• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 05-01-2024
عبد اللطيف الهادي

معاك .. بالصبر لغة اليقين!!

عبد اللطيف الهادي

 0  0  3116
عبد اللطيف الهادي
ظننت وإن بعض الظن إثم أن الجرح الدامي والنازف في جسد الهلال الطاهر بسكين هزيمة المغربي التطواني قد ساهم هدف صهيب الثعلب في شباك هلال الجبال في تضميده والبدء في التعافي والشفاء منه ، لكن زاد ألمنا وكثرت أنّاتنا وتعالت تأوهاتنا وصار الجرح جرحان بعد (التفريط) في نصرٍ كان في متناول اليد فطار في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي المُحتسب بدلاً عن الضائع كما طارت (عصافير بنت) الأديب دكتور بشرى الفاضل.
ولإيماني الُمُطلق بأن كرة القدم لعبة قائمة على أضلاعٍ ثلاثة هي الفوز والخسارة والتعادل ، وليقيني الراسخ أن الفريق الأزرق يمر حالياً بمرحلة فقدان توازنه من جراء إنتكاسته المفاجئة في مساء الجمعة الحزينة الماضية ، فإن مروره بالأضلاع الثلاثة المذكورة وارد ، وتعادل الأمس ضلع فرض ذاته على الهلال وأعاده ــ كما لعبة السلم والثعبان ــ من الصدارة مُتدحرجاً للجلوس على مركز الوصافة خلف المريخ في حال فوزه في مباراته المقبلة ــ وهو المتوقّع والمُنتظر ــ وهو مؤشر تنبوء مُبكِّر لتنازل الهلال وفقدانه للقب الذي حاز عليه الموسم الماضي ، وكثرة المباريات التي خرج فيها الهلال متعادلاً هذا الموسم حتى الان ستحطم الرقم القياسي لتعادلات الموسم قبل الفائت ، وربما ادخلته تعادلات العام الحالي موسوعة جينيس للأرقام القياسية وبجدارة وإستحقاق!.
ولغة الواقع تقول أن أوان (الجرد) و(الحساب) لم يحن بعد ، ومنْ أخرجوا سيوف أقلامهم الخشبية لطعن وإغتيال بعض لاعبي الفريق ومديره الفني السيد نبيل الكوكي هم آخر منْ يحق لهم فتح (دفتر الاحزان) لأنهم بإختصار أول منْ كتبوا سطوره ، وأول منْ إختاروا اللغة الروائية وختامها (الباكي) والحزين ، وباتوا كما أخوة يوسف ينفذون جريمتهم وينحون باللائمة على الذئب البرئ ، وهؤلاء ــ بنفس المنطق وذات الفهم ــ وقت حسابهم لم يزف بعد لكنه قادم لا مُحالة بواسطة (قضاء) القاعدة الزرقاء الصابرة والصامدة و(الصامتة) التي تتابع وتُراقب وترصُد (تعملًق) هؤلاء (مالياً) بينما فريقها يتأقزم ويتضعضع ويتراجع للوراء بسرعة الصوت والضوء!.
وما زلت على عهدي ، وعند كلمتي بالمسير خلف الهلال ولو بساقٍ واحدة ، وبما أنه تنتظره معركتين إفريقيتين في غاية الأهمية أمام مازيمبي الكنغولي وسموحة المصري واللتان علي ضوئهما سيتحدد مصيره بالترقي والتاهل لمربع البطولة الذهبي أو خروجه منها وجلوسه على رصيف الفرجة والرضاء بسخرية وتريقة الآخرين! ، وما زالت الكرة في ملعب اللاعبين وهم وحدهم منْ يملكون (القرار) ، قرار الإستمرارية ومقارعة الكبار ، ومن ثمّ غازلة اللقب الغالي ، فجمهور الهلال لم يعد مُكترثاً ولا مُهتماً بالبطولات المحلية بقدر تلهفه وتشوّقه لإنجاز خارجي يسعدهم ويفرحهم وعبره يلقمون خصومهم حجراً كبيراً يُخرِس ألسنتهم الساخرة!.
أخيراً قول أن نتيجة مباراة كادوقلي أمس أتت في سياق الروح السالبة التي تمددت في أوصال الفريق بعد الهزيمة المُرّة من التطواني المغربي ، وما يؤلمنا أكثر إستمرار هذه الروح السالبة ورضاء اللاعبين بالعيش في وسطها وديمومة وقوعهم في حبائلها دونما أي محاولة للخروج من دائرتها المُقيتة ، وهذا في حدْ ذاته يجعلني ومعي بعض الأهلة نتمسّكُ بـ(الصبُر لغة اليقين .. وإنتصارنا في زمن المدفع والسكين ، ومع هذا فنحن حالفين يمين: سيفنا السنين)!!.
فجر أول
داؤود مصطفى .. القلب الكبير العامر بالحب والوفاء
