• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 05-01-2024
يعقوب حاج ادم

ميته .. وخراب ديار !!؟؟

يعقوب حاج ادم

 4  0  2921
يعقوب حاج ادم



* اعتقد واظنني محق في اعتقادي هذا بل واظن جازما بان الكثيرين من بني وطني خصوصا الغبش منهم والذين لايجدون قوت يومهم اظنهم يوافقونني القول بان زماننا هذا ليس هو مثل ذلك الزمن الجميل الذي كانت الحياة فيه طابعها الألفة والتوادد والتراحم والعيشة الرقدة والكرم الفياض الذي يفوق كرم حاتم الطائي نفسه وهذه المتغيرات القسرية لم تاتي كنتاج لظروف معينة ربما تنفرج وتنحل اساريرها بل انها قد جاءت بصورة افتراضية استمرارية مع متغيرات الحياة وشظف العيش والتدهور المريع في اقتصاد البلاد الذي وصل درجة من التراجع لم تدر بخلد اي اقتصادي في هذا البلد ولك ان تتخيل عزيزي القارئ بان سعر الدولار عند بزوغ فجر الانقاذ كان يتراوح بين جنيهين والجنيه ونصف الجنيه وهاهو وبعد مضي كل تلك السنوات العجاف من حكم الانقاذ قد وصل الى مايقارب الجنيهات العشرة في صورة مأساوية تدعو الى الشفقة والرثاء على اقتصاد السودان سلة غذاء العالم المزعومة فانعكس ذلك سلبا على حياة البسطاء من بني وطني والذين باتوا يتموا عشاءهم نوم فهنالك اسر كثيرة لاتحصى ولاتعد تتناول وجبة واحدة طوال اليوم قد تكون عند الثانية ظهرا او الرابعة مساء او الخامسة مساء والسعيد منهم من يجد كباية شاي حليب بعد صلاة المغرب لكي تسنده حتى صباح اليوم التالي وهذا يعني ان وجبة العشاء قد الغيت تماما من قاموس البيت السوداني الا من رحم ربي.

ومما يؤسف له حقا ويندي له الجبين خجلا ان تقدم مثل هذه الاسر الفقيرة المغلوب على امرها على اقامة سرادق العزاء عند فقدها لعزيز لديها بصورة مبالغ فيها برغم شح الحال وضيق ذات اليد فتجدهم يقيمون سرادق العزاء المنصوبة امام ديار الاسرة المكلومة بفقد عزيز لديها وهاك ياضبايح وهاك ياشهامه وفراسة للقيام بواجب الضيافه لوفود المعزيين الذين يجعلون من بيوت العزاء موائد دسمه يقتاتون من خيراتها فتجد الفرد منهم يظبط ساعته على مواعيد الوجبات في بيوت العزاء اي والله هذه حقيقة لايتناطح فيها كبشان والادهى والامر من ذلك ان البعض منهم في عصر التكنلوجيا والعولمة التي انتظمت كل مناحي الحياة باتوا يتبادلون الادوار في التذكير بمواعيد الوجبات لمن كان جلوسا في سرادق العزاء حيث يقوم بارسال رسائل الواتساب او رسائل المسنجر لاصحابه الاعزاء مذكرا اياهم بان مواعيد الوجبة على الابواب هذا اذا لم يتكرم بالاتصال المباشر عليهم بالخصم من الرصيد ويكون نتاج ذلك ان تمتلئ خيمة العزاء في دقائق معدودة باعداد هائلة من البشر بعد أن كانت هاوية على عروشها قبل الوجبات فيتجمعوا خصيصا لكي يلتهموا الوجبة ويذهب كل منهم بعد ذلك لحال سبيله على ان يكون التجمع في الوجبة القادمة هذه الصورة المشينة عزيزي القارى ليست من بنات افكاري بل هي ليست من نسج الخيال انما هي واقع مرير عايشناه في اكثر من منطقة اخلص القول بان الدعاء للميت وتلاوة القران وهي من الاولويات في بيوت العزاء تصبح في خبر كان وهي لاتندرج ضمن اساسيات مراسم العزاء برغم من انها طقوس دينية محببة ترسل الرحمة لروح الميت الذي يحتاجها دون شك فبمجرد ماانتهى الناس من مراسم الدفن ونصبت سرادق العزاء يتوزع المعزيين كيمان .. كيمان .. كل يغني على ليلاه ففئة تحول خيمة العزاء الى ندوة رياضية ترتفع فيها الاصوات وتعلو وتنخفض بلا واعز من ضمير وفئة اخرى تناقش مشاريعها الاستثمارية في بيع الاراضي او العربات وماالى ذلك وفئة ثالثة يتبادلون النكات ويطلقون الضحكات الى عنان السماء دون مراعاة لجلال المناسبة او الى مشاعر اهل المتوفى وبعد انقضاء الايام الثلاثة وعند جلوس المنتظرين الى جرد الحساب ومعرفة الدخل والمنصرف تكون الطامة الكبرى حيث تاتي الخسارة لتشق الرؤوس خصوصا لاصحاب ذوي الدخل المحدود فالمنتظرين عادة لايكونوا قادرين على تغطية الفارق الكبير في الخسارة والذي قد يصل الى اكثر من 15 مليون بالقديم فالعملية فيها ضبايح وفشخرة واستغراض عضلات ليست من اهل الميت بل من الذين يتولون عملية الصرف وشراء المشتروات من السوق بخرافها وملحقاتها فتقع الفاس في النهاية في رؤوس اليتامى الذين تصبح هذه الديون سيف مسلط فوق رقابهم لايستطيعون الفكاك منه لعدة اشهر ان لم نقل لعدة سنوات.

