• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 04-30-2024
عبد اللطيف الهادي

اللهم لا أسألك رد القضاء .. بل أسألك اللطف فيه

عبد اللطيف الهادي

 0  0  11100
عبد اللطيف الهادي

من حق السيد رئيس نادي الهلال أشرف سيد أحمد حسين أن يبعث على التفاؤل ويبث الحماس وسط أنصار النادي بالكلمات المُشبّعة بالأمل والإخضرار ، والمليئة بالعشم والإصرار ، فقط عليه القيام بذلك بدون أن يخرج عن النص ويأتي بماهو غير مألوف ولا منطقي ، فلا يُعقل أن تصل الأحلام بالرئيس لأن يدعو الجماهير ــ من مقر إقامته بالجزائر ــ للحضور للمطار لإستقبال اللاعبين المتأهلين للنهائي الأفريقي وملاقاة مازيمبي فيه! ، وهذا التصريح هو الثاني غير الموفق الذي أقرأه لرئيس النادي ، فالتصريح الأول قال فيه أن فريق الإتحاد ضعيف ولا يستحق الفوز على القوي على أرضه ووسط أنصاره! ، والتصريحان يصُبان في خانة (يكْ) تحفيز الخصم الجزائري وكذلك المريخ ، بل ربما يكونان أكبر محفزين للفريقين لتأكيد جدارتهما وأحقيتهما بالفوز ذهاباً اللذان حققاهما على مازيمبي والهلال بالعاصمة الوطنية أم درمان بإزاحتهما للهلال ومازيمبي على التوالي يومي السبت والأحد المقبلين!!.
والقيادي ــ أي قيادي وفي كل موقع ينبغي أن تتوفر فيه الحصافة والدبلوماسية والكياسة ــ لحظة مواجهة أجهزة الإعلام المختلفة والمتنوعة ، ولعل رؤساء الدول المُتحضّرة والتي منهجها الديمقراطية ــ كمثال ــ يحرصون على الرجوع لمستشاريهم المتخصصين لمعرفة رأيهم ورؤاهم حول القضية المعينة التي هم بصدد الخوض فيها ، وبعد الإتفاق على أدق التفاصيل بما فيها الكلمات (المدروسة) بدقة وعناية يخرج الرؤساء على الوسائل الإعلامية لإدلاء بدلوهم دون أن تنبس من شفاههم كلمة (طائشة) قد تثير الغبار وتُسمم أجواء العلاقات الدبلوماسية وبالتالي تتطلب مجهوداً مضاعفاً لإصلاح ما أفسدته كلمة صغيرة وبسيطة ، ولكم في قيادات بعض دول العالم الثالث مثالاَ حيّاً لتفلتات ألسنتهم والتي بسببها دفعت أوطانهم و دفعت شعوبهم ــ ومازالا يدفعان ــ ثمن (الخشونة اللفظية) التي ما كان لها داعي علي الإطلاق ، وما خرج عن هؤلاء هاهو السيد أشرف الكاردينال يعود لتفعيله على أرض الواقع رياضياً ، فهو أثبت عملياً أن لسانه والدبلوماسية يسيران في خطين مستقيمين لا يلتقيان أبداً ، كما وضح أنه بلا مستشارين (يرشدونه) ويهدونه النصح ، أو أنه (يمتاز) بوجود مستشارين متواضعي القدرات الفكرية هم منْ (يحقنونه) بمثل التصريحين الأسبقين اللذين هما محور تعليقي وتعقيبي اليوم! ، فقديماً قيل: (فاقد الشئ لا يعطيه) وأن: (كل إناء بما فيه ينضح) ، ويا ليت لو يخذلني لاعبو الهلال بإزاحتهم للإتحاد الجزائري حتى أكون أول منْ يُشكِّل حضوراً بالمطار ، لا لإستقبال الأبطال ، وإنما لتقديم الإعتذار للكاردينال!!.
