ما يدور حلياً بين رئيس الهلال الحالي السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال والأسبق السيد صلاح أحمد إدريس لا يسر عدو ولا صديق ، وقي الوقت الذي فيه نرى ونتابع ناديي مازيمبي والتطواني يُكرِّس مسؤوليهما مجهوداتهم ومقدراتهم و(علاقاتهم) لصالح الوصول بفريقيهما لنصف نهائي أبطال الأندية الأفريقية نجد كلاً من الكاردينال والأرباب ومن شايعهما من الوكلاء الإعلاميين وبعض المشجعين يزرعون (الشوك) في طريق الهلال غير (الوردي) المُفضي لذات غاية وهدف خصميه الكنغولي والمغربي ، ولا أدرى شيئاً عن الفائدة التي جناها أو سيجناها الرجلين من تشرهما الغسيل القذر كلاً بحق الآخر ، والذي جاء بمثابة هدية عظيمة و(ثمينة) للخصوم (المحليين) الذين لا يرون في الهلال أمراً جميلاً فكان أن تلقفوها وأعادوا (تدويرها) بخبث بغرض زيادة شقة الخلاف بينهما عسى ولعل أن يزداد إشتعال الحريق حتى يقضي علي أخضر ويابس الأزرق قبل حلول مباراة سموحة التي باتت مصيرية لهؤلاء أكثر من الأهلة أنفسهم!.

وشخصياً آخذ علي الأرباب فتحه لباب الهجوم علي الكردينال منذ إعلان مفوضية ولاية الخرطوم الرياضية فوز الأخير برئاسة نادي الهلال ، وهو ما أعتبره البعض مرارة شخصية ستنتهي متى ما خمدت ثورة غضب خسارة الإنتخابات في دواخله ، لكن إزداد اللهيب وتمددت ثورة الغضب في نفس الرجل حتى وصلت مرحلة توجيه رسالة منه لرئيس الجمهورية حتى يتدخل لإبعاد الكاردينال عن رئاسة الهلال! ، وحقيقة لا علم ورراء إصرار الأرباب علي إقحام الرئيس في خلاف شخصي بينهما لا علاقة للهلال به ، فبرلمان النادي إحتكم لدستوره وعقد حمعيته الهموية وأختار منْ يُريد لإدارة شؤون الهلال بالإنابة عنه كما فعّل الأمر الديمقراطي نفسه مع الأرباب يوم أن فضّله علي منافسه السيد إبراهيم محجوب الذي إرنضى بخيار الأعضاء ثم مضى بعدها في حال سبيله دون حتى أن ينبس بكلمة قبيحة واحدة بحق (رئيس الهلال المنتخب) وقتها السيد صلاح أحمد إدريس!.

وإذا كان بعض مناصري الأرباب يفسّرون علي صفحاتهم الشخصية أو عبر مشاركاتهم في مواقع القروبات الهلالية المُنتشرة علي (الفيسبوك) أن صلاحاَ يردُّ علي بعض الأقلام العاكسة لما يقوله الكاردينال لهم في الغرف المُظلمة ، فإن الظاهر لكل مُتابع للمشهد والسيناريو الأكشن عالي الحركة أن الكاردينال كان ملتزماً الصمت مُترفعاً عن الرد عليه إلي أن أتى يوم أمس الأول ليخرج عبر أثير الإذاعة الرياضية الهواء الساخن المحبوس بدواخله ويا ليته آثر فضيلة الصمت وإلتزم وسطية السكوت لقناعة خاصة بي مفادها أن الكاردينال قدّم نفسه علي طبق من ذهب لصلاح إدريس ، ووهب ما تفوّه ونطق به لسانه فرصة كان يتصيّدها الأرباب ويتحيّنها حتى يجد (شرعية) للإبحار أكثر وأكثر في عمق مياه الكردينال الأقليمية ، وإزاء هذه الفرصة الذهبية فإن منصّات بوارج ومُدمرات الأرباب ستواصل قصفها وسترسل حممها اللاهبة تجاه الكردينال خاصة في الفترة الزمنية القليلة المُتبقيّة علي موعد مباراة سموحة الفاصلة والحاسمة والتي تعني خسارة الهلال فيها خروجه من حلبة السباق نحو الترقي اللهم إلاّ إذا خسر مازيمبي نفسه أمام التطواني المغربي!.

