطريقة تشكيله.. وإنضباطه التكتيكي وروحه التي يلعب بها المباريات.. فالوصل أقل من الوحدة في كل شيء.. ولا توجد أي مقارنة فنية بينهما.. ولكن المريخ نجح في اللعب أمام الوحدة وخرج متعادلاً.. ولكنه وفي ظرف ثماني وأربعون ساعة فقط.. تغير حاله بطريقة غريبة.. وقد يقول قائل أن الدورة ودية ولا تمنح أي مؤشرات.. ولكن يبقي القول أن مثل هذه المباريات الودية تمنحك الكثير من المؤشرات.. وأول الإشارات هو أن المريخ سيعاني أكثر فأكثر فيما تبقي له من موسم..!!
التشكيلة التي خاض بها المريخ مباراة الأمس أمام الوصل إختلفت تماماً عن التوليفة التي خاضت اللقاء الودي أمام الوحدة الأماراتي يوم السبت الماضي.. وكان الأحري بجمال أبوعنجة وفاروق جبرة البدء بتشكيلة الوحدة.. لعدة إعتبارات.. أهمها بكل تأكيد أنها نجحت في منحهما عدة مؤشرات عن التفاهم وطريقة الأداء ونسبة تطبيقه علي أرضية الملعب.. ولو لعب المريخ بذات التشكيلة التي لعبت أمام الوحدة لتغير شكل الفريق.. وهذه هي أبسط ما يمكن أن يقوم به أي مدرب يسعي من خلال هذه الدورة لتثبيت العديد من العناصر.. وتلمس الطريقة المثلي التي يمكن أن يؤدي بها المريخ باقي إستحقاقات الموسم.. ولكن تغيرت التشكيلة تماماً.. وكان لا بد أن تتغير معها الكثير من المعطيات الفنية التي ظهرت في لقاء الوحدة.. وكان من الطبيعي أن يتأثر شكل الفريق ويفشل في قيادة ولو هجمة منظمة واحدة بعيداً عن المحاولات الفردية التي أصبحت هي السمة الأساسية لأداء المريخ منذ فترة طويلة.. فالوصل الإماراتي الذي رأيناه بالأمس ليس بالفريق الذي يمكن أن يهزم المريخ.. ولكن المريخ دائماً هو الذي يهزم نفسه.. وهنا لا أعبأ بالنتيجة علي الإطلاق لأنها تحصيل حاصل.. ولكن نحن ننظر إلي المردود العام للفريق وإمكانية إنصلاح الحال الفني للفريق.. وبدأ واضحاً أن الألماني مايكل كروجر ينتظره صيف ساخن للغاية.. لأنه سيكون مطالباً وبشدة بتغيير الواقع الفني الحالي للمريخ ومن ثم تحقيق الدوري الممتاز.. ويقيني أنه سيواجه بصعوبات كثيرة.. بل ستختلف فترته الحالية عن فترته الماضية.. لأنه في الأخيرة بدا مع الفريق منذ البداية.. والآن يبدأ بعد أن قطع الفريق أكثر من منتصف الطريق..!!
بالأمس قلت أن التعادل والمستوي الجيد أمام الوحدة الأماراتي سيضع المريخ في وضع حرج للغاية أمام الوصل.. وسيكون مطالباً من قبل جماهيره خاصة تلك التي في الأمارات.. بأن يظهر بأفضل مما ظهر به أمام أصحاب السعادة.. وأن يحقق علي الأقل نتيجة التعادل التي حققها أمام بطل الدوري الأماراتي.. ولكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث.. وإختلف الأداء والنتيجة في ظرف زمني قليل.. مما يضع المريخ في وضع أكثر حرجاً عند مواجته الأهلي الأماراتي غداً في ذات الدورة.. وهو أي الأهلي أقوي من الوصل بكثير.. وسيعاني المريخ كثيراً عندما يواجهه.. لأنه فريق محترم ومدجج بالنجوم.. وإذا كان الوصل قد فاز علي المريخ بهدف.. فإن الأهلي بالتأكيد سيحقق الفوز وبأكثر من هذا الهدف.. لأن أداء المريخ أمس لا يبشر بأي مقاومة يمكن أن تحدث في لقاء الغد.. رغم أنني لا أستبعد البتة أن يلعب المريخ مباراة أفضل من تلك التي رأيناها أمس.. وهذا في حد ذاته إن حدث بالفعل فهو يمثل واحدة من المعضلات التي يعاني منها المريخ.. وهي الثبات في الأداء.. ومعاملة كل الفرق بمفهوم واحد وهو الندية.. وهذا يفسر ما ذكرته أعلاه عن التباين في الأداء ما بين مباراة والتي تليها..!!
