نعود للمفكرة ونبحر بعيداً عن شواطئ الرياضة ...فى العاشر من نوفمبر الماضى قدم لنا الخال أحمد النور دعوة للفطور فى محل أسماك شهير بالمنطقة الصناعية أم درمان وكان معنا الأخ الفضل سلمان والخال الشيخ الشكرى وعندما دخلت المحل إستوقفتنى لوحة للمطعم مكتوب عليها ( إمبراطور جمهورية البلطى ) إدارة أولاد بربر ... وبينى وبينكم تناولت أشهى سمك فى حياتى ويستاهل الإسم ...وكمان فى المحل عصير ليمون طازج مخلوط بالنعناع كباية الشوب الكبيرة بى 3 جنيه ، صراحة أصبحت فى العاصمة المثلثة مطاعم (على مستوى) ... والغريبة ناس السودان يحبوا الدجاج وأنا عندما يصادفنى فى صينية فى السودان أزوغ منه وأطلب حق اللجوء السياسى فى سفارة البامية وأم رقيقة وأردد فى سرى ( الله يقطع الجداد فى المذاهب الأربعة )... أنا أحسن لى منه عصيدة ود الخليفة فى سوق المتمة ، وبمناسبة عصيدة ود الخليفة يحق لنا أن نسأل الحكومة ماذا فعلت فى ( قفة الملاح ) وكنت أتمنى من مؤتمر الحوار الوطنى الجامع أن تتبنى أحزابه مؤتمر خاص لتخفيف أعباء المعيشة ...زمان الصادق المهدى أعلن وقال ( السوق الأسود هزمنا ) طيب حكومة البشير ليه ماتعلن وتقول ( قفة الملاح هزمتنا ) هسه عليكم الله لو الحكومة ومعها المعارضة إتفقوا على برنامج وطنى لتخفيف أعباء المعيشة مش كان بلادنا مشت لى قدام !! والسودان بحمد الله بلد زراعى ويمكن أن يكون صناعى ويعتمد على المنتجات الزراعية والحيوانية فى برنامج النهضة الصناعية ...يعنى ممكن من جلود الماشية بس نخلى أفريقيا والعرب يلبسوا ( سيوترات سودانية ) كما يمكن لجيوش العالم العربى والإسلامى أن تلبس أحذية عسكرية مصنوعة فى السودان يعنى أى عسكرى يلبس ( بوت ) يمكن أن يقطع تعظيم سلام للسودان ... وبمناسبة الجيوش الإسلامية لماذا لا تقدم الخرطوم طلب إستضافة قوات التحالف الإسلامى العسكرى الذى يضم حتى الآن 35 دولة قابلة للزيادة بقيادة السعودية ومن أبرز دول التحالف الإسلامى تركيا ومصر والسودان ومعظم دول الخليج وباكستان والجزائر وأندونيسيا وغيرها من الدول ...والعالم كله يعرف السمعة الطيبة للجندى السودانى والإحترافية والإنضباط لديه ...كما يمكن لجيوش الإسلام أن تجلب معها للسودان أطباء ومهندسين زراعين وخبراء فى مختلف المجالات والحمد أرضنا رحبة وفسيحة ، تخيلوا كدة لواء طيارين فى أم بدة وكتبية مدرعات فى نهر النيل والشمالية وسلاح مهندسين فى أم روابة وكتيبة مشاة فى القضارف وغيرها من مدن السودان المختلفة ، بالتأكيد لو إستضاف السودان هذا التحالف الإسلامى سوف تنعم بلادنا بخيرات كثيرة .
