لعب المريخ وفاز الوصل !
هزيمة المريخ من الوصل الاماراتى لاتعكس ابدا المستوى الذى قدمه المريخ فى هذه المباراة مقارنة بذات المستوى الذى ظهر به المريخ فى اخر مباراة له بالدورى الممتاز والتى انتهت بالتعادل مع اتحاد مدنى وكذلك المستوى الذى ظهر به فى مباراته الودية مع نادى الوحده الاماراتى فى ابوظبى فهناك تطور نحو الافضل من مباراة الى اخرى وهذه واحدة من الفوائد التى يفترض ان يجنيها المريخ ومدربه جمال ابوعنجه من وراء هذه المشاركة فى هذه البطولة وان كنا قد تحفظنا عليها منذ البداية بدافع الخوف من عدم جاهزية الفريق وابتعاده عن فورمة المنافسات القوية والتى اكدتها نتيجة مباراته مع اتحاد مدنى ,, فبغض النظر عن النتيجة التى انتهت عليها مباراة الامس الا انها لاتقلل من مستوى الاداء الفنى الذى قدمه المريخ حيث كان الاكثر استحواذا على الكرة وصاحب المبادرة الهجومية فى وجود ثلاثة لاعبين فى المقدمة مهدى بن ضيف الله وعبد الكريم النفطى وفيصل العجب الذين شكلوا ضغطا هجوميا على مرمى الوصل واربكوا خطة مدربه الذى اعتمد على الهجوم المباغت والاستفادة من تحركات مهاجمه اوليفيرا الذى كان مصدر الخطورة على مرمى المريخ بمراوغاته وعكسياته وحتى الهدف الوحيد كانت نتيجة مخالفة ارتكبها معه دفاع المريخ الذى يتحمل مسؤولية الهدف بالكامل لسوء التمركز وضعف التغطية التى استغلها محترف الوصل العمانى محمد الشيبه مسددا الكرة برأسه فى مرمى رمزى صالح ,, باستثناء هذا الهدف غابت الهجمات المباشرة عن مرمى المريخ وظلت جميع المحاولات الوصلاوية مصدرها اطراف الفريق الاماراتى الذى استغل مدربه البرازيلى المساحات الواسعة خلف الاطراف الدفاعية للمريخ بسبب الطريقة يلعب بها مدرب المريخ باعتماده على ثلاثة لاعبين يمثلون العمق الدفاعي مع تقدم بله جابر ومصعب عمر من الوسط لمساندة الهجوم ,, وهذه واحدة من سلبيات هذه الطريقة 3-5-2 التى يصر عليها المدرب جمال ابوعنجه دون ان يعمل على تغطية الثغرات الدفاعية الناتجة من تقدم بله ومصعب ,, حيث كان من المفترض ان يوجه محاور الارتكاز الشغيل وهيثم مرابط لسد هذا الفراغ الا ان ذلك لم يحدث لاهتمام الثنائى ايضا بالادوار الهجومية مما ترك العبء الدفاعى كله على سفارى وطارق ونجم الدين فكان من الطبيعى ان يحدث الخلل الدفاعي الذى استغله هجوم الوصل فى الشوط الاول وكسب النتيجة لمصلحته بينما فشل فى تعزيز هذا الهدف حتى صافرة النهاية .
نحمد للمدرب جمال ابوعنجه انه عمل على تثبيت معظم العناصر التى شاركت فى مباراة الوحدة مما خلق قدرا من الانسجام والتفاهم لاسيما فى وسط الملعب وكذلك فى الدفاع رغم الاخطاء التى نتج عنها الهدف الوحيد ,, ولكن ارتقى مستوى الاداء فى وسط الملعب للافضل وساهم فى الضغط على مرمى الوصل خاصة الشغيل وهيثم مرابط وكذلك فيصل العجب بينما ظل النفطى يعانى من حالة التوهان وكان عبئا على زملائه حتى لحظة خروجه من الملعب لمصلحة زميله وارغو والاخير كعادته اضفى قدرا من الخطورة على هجمات المريخ وعمل على التسديد المباشر من خارج منطقة الجزاء فى ظل استمرار مسلسل اهدار الفرص الذى لازال ملازما هجوم المريخ حتى فى وجود مهاجم صريح مثل مهدى بن ضيف الله الذى فشل فى الهروب من مصيدة الدفاع الوصلاوية ولم ينجح ولو فى فرصة واحدة من كل الكرات العكسية التى هيأها له بله جابر الذى لعب بمزاج عال وسجل نجاحا فى الطرف اليمين وكان فى استطاعته ان يؤدى الواحب الدفاعي للحد من خطورة اوليفيرا لولا ان تعليمات المدرب جمال ابوعنجه له فرضت عليه التقدم للامام فقط ,, مثل زميله مصعب عمر فى الطرف الشمال .
نظام البطولة الذى فرض على المريخ ان يؤدى مباراتين فقط ضد الوصل ثم الاهلى الاماراتى ظلم المريخ كثيرا وجعل من مشاركته فى هذه البطولة مجرد اداء واجب وجسر عبور للفريقين الاماراتيين لتقوية حظوظ ايا منهما للفوز باللقب ,, نقول ذلك رغم اننا منذ البداية تحفظنا على قرار المشاركة فى البطولة الا ان ذلك لايقلل من فرصة المريخ فى تقديم مستوى افضل امام فريق الاهلى الاماراتى ونتيجة ايجابية فى مباراته القادمة لتسجيل مكسب ادبى وفنى يكون بمثابة رد الجميل لجماهير الجالية السودانية التى سجلت حضورا فى المدرجات رغم درجة الرطوبة العالية التى كان لها تاثير على اداء اللاعبين فى الشوط الثانى .