من لا يحترم قانون وطنه لا يجد الاحترام ..!
لدورتين انتخابيتين على التوالي جاء شداد بقانون 2003 .. ولدورتين على التوالي أيضاً قامت المفوضية الاتحادية لهيئات الشباب والرياضة باعتماد ذلك المجلس، مجلس الاتحاد السوداني 2004 ومجلس الاتحاد السوداني 2007 الذي استمر حتى العام الحالي 2010 وخلال تلك الدورات تمتع السيد شداد بخيرات الاتحاد بسفر متواصل ونثريات دولارية وتذاكر رجال المال والأعمال من مالية الاتحاد، وخلال تلك الفترة التي امتدت من العام 2004 وحتى العام الحالي 2010 لم يتحدث شداد حتى في مجالسه الخاصة عن عيوب لقانون 2003 أو يقول إن المفوضية الاتحادية جسم حكومي ولم يفتح الله عليه بكلمة نقد واحدة لهذا القانون.
وإن كان الدكتور كمال شداد يرى أن المفوضية جسم حكومي يتم تعيينها من قبل الوزير المختص فلماذا ذهب اليها وترشح أمامها ؟ كان الأولى له أن يرفض الترشح أمامها ويحدث الفيفا بأنه لا يمكن أن يترشح أمام جسم حكومي تابع للدولة.
شداد الذي يهاجم المفوضية الاتحادية هو نفسه شداد بلحمه وشحمه ودمه الذي اعترض على قانون مسجل الهيئات الرياضية (عصام عطا) واستعاض عنه بالمفوضية الاتحادية التي يترأسها مفوض وتضم في عضويتها ستة من القانونيين حتى لا يكون القرار عند فرد واحد ولكنه أيضاً انقلب عليها ووصفها بأبشع الصفات لأنها تقوم بتطبيق القانون الذي يعتقد شداد أنه خطأ وهو الوحيد الصواب.
حواريو شداد الذين يتحدثون عن انتصار لحظي حققه شداد بعد أن حارب وطنه ولجأ للاتحاد الدولي.. يتحدثون عن الأهلية والديمقراطية التي انتزعها شداد لنفسه من براثن الاتحاد الدولي.. أين كان كتاب السلطان يومها عندما قررت المفوضية إيقاف الرجل عن ممارسة أي عمل رياضي لمدة ثلاث سنوات نتيجة لانتهاكه القانون بشكل متواصل.. أين كانوا والوزير قبل ساعة واحدة من بدء الترشيح لانتخابات 2007 يسلم المفوضية قراراً رفع بموجبه العقوبة التي أوقعتها المفوضية على شداد.. ألا يعد الوزير تابعاً للحكومة فلماذا لم تتباكوا يومها على الأهلية والديمقراطية التي باتت عندكم سلماً تضحكون به على عقول الجميع.
وأين كنتم أيها السادة، بل أين كان شداد ووزارة العدل تصدر فتوى بأيلولة الاتحاد السوداني للحكومة أو الدولة.. قد تختلف التعابير ولكن المعنى واحد..!
ولماذا لم يرفض شداد اعتماد المفوضية له ولمجلسه في العام 2004 ؟
ولماذا لم يرفض اعتماد المفوضية له ولمجلسه في العام 2007 ؟
ولماذا لم يقل يومها إن المفوضية جسم تابع للحكومة يتم تعيينها من قبل الوزير ولماذا يصفها الآن بأنها جسم تابع للدولة ولا علاقة لها بالقانون ..!
هؤلاء الأنصار أنصار شداد يتحدثون ويملأون الأرض ضجيجاً أن الرجل غير راغب في الاستمرار رئيساً للاتحاد.. وهي كذبة كبرى بطلها شداد نفسه، فكيف له أن يكون زاهداً في العمل بالاتحاد وهو يعاتب معتصم جعفر لترشحه رئيساً؟
كيف يكون زاهداً في العمل وهو يسمح للاتحادات والأندية بصياغة المذكرات واستجداء الوزارة من أجل أن يتم الاستثناء؟
شداد خان وطنه وهو يلجأ الى الاتحاد الدولي من أجل منصب لن يعود له وإن انطبقت السماء على الأرض والسؤال: لماذا لم يلجأ في العام 2007 الى الاتحاد الدولي عندما أصدر المفوض السابق لقمان قراراً بحل الاتحاد.. لماذا لهث خلف (الوساطات) من أجل أن يعود الى كرسيه ؟ لماذا رضي أن يصف الوزير اتحاده بانه اتحاد حكومي تابع للدولة ؟؟
كلها تناقضات تدل على أن الرجل لا هم له بالكرة السودانية، بل كل همه منحصر في توليه رئاسة الاتحاد السوداني ولكن الكرة السودانية في ستين داهية ..!