إتجاه الرياح..!!
هدف الوصل يحكي تماماً عن معاناة دفاع المريخ مع الكرات العكسية التي باتت هي الهاجس الأكبر.. رغم طول قامة مدافعيه.. ويحكي أيضاً عن ردة الفعل الضعيفة للحارس رمزي صالح..!!
لا يعقل أن يفشل فريق مثل المريخ في نقل الكرة بسلاسة خالية من التعقيد.. وبعيداً عن المجهودات الفردية.. وقد تمنيت أن يلعب المريخ مباراة مهرجانية.. وحتي هذه فشل فيها..!!
الناتج العام للمباراة.. إستحواذ مريخي واضح علي الكرة.. وفشل واضح في إستثمار هذا الإستحواذ وتحويله إلي أهداف.. فضلاً عن غياب صانع الألعاب والهداف الماهر.. فمهدي بن ضيف الله يحتاج إلي مهاجم آخر يجيد زعزعة دفاعات الخصوم لكي يظهر.. ويا حليلكم يا إيداهور وكلتشي وطمبل..!!
تستفزني كثيراً عبارة(تصحيح الأخطاء) التي تكررها الصحف الرياضية بطريقة ممجوجة.. والأخطاء هي ذات الأخطاء.. ولو كان لاعبو المريخ فعلاً يجيدون تصحيح الأخطاء لما وصل الحال إلي ما وصل إليه..!!
نجاح أي فريق في دوري مجموعات بطولتي أفريقيا للأندية في إقتناص ولو نقطة واحدة من خارج أرضه.. ومن ثم الفوز بنقاط الأرض التسع.. يعني صعوده إلي الدور نصف النهائي.. فما بالك بفريق يقتنص ثلاث نقاط..!!
تغيير نظام البطولة الكونفدرالية بإعتماد نصف النهائي.. سيحرم الهلال من الصعود المباشر إلي المباراة النهائية إذا نجح في تصدر المجموعة الأولي..!!
وصل المريخ إلي نهائي الكونفدرالية عام2007 لأنه نجح في إقتناص نقطة من الإسماعيلي المصري بالإسماعيلية.. وهذه النقطة قادته لصدارة مجموعته.. والآن طريق الهلال ممهد جداً لتصدر مجموعته إذا أفلح في الفوز بمباريات أرضه الثلاث..!!
دوجوليبا المالي نجح هو الآخر في إقتناص نقطة من الآسفان بطل النيجر.. وسيزاحم الهلال علي صدارة المجموعة.. والإثنان سيحققان الفوز بسهولة في الجولة المقبلة لأنهما يلعبان علي أرضهما..!!
شبيبة القبائل الجزائري بات أول المتأهلين إلي نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بفوزه في ثلاث مباريات علي الأهلي والإسماعيلي المصريين ثم هارت لاند النيجيري.. ومبارياته الثلاث المتبقية تحصيل حاصل ولتحسين مركزه..!!
المستوي الذي ظهر به الفريق الجزائري أمس الأول أمام الأهلي المصري يرشحه بقوة للفوز بلقب دوري الأبطال الأفريقي..!!
بصراحة تفاجأت بمستوي الإتحاد الليبي أمام الهلال.. ونحن من منحناه قوة لا يستحقها.. وعند مشاهدتي لمستوي التيحة.. تحسرت علي خروج المريخ من الكونفدرالية علي يد خصم أضعف بكثير من الإتحاد الليبي..!!
فرصة وأضاعها لاعبو المريخ..!!