والرجلان اللذان نالا مكانة إجتماعية رفيعة عبر رئأستهما لأكبر نادي في السودان كان حرياً بهما أن يتساما فوق مراراتهما الشخصية كلاً تجاه الآخر ، فهما بمهاجمتهما لبعض بالأسلحة حتى المُحرّمة تناسيا ، أو يتناسيان أن الرأي الرياضي وغبر الرياضي العام والهلالي علي وجه الخصوص بدأت تتشكّل فيه قناعات أن الصراع بينهما شخصي ولا ناقة للهلال فيه أو جمل ، إذ لا يمكن لإنسان راشد وعاقل تصديق تبريرات الأرباب بأن حربه علي الكردينال ــ كما أسماها ــ لآجل تخليص الهلال منه ، فالكاردينال ــ وهذا رأي العقلاء ــ لم يأت لحكم (البيت الأبيض) بليل ولا من علي ظهر دبابة ، وخلاص الأرباب أو أي عضو بجمعية النادي العمومية مُتعارض ومُتعاكس مع أشرف سيد أحمد يتم بالوسائل السلمية الديمقراطية لا على الطريقة الحالية التي أنّتْ من بشاعتها تروس المطابع وأثير الفضاء الحامل لكلام (مايكات الـfm)!! ، وما أكتبه اليوم هي نفسها ذات المفردات ونفس الفهم أيام حرب صلاح علي الرئيس السابق البرير ، وكذلك مع صلاح نفسه في وجه منْ كانوا يعارضونه عندما كان رئيساً للهلال ، وهنا قفز في ذهني سؤال عرضي هام لابد من إجابة له بواسطة الأرباب: ماذا أراد صلاح من مناشدة لرئيس الجمهورية حتى يتدخّل؟ .. هل من أجل (إنقاذ) الهلال من حاكمية الكاردينال؟ .. أم لفتح ملف المدعو عبداللطيف الذي بات مشهوراً أكثر من أطهر الطاهر؟ ، هل عبداللطيف هذا من المنتمين للهلال ونسبب إنتماؤه في فقدانه لطعم الحرية؟! ، وإذا كانت الإجابة بـ(لا) ، فلماذا الزج بكيان الهلال في قضية لا تهم فاعدته ولا مجتمعه فيها؟!.

ومنْ يهُن يسهل الهوان عليه ، فقد إغتنم عدد كبير من خصوم الهلال فرصة الصراع الدائر بين الرئيسين الحالي والأسبق وإنشغال معظم الأهلة به ليقتحموا الموقع الرسمي والرسمي لنادي سموحة المصري مُنتحلين صلة الإنتماء للهلال فأرسلوا كلمات مليئة بالإستهزاء والإستخفاف بنادي سموحة حيث كان ــ وما يزال ــ الغرض والهدف الوقيعة بينهما علي طريقة (المديدة حرقتني) ، وقد أخذ أنصار سموحة الإفتراء والكذب مأخذ الجد وبدأوا في ردة فعلهم وتعليقاتهم بتوعدهم للهلال بهزيمة نكراء وحرمانه من الترقي علي حساب ناديهم ، وعلي مجلس الهلال وأنصاره تصحيح الوضع ليس خوقاً ولا طمعاً في (مكرمة) من سموحة ، وإنما ترسيخاً للحقيقة ولا شئ غيرها ، فالهلال ــ كما أبان رئيسه ــ لا يعرف الطرق الملتوية ولا يطرق الأبواب المشبوهة لتحقيقها بالوسائل غير الشريفة والنزيهة ، أحسموا منْ يحتمون بسموحة خوفاً ورعباً وهلعاً من البعبع الأزرق.

علي الكاردينال والأرباب الترفّع عن الصغائر , وليتذكرا أنهما باتا عنوانين كبيرين في معجم إدارة نادي الهلال ، وعليهما أن يضعا يديهما فوق بعض لأجل الجماهير ، ولأجل التأريخ الذي لا يرحم ، وعليهما أن يستصحبا معهما في خلوتهما مع نفسيهما بيت الشعر القائل: (تأبى الرماح إذا إجتمعن تكسّراً .. وإذا إفترقنّ تكسّرت آحادا) ، كما عليهما أن يعلمان ــوهما سيد العارفين ــ أن الذئاب تأكل من الأغنام الفاصية ، فهلا إستجابا لصوت العقل ووضعا معاً السلاح أرضاً!.

فجر أخير

يا جمّة حشا المغبون في الزمن الهلاك منجا .. تكون حانت موعيدك ، يكون وكت المطر قد جا .. شرق ضوّ البلد عيدك ، وطابت نسمتو العرجا .. نكون يا طيبة تميّنا وبدينا وِلِفنا .. غنينا الغنا الراجا!!.