* واذا كل هذه الاتاوات التي تنوء بحملها الجبال خصوصا في زمن القحط الذي نعيشه ويعاني منه كل الغلابة الذين بات حالهم يغني عن السؤال فاننا نقول بانه قد ان الاوان بان ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن اليس في ذلك ماهو ستر وغطاء لكثير من ذوي الحاجه والذين لاطاقة لهم بتكاليف العزاء التي باتت هاجس يقلق مضاجع الكثيرين عندما تلم بهم الخطوب ويتعرضوا لفقد عزيز لديهم فتبقى ميتة وخراب ديار يفقدوا عائلهم او شقيقهم او شقيقتهم او زوجاتهم او اولادهم وفي نفس الوقت يدخلوا في متاهات الديون التي تشل تفكيرهم بعد ان يفيقوا من حالات الحزن التي تعتريهم واحد المقربين من الاسرة ياتي اليهم بكشف الربح والخسارة فترتسم الدهشة على شفاه المكلومين ويصبحوا في مواقف لايحسدوا عليها على الاطلاق لهذا ولاكثر من هذا فاننا نقول وبملء الفيه ان انتهاء العزاء بانتهاء مراسم الدفن سيكون هو البلسم الشافي لكل الجراحات التي عاني وسيعاني منها اهلنا الغبش الذين لاحول ولاقوة لهم الا بالله وحده.