في صمتٍ ، وفي هدوء وسكون غادر دنيانا الفانية والزائلة زميلي وأستاذي وصديقي داؤود مصطفى مُخلفاً حزناً دفيناً وعريضاً في نفوس كل منْ زاملوه وعرفوه عن قُرب ، فداؤود صاحب القلب الأبيض والسيرة والسريرة النقية والصافية لم يحتمل قلبه المزيد من (دنيا المحبّة) فكان أن خارت قواه وضعفت نبضاته القوية ليتوقف القلب النابض عن ضخ دماء الحب للآخرين ، مضى صاحب الثرثرة والمزاج بعد ساعات قلائل من زيارة (وداعية) لمقر صحيفته (قوون) حيث إلتقى بزملائه وجلس بينهم حتى يلقى نظرته الأخيرة عليهم قبل أن يلقوا هم نظرتهم الأخيرة علي جثمانه الطاهر! ، غادرنا داؤود ليُشكِّل رحيله فراغاً كبيراً في صحافتنا (الضاجّة) و(المُستّفة) بالتهاتر والإسفاف وساقط الكلمة ، وامس الأول ناحت وبكت الكلمة الرزينة والمُهذّلة والرصينة على فراق (فارسها) الأول والأكبر ، ومع رحيله (ماتت حروف اللُقيّا ولنْ يكون في مقدور احداً بعده الهمس بها!).
هاتفته قبل خمسة أيام من وفاته الصادمة بعد أن أخبرني أخي وصديقي أكرم حماد بتعرضه لوعكة صحية بسبب (القلب الكبيرر العامر بالخير والحب والوفاء لأهله واصدقائه وزملائه ومعارفه) ، فكان أن هاتفته على الفور وتحدثنا طويلاً واخذ يطمئنني وفي شجاعة وصبر وجلد على صحته وحاله رغم أن آلام القلب وأوجاعه تُسيطِر عليه وتداهمه وتفرض عليه حصارها الأخير والحتمي ، وقال لي أنه بدأ بشرع في إجراءات السفر للقاهرة لمعاودة الطبيب ، لكن يد المنون كانت لها كلمتها النافذة لتمنحه تأشيرة الدخول للعالم الآخر الأبدي والحقيقي.
الموت حقٌّ على الإنسان، وداؤود قد رحل عنّا وفارقنا ولم تعد بيدنا حيلة، ولا نستطيع فعل شيء إلا الدعاء له؛ فالدعاء للميّت هو ذلك الشيء الذي يصبّرنا ويخفف من حزننا .. اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار.اللهم عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله ، اللهم اجزه عن الإحسان إحساناً وعن الإساءة عفواً وغفراناً ، اللهم إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته ، اللهم أدخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب.
اللهم آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته ، اللهم أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ، اللهم أنزله منازل الصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة، ولا تجعله حفرةً من حفر النار ، اللهم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة ، اللهم أعذه من عذاب القبر، وجاف الأرض عن جنبيها ، اللهم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور ، اللهم إنّه في ذمتك وحبل جوارك فقِهِ فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحقّ؛ فاغفر له وارحمه إنّك أنت الغفور الرحيم ، اللهم اجعله في جنّة الخلد التي وعد المتقون كانت جزاءً، ومصيراً لهم ما يشاؤون، وكان على ربك وعداً مسؤولاً ، اللهم إنه صبر على البلاء فلم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب .. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله لعليّ العظيم .. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
فجر اخير
يا فارس راجع ، إسمك فارع ، وضُلّكْ أخضر .. يا مسافر عايد وتاني مُغادِر ، راكب خيلك جاري مغبّرْ مُستنّي (أعِدْ الزمن الضايع) .. راجي وصولك الوكت إتأخر .. الناس ملمومة .. الريح الباردة بقت محمومة .. شوارع الحِلّة سِهتْ مهمومة .. ويومها مكدّر!!.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019