وأقولها اليوم داوية وبلا مواربة أن السبب الرئيسي والأساسي في تألق اللاعب بكري عبدالقادر المدينة مع المريخ ليس مهارته ولا ملكاته الفردية ولا سرعته العالية ، السبب وراء تألقه أساسه ومرجعيته التصريحات الإستفزازية التي أطلقها بحقه أشرف الكاردينال في برنامج البحث عن هدف بقناة النيل الأزرق الذي تمت إستضافته فيه بعد أيام قلائل من (نكوث) اللاعب عن عهده الذي قطعه مع مجلس الهلال ، ولا أريد أن أنكأ (الجرح القديم الجديد) فمكتبة القناة وأرشيف الصحف التي (غطّت) الُمقابلة تحمل التوثيق اللازم لما صدر عن لسان الرئيس من كلمات شكّلت (الترياق) المضاد لها في دواخل اللاعب العقرب الذي يقدم الآن ــ شئنا أم أبينا ــ مستوىً فنياً رفيعاً لم يّقدم ولو ما يوازي (1%) منه طوال سنواته الخمسة التي قضاها في رحاب النادي الأزرق ، فبكري لم تزره ملكة الإبداع والتألق مع (آلانا في كبسولة الزمن) وإنما تفجّرت فيه روح الإرادة والتحدي بعد أن عمّت كلمات الكاردينال المُستخفّة به القرى والحضر فكان أن ظهر بـ(نيو لوك) لم يكن عليه حتى وهو لاعباً بصفوف فريقه الآول الأهلي مدني ، وهاهو المريخ واللاعب الهلالي السابق يجنيان ثمار ما غرسته كلمات رئيس الهلال غير الموفقة ، بل أن بكري عبدالقادر يقف الآن على رأس قائمة هدافي النسخة الحالية من بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري ولا اظنني في حاجة لإيضاح السبب أو الأسباب!.
وما يبعث على الألم و(الوجع) صدور تصريح عن رئيس نادي الإتحاد الجزائري أتى متزامناً مع تصريح السيد رئيس نادي الهلال وجّه فيه تحذيراً قوياً وحاد اللهجة للاعبيه ولجماهيره قائلاً فيه أن فريقه لم يتأهل بعد ذلك لأنهم يواجهون خصماً شرساً وعنيداً ولا يمكن الإستهانة به حتى لو حضر للجزائر وهو فاقد لنتيجة جولة الذهاب ، وأنهم لا يضمنون الوصول للمباراة النهائية إلاّ بعد إطلاق قاضي جولة السبت لصافرة الختام والنتيجة لصالحهم ، وهنا يكمن الفرق بين منْ يتعامل بواقعية وبين منْ يعيش في عالم الأماني والأحلام ، ويريد لغيره من ملايين المشجعين الإنغماس فيها والتمدد على رمال شواطئها المخملية و(السريالية)!.
إن ما قدمه السيد أشرف الكاردينال من عطاء وعمل ملموس ومحسوس خلال عامه الأول وهو رئيس لآكبر نادي في السودان يُعتبر ويُعدُّ عطاءاً كبيراً وغير مسبوق ويستحق من كل صاحب ضمير حيّ الإشادة به والثناء عليه ، وعملية إعادة تأهيل الأستاد الجارية حالياً عبر مشروع (الجوهرة) وحدها تكفي لأن نقول للرجل احسنت العمل وأجزلت العطاء ، هذا بخلاف بناء فريق المستقبل الذي بدأت ملامحه تلوح في الأُفق الأزرق ، هذان العملان الكبيران كفيلان لوحدهما في أن يُغنيان الكاردينال عن لجوئه للإحتماء والتواري خلف كلمات خارج عن ناموس الواقعية بغرض إستدرار تعاطف القاعدة الزرقاء التي وقفت خلف المجلس ودعمته ومازالت تدعمه لصالح هلال المستقبل ، وكرة القدم لا تقوم نتائجها على الأحلام الوردية وإنما على النتائج الإيجابية ، وإذا كان الهلال قاب قوسين أو أدنى من الخروج الأفريقي ، فإنه ما زال (ملكاً) على البطولة الرئيسية المحلية والأقرب للفوز بها إلي جانب الظفر بكأس بطولة السودان ، ومن هنا تأتي الإنطلاقة الحقيقية والجادة للموسم الأفريقي الجديد 2016، ومن هنا أدعو وأُناشد الكاردينال أن يتخلّى عن التصريحات العنترية ويتحلّى بلغة الدبلوماسية .. والله من وراء القصد!!.

فجر أخير

من حظي أن صلاتي عزف مُنفرد للخالق ، وأن جبيني خالٍ من غُرة تمييز تتقنها الصِنعة في سوق لغُرر الأوهام .. من حظي أني لم أدخل وطني من باب (كبار الزوار) ، ترفع قدري حقاً نظرات العسس ، وتدقيق الأزراق ، وتفتيش جيوبي بأمن مطار .. وقلبي على العسس عصيّ ، يضحك من خُبث الأنظار!!.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019