المتابع لفترة التسجيلات في كل عام يعرف أن هذه الفترة تكون في بعض الأحيان (خدّاعة).. مثل المظاهر تماماً.. العجب حبيبي.. أو فلنقل العجب والزين.. بدر الدين قلق.. نور الدين عنتر.. والكثير من اللاعبين كانوا محوراً للصراع بين الهلال والمريخ.. وقد كسب المريخ بعض اللاعبين من خلال مطاردات كبيرة.. والملاحظ أن إعلام المريخ في كل عام يتحدث عن تسجيلات مميزة ورائعة.. وعن تفوق المريخ على الهلال في التسجيلات.. مع التبشير بالدريم تيم.. وفي النهاية ماذا يحدث؟.. في النهاية يفوز الهلال بالدوري.. عن جدارة وإستحقاق!
المريخ ينتصر على الهلال في أوراق الصحف من خلال الحديث عن الإنتصار في التسجيلات.. والهلال ينتصر على المريخ في الملعب.. إذا كان عبر الفوز بالبطولة الأكبر وهي بطولة الدوري الممتاز التي فاز بها الهلال وبفوارق كبيرة عن المريخ.. وإذا كان عبر الفوز في المواجهات المباشرة بينه وبين المريخ.. ف(بلغة) الأرقام الهلال إكتسح المريخ في المواجهات المباشرة.. تشعر أنه لا توجد ندية بالمعنى الحرفي للكلمة.
وإذا عدنا لمنافسة الممتاز كمنافسة سنجد أن الهلال وصل به الأمر إلى الفوز باللقب خمس مرات على التوالي.. وهذا الأمر دليل قوي على الهيمنة والسيطرة الزرقاء.. بل أن الهلال وصل به الحال إلى الفوز باللقب وبفارق 18 نقطة عن المريخ.
ورغم أن المريخ تعاقد مع مهاجم الهلال بكري المدينة.. ورغم الكلام الكثير عن لدغات العقرب.. إلا أن المريخ لم يُظهر أي تفوق على الهلال.. فعلى الصعيد الأفريقي وصل المريخ إلى نفس المرحلة التي وصل إليها الهلال.. وخرج من نفس المرحلة.. خرج بهزيمة كبيرة في لوممباشي.. وعلى الصعيد المحلي فشل في مجاراة الهلال خاسراً العديد من المباريات.. ليجلس خلف الهلال بست نقاط وليفشل للموسم الثاني على التوالي في إمتحان اللقب.. بإعتبار أن البطولة دخلت دولاب الهلال نظرياً.. (لن أتحدث هنا عن قرارات لجنة الإستئنافات.. فأنا أتحدث عن وقائع وليس أوهام تحاول أن تطغى على وقائع)!
وتفوُق الهلال يعود لأسباب عديدة من بينها وجود (عضم) مميز من اللاعبين في كل فترة.. وأهمها إستقرار الفريق فنياً.. فالمريخ كان (وما زال) مشهوراً بالإستغناء عن المدربين.. أو عدم التجديد لهم.. شخصياً لا أذكر في السنوات الأخيرة مدرباً بقي مع المريخ عامين.. الآن المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو ورغم نجاحه في تحويل المريخ من فريق يخرج من البطولة الأفريقية من الدور التمهيدي إلى فريق يصل إلى دور الأربعة.. ورغم أن جمهور المريخ معه ويتمنى إستمراريته.. إلا أن لجنة التسيير وحسب الأخبار صرفت النظر عنه.. بمعنى أن الموضوع بالنسبة للمريخ لا يتعلق بجودة المدرب أو خلافه.. الموضوع أصبح عبارة عن هوس.. وربما مرض.. إسمه ضرورة تبديل المدربين في نهاية كل موسم.. واحياناً مرة كل أربعة أشهر!
