قال كلمته فأنصت له الجميع هنا الهلال كلمة لها من الجُرس السمعي وقعٌ خاص في الأذن تشُد الانتباه . كعادته في قبوله للتحدي حيث الباب الضيق الذي اختاره ليعود من خلاله لساحة المنافسة الإفريقية الكبرى التي هو ملحها و بهارها و طعمها .. هنا هلال الملايين ساطع في السماء الإفريقية يشع ضوءه يُشار له بالبنان دون الباع . هلال الملايين كان مساء الأحد الثالث و العشرون من أغسطس 2015 في الموعد بطلاً بكل ما تحمل الكلمة من معنىً . كان في زينته و لجمهوره يومُ زينةٍ من ضحىً باكر وهم يملأؤن الجوهرة الزرقاء في رسالة حملت عنوان من منا لا يعشق الهلال , جاءوا من كل حدبٍ و صوب مؤازرة له في مباراة الكرامة و رفعة السودان حيث استضاف مازيمبي الشرس العنيد ضمن مباريات الجولة الخامسة للمجموعة الحديدية الأولى بطولة الأندية الإفريقية الأبطال المؤهلة للمربع الذهبي فأفصح الهلال إفصاحاً فهمه الجميع هنا الهلال .
منذ الوهلة الأولى و نجوم الهلال يضعون أياديهم فوق أيدي بعض يرددون قسم الولاء بانَ لنا أنَّ الهلال سيسعد الجميع فأسعد الجميع . مكسيم كان نعم الحارس الأمين ومن أمامه الدرع الواقي سيسه و بويا و سيف مساوي و مالك ليشاركهم تدفق حبات العرق الشغيل و نزار و بشه و أندرزينهو وأطهر الطاهر و كاريكا ثم وليد علاء الدين و عماد الصيني .
سجلَّ التاريخ الدقيقة السابعة من عمر الشوط الأول التي حملت بشارة الفرح و بها عمَّ القرى و الحضر وكافة بلدان العالم إثر الجملة التكتيكية الفنية الرائعة التي أتقن تنفيذها نجم الهلال أندرزينهو لتصل كاريكا الذي أرسل القذيفة الصاروخية البالستية الحارقة المدمرة ولم يستطع كديابا حارس مازيمبي أمساكها فلفظها لتجد الشبل أطهر الطاهر و يودعها مخزنها بكل أريحية هدفاً فرض بموجبه هلال الملايين أسلوبه الممتع السهل الممتنع لينهي الشوط الأول متقدماً بهدف أطهر الطاهر .
في الشوط الثاني كان للهلال تكتيكه الخاص رغم المناوشات المتواصلة من التمساح الإفريقي مازيمبي المحافظ على اسمه الكبير و لكن خاب مسعاه , فكان للهلال مبتغاه الذي خطط له ليخرج مرفوعاً الرأس بنصرٍحنيذٍ سمينٍ ثمينٍ و ثلاث نقاط إضيفيت لما عنده من رصيد ليرتفع بنقاطه إلى ثمان نقاط جعلته قاب قوسين أو أدني من بلوغ المربع الذهبي و الذي دون شك بإذن الله بالغه عندما يخوض مباراته الأخيرة أمام سموحة المصري في الحادي عشر من سبتمبر القادم الذي يحمل الذكرى الرابعة عشر لتدمير برجي مركز التجارة العالمي بمنهاتن الولايات المتحدة الأمريكية .
* من رسائلهم
وصلتني رسالة طويلة من عاشق الهلال د/ مصعب القاسم - مستشفى الملك خالد بحائل , عبرقروب ( الله .. الوطن .. الهلال ) هذا جزء منها وفيها يقول : (( عندما يكون الهلال في يومه يكون له ما يريد .. انتصر الهلال على المريخ و إعلامه و جمهوره أولاً ثم انتصر على فريق مازيمبي الكنغولي العنيد .
الهلال ردَّ الاعتبار لنفسه و لجمهوره الذي كان في الموعد و لم يتخل عنه وهو كعادته دائماً بجانب فريقه في كل حال من أحوال اللعبة , هكذا هو العشق و هكذا الجمهور و لا فخر وهو الحائز على جائزة الجمهور المثالي من الكاف لعدة مواسم .
شكراً جمهور الهلال دائماً ما تتعامل مع كل مباراة بظروفها و مجرياتها .. شكراً لاعبي الهلال لم تخذلوا هذا الشعب الذي لا يعرف الفرح إلا بانتصار سيد البلد و ما عداه لا يتجاوز إبتسامة صفراء . دائماً يختار الهلال الطريق الأصعب و دائماً ما يتجلى أوقات الشدائد وهكذا الأسود لا تأكل صيداً ميتاً أو سهلاً .
نقاط فنية .. لا بد من الإشادة بمجلس الإدارة لاستقدامه حارس بقامة مكسيم و الذي أجزم لو كان معنا في أعوام سابقة لحققنا الكأس أكثر من ثلاث مرات في الأبطال و مرتين في الكونفدرالية حسب المشاركات التي وصل فيها الهلال مراحل متقدمة . ثبات الحارس و يقظته انعكس إيجاباً على خط الدفاع . و نحمد العودة القوية لبويا في خانته المعتادة الظهير الأيسر . مالك كان في الموعد يستخلص الكرات بكل قوة و سهولة من غير مخالفات . الشغيل لم يكن كما عهدناه , نزار مال للعب الفردي و المراوغة ولم يلعب لصالح المجموعة مع تدني المستوى البدني و الذهني بسبب ركلة الجزاء الضائعة , كاريكا تحرك بفعالية و شكل خطورة واضحة على الخصم . على الهلال أن يلعب من أجل الانتصار على سموحة بالاسكندرية خصوصاً المباراة من غير جمهور و بعيداً عن الضغط و أن لا يهتم بالمباراة التي تجمع بين مازيمبي و التطواني . ))
* آخر الأوتاد :
هنا الهلال .. هنا أم درمان .. هنا السودان