تعالوا لتروا الفرق بينه وبين الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم الذي صدر قرار بإقالته من رئاسة الاتحاد المصري.. لم يهدد سمير بلاده بالفيفا.. سلك كل الطرق القانونية في بلاده حتى عاد له حقه السليب وعاد رئيساً لاتحاد الكرة بقرار من المحكمة العليا.. سمير زاهر الذي حاز منتخب بلاده على بطولة الامم الإفريقية ثلاث مرات على التوالي وهو رئيس للاتحاد المصري لم يهدد بلاده بالفيفا وإن فعل لن يلومه أحد لأنه حقق إنجازات كبيرة لوطنه ورغم تلك الإنجازات الضخمة التي حققها آثر أن يكون خلافه داخلياً ولم يلجأ للمحاكم الخارجية التي تتحكم فيها العلاقات لتصدر القرارات فهل هناك وجه شبه بينه وشداد الإجابة بالطبع لا، ولن يكون هناك أي وجه مقارنة بينهما لأن الأول أنجز ولم يبق شيئاً لبلاده.. والثاني لم يفعل شيئاً غير تدمير الكرة في بلاده بقتل جهازي الشباب والناشئين ووضع القيود وسن القوانين التي تحد من حركة اللاعبين وتقيد حريتهم التي نادى بها الاتحاد الدولي الذي لجأ له الآن من أجل الإضرار ببلاده..!

أخيراً أخيراً ..!
الآن وصل تهديد الفيفا الذي أقام له أنصار شداد مأدبة كبيرة أمها عدد كبير من المفتونين بالرجل.. مأدبة وزعت فيها الحلوى والمشروبات وجاء اليها بحسب ما نشر في الصحف عدد كبير من أهل الإعلام والمحبين له. احتفلوا جميعاً بتهديد الفيفا لوطنهم دون أن ينتابهم إحساس بأن الذي حدث ضد الوطن الكبير جريمة.. آثروا أن يكون احتفالهم كبيراً بحضور شداد شخصياً ليس حباً في الرجل بالطبع ولكن كراهية في الاتحاد الجديد الذي جاء عن طريق الديمقراطية التي يمقتها شداد وأنصاره..!
استلموا خطاب الفيفا هللوا له وفرحوا به كأن الفيفا قرر أن يكون شداد رئيساً للاتحاد السوداني مدى الحياة وما دروا أن تلك الفرحة لن تدم طويلاً..!
الرأي عندي أن تقوم الانتخابات لنشهد جميعاً سقوط الرجل المدوي فيها.. الرأي عندي أن تقوم الوزارة بتنفيذ كلما جاء في خطاب الفيفا ليس جبناً من تجميد لوحت به ولكن حتى نتمكن جميعاً من إنزال أقسى هزيمة بالرجل في تاريخه ليرتاح ونرتاح وترتاح الكرة السودانية منه مدى الحياة ..!

أخيراً جداً ..!
من باع وطنه من أجل كرسي يجلس عليه لا يشرفنا أبداً.
من باع وطنه من أجل التمتع بخيرات الاتحاد لا يشرفنا أن يكون واحداً من أفراد الوسط الرياضي.. من باع وطنه رخيصاً وسلمه للفيفا من أجل امتيازات يحصل عليها لا يشرفنا أن يكون رئيساً للاتحاد الوطني السوداني لكرة القدم.
فليفرح شداد ومجموعة المبهورين به بلحظات سعيدة بعد وصول خطاب الفيفا ولكن عليهم أن يعلموا جميعاً أن الرجل حفر قبره الرياضي بيده ولن يعود رئيساً للاتحاد أبداً أبداً..!!
وهي فرصة سانحة لنشيد بالتصريح القوي الذي أطلقه الوزير المجاهد حاج ماجد سوار بالأمس والذي أكد فيه أن من لم يحترم قوانيننا فلن تحترم قوانينه أبداً وهي كلمات لا تخرج الا من رجل مؤمن بقضيته.!
الأمة التي لا تخترم قوانينها ليست جديرة بالاحترام ومن لا يحترم قانون بلده غير جدير بالاحترام.
قرار الفيفا الأخير ينتفع منه شداد وشلته ويتضرر منه الوطن الكبير.
الدولة التي تحدت قرار المحكمة الجنائية ضد رمز الدولة لن يخيفها قرار الفيفا حتي وإن تم التجميد ..!
إن كان احترامنا لقانون وطننا جريمة تحاكمنا عليها الفيفا بالتجميد فأهلاً بالتجميد.