التمريرة .. الأخيرة

* وتستحضرني بهذه المناسبة قصة واقعية لرجل ميثور الحال انعم الله عليه بخير الدنيا ومافيها ولكنه لايؤمن بالعادات البالية التي يغوص فيها مجتمعنا منذ عهود طويلة حيث ان هذا الرجل وفي عدة مناسبات تراجيدية مثل هذه عند فقدانه لعزيز لديه فانه لايطعم الطعام ولايقيم الموائد الدسمه بل ان شعاره المرفوع والثابت تقديم قوارير المياه وكاسات الشاي والقهوة لوفود المعزيين طوال اليوم دون ان تكون هنالك وجبة واحدة لاى من المعزيين فيما يكون المقرئ يرتل القران بانتظام ولايصرفه عن تلاوته سوى تادية الاوقات المكتوبة للصلاة . وعندما توجهت له بالسؤال عن احجامه لاكرام ضيوفه المعزيين والاكتفاء بقوارير المياه وكاسات الشاي والقهوة برغم من انه قادر على اطعام اي حشود تاتي الى سرادق العزاء مهما كان تعدادها .. قال لي بلغة الحكيم الحادب على مصلحة الغبش من بني وطني بانه يسعى الى ترسيخ مبادئ يسير بهديها البسطاء الذين لن يتحملوا تكاليف العزاء الباهظة وساعتها كبر الرجل في نظري واحترمته اكثر واكثر لاننا وبكل صدق في حاجة ماسة للتحرر من الكثير من العادات البالية التي اكل الدهر عليها وأبي ان يشرب ونرجو ان تجد رسالة هذا الرجل أذانا صاغية لقراءة مابين السطور. نسيت ان اقول بان هذا الرجل الميسور كان قد اقام سور لمقابر المدينة التي يقطنها بتكلفة وصلت الى 600 مليون كما دشن مسجد المدينة ب 12 مكيف اسبلت مما يدل على انه فاعل خير ورجل بر ولكنه ضد العادات البالية فمتى نتحرر نحن منها ونرميها خلف ظهورنا.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : يعقوب حاج ادم
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    بدر هلال 12-04-2015 06:0
    تربت يداك يارجل والله ده تشخيص منطقي للواقع الذي يعيشه محتمعنا السوداني وبالجد ظروفنا الاقتصادية وضنك العيش الذي نعيشه يمكن ان يلغي حتى الفاتحه لتقتصر على الجوال النقال لي ناس الحزيرة وناس المنطق اللي بره الخرتوم وتبقى المشكله في جيران الميت واخوانه واخواته واولادهم واعمامن واخوالم وناس الحله والعواطليه وغيرهم من الخشاما .. بصراحه يااستاذ لمست موضوع حيوي وحساس ويحتاج الى نقاش طويل لكي يقتل بحثا . اكرر اعجابي بطرحك لانه يدل على احساس بالواقع
  • #2
    عوض جاويش 12-04-2015 06:0
    الحمدلله الدنيا ما زالت بخيرها السودان بخير واهله ماكلين وشاربين أفضل مننا نحن المغتربين ولا تكونوا انطباعين امشي عيش الواقع بنفسك وستري بام عينيك النعمة التي عليها الناس من يقول غير ذلك فهو فاشل عاطل علة علي السودان وانا لست كوز ولا اطيقهم ولكن الخلل فينا نحن السودانيين لازم تعرفوا حاجة مهمة زمن الاتكالية ولي وراح الكل لازم يعمل ويكد ويشقي لكي تعيش
       الرد على زائر
    • 2 - 1
      الأحمر النشوان 12-04-2015 09:0
      الأيدو في الموية ما زي الإيدو في النار ... قال ماكلين وشاربين .. إنت ما سمعت بي وجبة رجل الدجاج ووجبة الجلود ،،، والله كتلا
      لا ننكر إن هناك فئة ماكلا وشاربا أحسن أكل لكن هؤلاء لا يتجاوزو ١٠٪
  • #3
    ابونجود 12-04-2015 06:0
    هههههههه.
    الدوﻻر يساوي الجنيهات العشرة بي جنيهات ماقبل الانقاذ ؟؟؟؟؟؟؟.
    انت قاعد وين ايام الجنيه قلبوهو دينار بتقويته 10 مرات ومانفع .
    جوا راجعين ورجعوهو جنيه تاااااااني بعد ما قوهو 1000 مرة .
    التقوية طبعا حنك ساااااااكت.
    الدوﻻر اليوم يقارب ال 12 الف بي جنيهات ماقبل الانقاذ.
  • #4
    ابونجود 12-04-2015 06:0
    هههههههه.
    الدوﻻر يساوي الجنيهات العشرة بي جنيهات ماقبل الانقاذ ؟؟؟؟؟؟؟.
    انت قاعد وين ايام الجنيه قلبوهو دينار بتقويته 10 مرات ومانفع .
    جوا راجعين ورجعوهو جنيه تاااااااني بعد ما قوهو 1000 مرة .
    التقوية طبعا حنك ساااااااكت.
    الدوﻻر اليوم يقارب ال 12 الف بي جنيهات ماقبل الانقاذ.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019