*** الصحابى الجليل أبو الدحداح والقرض الصاح
ونحن نتحدث عن جند الإسلام يطيب لنا أن نعطر هذه السيرة بواحد من أصحاب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه... وبطلنا اليوم من الأنصار ...إسمه ثابت بن الدحداح وكنيته ( أبو الدحداح ) أسلم أبو الدحداح وزوجته عند وصول مصعب بن عمير ( أول سفير للإسلام فى طيبة الطيبة ) ...وعندما نزل قوله تعالى ( من ذا الذى يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم ) سورة الحديد الآية 11 قال أبو الدحداح ...بأبى وأمى أنت يارسول الله... إن الله يستقرضنا وهو غنى عن القرض !! فقال الحبيب المصطفى ( نعم يريد أن يدخلكم الجنة به ) فقال الصحابى الجليل ...أشهدك يارسول الله أن لى حديقتين قد جعلت خيرهما قرضاً لله تعالى ...ثم ذهب لزوجته فوجدها داخل الحدبقة المحببة للأسرة ومعها أطفالها فقال لها ...إنى قد أقرضت ربى هذه الحديقة ليدخلنى وإياكم الجنة فقالت له أم الدحداح ...نعم ماشريت وما إشتريت... ثم أخرجت التمر من فم الصبيان وتحولت للحديقة الأخرى !! وتضم الحديقة 600 نخلة ولقد منحه المعصوم صلوات ربى وسلامه عليه وساماً يزين صدر التاريخ حينما قال فى الحديث الشريف ( كم من عذق رداح فى الجنة لأبى الدحداح ) والعذق بفتح العين هو النخل ...وكما بذل أبو الدحداح ماله بذل كذلك دمه وروحه فى سبيل الله ...ويسجل له التاريخ ذلك الموقف البطولى فى غزوة أحد عندما إنكشف الناس عن حبيب الله وسرت إشاعة قوية تقول أن رسول الله قد قتل !! فهبطت الروح المعنوية لجند الإسلام ولكن أبو الدحداح صاح فيهم ...إلىّ أيها الناس أنا ثابت بن الدحداح إن كان رسول الله قتل فإن الله حى لا يموت فقاتلوا عن دينكم فإن الله ناصركم فإجتمع حوله المهاجرون والأنصار وقاتلوا قتال الأبطال ...وأراد الله أن يخلد هذه الكلمات الواثقة بنصر الله فنزل قوله تعالى ( ومامحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم !! ) آل عمران الآية 144 ... وهجمت مجموعة من فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبى جهل على ثابت بن الدحداح ورماه خالد برمح أحدث فى جسده جرحاً ولكنه تعافى منه وتوفى رضى الله عنه فى السنة السادسة من الهجرة بعد الرجوع من صلح الحديبية .
*** غنينا للسلام والافريقية والعروبة والإسلام
يمكن لبلادنا أن تستقبل قوات التحالف فنحن حلقة الوصل بين المسلمين
والمزاج السودانى يميل للطرب والغناء والرقص لأنه متأثر بالمزاج الأفريقى ...السودان ملتقى حضارات ومزيج أعراق فهو يجمع الأفريقية بالعروبة والإسلام ... وحتى فى الأغانى غنينا لهذا الثلاثى ... فى غناء الكاشف *** أرض الخير أفريقيا مكانى ...زمن النور والعزة زمانى ...أنا أفريقى أنا سودانى كما فى غناء العطبراوى ***.أنا سودانى أنا ...السودانى أنا ...دوحة العرب أصلها كرم ...وإلى العرب ينسب الفطن ...أيقظ الدهر بينهم فتناً ...ولكم أفنت الورى الفتن ...كما غنى مبارك حسن بركات *** أحرمونى ولا تحرمونى سنة الإسلام ...السلام... وغيرها من الأغانى الجميلة ...ونجد قنواتنا الفضائية يشكل الغناء أكثر من 50% من برامجها عدا بعض القنوات الدينية مثل قناة طيبة والإستجابة ، وهناك قنوات سادت ثم بادت مثل ساهور وزول وهارمونى ...وفى قنوات إشتهرت ببعض البرامج المحضورة ففى قناة أم درمان نجد ( خلاصة الحوارى ) لها حضورها وجمهورها وفى الفضائية السودانية كان برنامج بوادينا قبل أن يندثر وفى الشروق ( مسرح على الهواء ) أعجبنى فى قناة طيبة برنامج ( نسمات البادية ) الذى يهتم بالشعر والدوبيت و يقدمه الأستاذ والشاعر جبر الله عوض السيد ...وهناك ملاحظة أن القنوات الدينية ينعدم فيها العنصر النسائى وكما نعلم أن المرأة لها دورها الفاعل فى تاريخ الإسلام ...ويمكن لهذه القنوات أن تقدم برنامج نسائية هادفة لأن المرأة لها مشاكلها الخاصة ...كنت أتمنى من قناة الخضراء أن تركز على النهضة الزراعية والإقتصاد الحديث ، ويحمد لها أنها أجرت لقاء مع الأستاذ حمدى بدر الدين نتمنى له عاجل الشفاء ...بالمناسبة الأستاذ حمدى لم يتمكن حتى الآن من السفر للعلاج بالخارج وأوراقه مازالت تراوح مكانها بين المالية والإعلام ؟ لذا لزم التنويه .