غارزيتو سيغادر المريخ.. هكذا تقول الأخبار.. وقبله غادر الكوكي الهلال بطريقة (سخيفة) لا تمت للإحترافية بصلة.. ولكن كما قلتُ في مقال سابق في أن الكوكي حتى ولو لم يغادر فإن المؤشرات كانت ستقول أن الهلال سيستغنى عنه.. لأن الإعلام هاجمه بعنف بعد الخروج من البطولة الأفريقية.. والإدارة تتأثر بالإعلام.. وبالإضافة إلى ذلك لأن الهلال في الفترة الأخيرة أصبح مثل المريخ.. يتعاقد مع مدرب كل أربعة أو خمسة شهور.. يكفي فقط أن نعود عامين إلى الوراء لنعرف حجم التغييرات الفنية في نادي الهلال.
الأخبار تتحدث عن إتفاق الهلال مع مدرب الخرطوم الوطني الغاني كواسي ابياه.. المؤكد أنه مدرب مثابر ومجتهد وصاحب طموح.. ولا أستبعد أنه وافق بتدريب الخرطوم الوطني من أجل الوصول لتدريب نادي قمة مثل الهلال أو المريخ.. وهو طموح مشروع بكل تأكيد.. ولكن الشيء الذي أريد أن أقوله يجب أن تتغيّر سياسة الإدارة في ما يتختص بملف الجهاز الفني.. فالإستمرارية لموسمين على الأقل أمر لا بد منه وسيفيد الفريق كثيراً.. ونفس الكلام أقوله للإعلام الهدام الذي يستقبل المدربين بالورود.. ثم ينقلب عليه بعد أي خسارة.. رغم أن الخسارة جزء من كرة القدم.. ورغم أن المدرب أي مدرب يحتاج إلى فترة لإظهار إمكانياته.. أنظروا إلى يورغن كلوب مع ليفربول.. أول ثلاث مباريات فشل في تحقيق الفوز.. لم يحقق الفوز إلا في المباراة الرابعة وفي بطولة غير مهمة وهي كأس الرابطة.. تخيلوا معي كيف سيكون الحال عندنا إذا فشل المدرب الجديد في تحقيق الفوز في أول ثلاث مباريات له.. المؤكد أنه سيتعرض لهجوم إعلامي عنيف.. وربما يتعرض للإقالة.. أزمة الهلال والكرة السودانية بشكل عام في الإدارة!

عودة كاريكا الهداف
أعلن الإتحاد العربي للصحافة الرياضية عن قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب عربي لعام 2015 وقد ضمت القائمة العديد من النجوم الكبار مثل المصري محمد صلاح المتألق حالياً في الدوري الإيطالي مع روما والمغربي مهدي بن عطية مدافع بايرن ميونخ والجزائري ياسين ابراهيمي الذي يقدم أروع المستويات مع بورتو البرتغالي وهناك ايضا محمد السهلاوي نجم النصر السعودي وعدد آخر من النجوم.
والشيء الجميل في هذه القائمة أنها ضمت لاعبنا الخلوق والمثابر مدثر كاريكا والذي قدم مستويات طيبة في هذا العام خصوصاً في الشهور الأخيرة.. تحديداً في دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أفريقيا والتي ظهر فيها كاريكا بمظهر طيب مساهماً في تحقيق الإنتصارات.
المؤكد أن كاريكا لن ينافس بقوة على الجائزة لأن هناك من هو أفضل منه بمراحل خصوصاً اللاعبين المتألقين في الملاعب الأوروبية ولكن مجرد وجوده في هذه القائمة ووسط هؤلاء النجوم الكبار شرف كبير له وللاعب السوداني.. أتمنى أن يدخل مدثر للموسم القادم بمعنويات كبيرة وتحضير خاص حتى يقدم لنا أداء أفضل من الأداء الذي قدمه في هذا الموسم.. فبالرغم من ظهوره بمظهر جيد هذا الموسم إلا أن من يعرف كاريكا جيداً يعلم تماماً أنه يمتلك إمكانيات أكبر وأنه يستطيع أن يحقق الكثير للهلال تحديداً من النواحي التهديفية التي تراجعت بشكل ملحوظ هذا الموسم.
في هذا الموسم كسبنا كاريكا الذي يساهم في صناعة اللعب.. في الموسم القادم نأمل أن يحافظ على هذه الميزة وأن يتزامن مع هذا الأمر إرتفاع النسق التهديفي ليعود لنا كاريكا هدافاً لا يُشق له غبار!