*** خاتمة قبل الوداع
الخال محمد على ود الخليفة رجل بشوش وكريم وعلى خلق ودين وفوق ذلك خفيف الظل حاضر البديهة فهو مثال للمسلم العملى تجده يعمل فى ورشته العامرة بسوق المتمة ويحرص على أداء الصلاة فى جماعة وشعاره فى العمل الصدق والأمانة وهو حبيب الكل وفاكهة المجالس ، وعندما سمع بحديث الصحابى الذى سأل رسول الله ( أى الإسلام خير ) وأجاب صاحب الرسالة العصماء صلوات ربى وسلامه عليه ( إفشاء السلام وإطعام الطعام ) حرص ود الخليفة أن يعمل كل يوم فى الورشة عصيدة بى ملاح تقلية أو نعيمية ( ملاح روب ) ويجتمع على عصيدة ود الخليفة الأحباب والأصحاب ويعمل لهم بعد ذلك ( كفتيرة شاى صاموتى ) وإشتهر ود الخليفة بروح النكتة والتشبيهات البليغة حتى إنتشرت بين الناس مقولة ( ود الخليفة بشبّه لكل مابسحر ) ومن تشبيهاته الظريفة أنه كان جالساً ذات مرة فى قهوة الخال على النور ( عليه رحمة الله ) وكان يعزم على الشاى كل إنسان يمر به ونفدت ماعنده من نقود وجاءه الجرسون يريد الحساب ونسبة لعلاقة الرحم بين الخال على وود الخليفة إستحى الجرسون من المطالبة فأصبح ينظر للأرض ويرفع رأسه وينظر لود الخليفة وعندما تكرر ذلك قال له ود الخليفة ... ها جنا ها مالك بتدنقر فى الواطة وترفع رأسك لى السماء (زى الكلب داك الستو ركبت منو فى البوكسى ) أمش خلاص الحساب باكر ..وإنفجر من فى القهوة ضاحكين من بلاغة التشبيه ... وإلى اللقاء فى مفكرة قادمة وكما يقول الحبيب محمد الفاتح ( كتاحة ) أقعدوا بالعافية .. ونترككم فى حفظ الله .
والدجاج بطنك طمت منه يا الجعلى ؟؟؟وفعلا العصيدة بتقلية احسن وجبة بالنسبة لنا وخاصة اذا كانت بتقلية كاربه ومعها شطة خضراء والباقى حمدو فى بطنو ---
وفى رواية اخرى ابوالدحداح باع كل حقله بنخلة واحدة وثمنها الجنة وعندما رجع لمنزله طلب من زوجته اخلاء الحقل والسكن وصاحت ربح البيع -
ودمتم فى حفظ الرحمن ورعايته
اما بخصوص قفة الملاح الله يكون في عون المساكين واصحاب الدخل المحدود جهاد عديل والحكومة مشقولة مع الحوار الوطني والمعاناة من المواطن من المعيشة والصحة والتعليم اما بنسبة الي فكرتك بان يكون مقر تجمع الجيش الاسلامي في السودان اقتراح جميل بس لكن بيقولو علينا نحن دولة ارهاب
عصيدة الخليفة في البرد ده بكون عندها وضع آخر خاصة لما يكون بوخها طالع وتعقبها بالصاموتي ، هذه الاشياء افتقدناها كثيرا والجداد هرد مصارينا وزي ما قال واحد اخونا قربنا نكاكي.
التحية لك ولكل اهل المتمة الرائعين الكريمين.
كسرة:
ناس قريعتي راحت اليوم ارتاحو منك خاصة وانهم اصبحوا لا يتحملون مداعبة اسياد البلد بعد الفلس الضرب ديارهم.
وفتك بعافية ومزيدا من التقدم