• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 04-30-2024
عبد اللطيف الهادي

جمعة العبادة .. وأفراح السيادة .. والآمال الزيادة !!

عبد اللطيف الهادي

 2  0  3453
عبد اللطيف الهادي


اليوم الجمعة ، وبعد أداء فريضة صلاة الفجر حاضراً ، وقراءة سورة (الكهف) التي تُنير وتُضئ حياة قارئها من الجمعة للجمعة ، وعقب (إجتماعنا) في بيوت (أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها إسمه) لسماع خُطبة الجمعة وأداء شعيرتها ، نرفع أكفنا بالدعاء لله سبحانه تضرعاً وتوسلاً أن ينصر هلال الأمة السودانية في ملحمته الكروية المُرتقبة والمنتظرة مساء اليوم أمام خصمه التطواني المغربي بغية تحقيق حلم وعشم لهثنا خلفه منذ منتصف ستينات القرن المُنصرم ، إلاّ أن مشيئة الله وإرادته قالت كلمتها بأن أوان تحقيق الغاية لم يحن بعد ، وظللنا كأُمة زرقاء نحمده سبحانه وتعالى عقب كل (خسارة لقب) ونشكره على السراء والضراء لإيماننا ويقيننا الراسخ فيه جلّ وعلا شأنه بأنه يستجيب حتماً يوماً ما لدعائنا نحن عباده الأهلة المُستضعفين .. اللهم آمين.
اليوم ومن (عصرن) بدري نتدافع ونهرول صوب أستادنا (المقبرة) لمؤازرة ومُساندة الأقمار المُضيئة حتى ننفض عن دواخلنا أتربة وأغبرة الزمن الدنئ ونبّاح ، وحتى نغتسل من نوافير أشعتها الفضيّة لنعود أسوياء في عهد (التسلُّح والجنون) الذي سامنا العذاب وأذاقنا الويل وجرّعنا طعم سهر الليل! ، اليوم سنصطف جميعاً خلف هلالنا كما البنيان المرصوص ونتحوّل كلنا لجسد واحد إذا إشتكى منه عضو تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحُمى ، واليوم أتخيّل أنه حتى رُفاة كافة محبي الهلال الذين إنتقلوا للحياة الأبدية تتململ في قبورها شوقاً وتلهفاً لنصر ينتزعه رفاق مساوي من براثن الأسد التطواني ، اليوم نكون كما نود وكما نخطط لأن نصير ونصبح في خارطة كرة قدم الأندية الأفريقية ، وبمثلما كان لنا السبق في تعبيد ورصف الطريق للأندية (الآفرو عربية) في المشاركات الأفريقية ، وبمثلما رفعنا غلّة أندية السودان المُعتمدة في البطولتين الرسميتين لآربعة بدلاً عن إثنتين بفضل نتائجنا الممتازة ، سيكون لنا الفضل في تجسير الهوّة لأنديتنا نحو حصد اللقبين الكبيرين إبتداءاً من النسخة الحالية بإذن الله نعالى ، فالهلال الكبير لا يعرف إلاّ المواعيد ، ولا يعشق خلاف التحديات الكُبرى!.
وليكن إحترامنا ــ لاخوفنا ــ للتطواني هو عنواننا و(ديباجتنا) للفوز عليه ، فهو بالتأكيد لم يحلُّ بين ظهرانينا للسياحة والتنزه و(الإستحمام) بأشعة شمس وطننا الإستوائية بغرض إكتساب (السُمرة)! ، وهو لم يأتْ لأرضنا لإكتشاف المزيد من آثار وأهرامات التي شيّدتها وبنتها سواعد أجدادنا بعانخي وتهراقا ملوك أفريقيا في ذاك الزمان ، لقد حضر إلينا التطواني وهو معبأ و(مُستّف) بمفردة واحدة إسمها (النصر) .. فهو على يقين تام بإمّا أن يكسب أو يخسر ليجلس علي رصيف الفرجة متحسراً على ضياع فرصة الظفر باللقب الأفريقي والتي قد لا تتكرر له قريباً ، لذا فليكن إحترامنا له هو السائد والقائم حتى آخر ثانية من دقائق المعركة التسعين ، ولو نزل لاعبونا وأوردتهم وشرايينهم مُحقّنة بجرعة التعالي والغرور النابعين من نتائجهم الإيجابية في جولات المراحل الأولى الثلاثة ، فإن الهزيمة لا محالة في إنتظارهم وإنتظارنا! ، ومن هنا ندق ناقوس الخطر مُنبهين ومُحذرين من سيناريو قد نتابع مشاهده وحتى لا نعيش كابوساً أسوأ من كابوس مازيمبي الذي ما زالت آثاره باقية فينا منذ 2009م!.
وعلى المدرب المحترم السيد نبيل الكوكي وضع خطة متوازنة لا هجومية بحتّة ، ولا دفاعية توردنا موارد التهلكة والهزيمة ، وطبعاً (الخبير) الكوكي لا يحتاج لنصح وإرشاد منّي أو من غيري ، لكن أقول له ذلك من باب النصيحة ومن نفاج: (نصف رأيك عند أخيك) ، والمتوقع والمُنتظر من الفريق التطواني مباغتة الهلال بهجمات متتالية وسريعة على مرمى حارسه الأمين مكسيم لغرس بذرة عدم الثقة في دواخل الأقمار ، ولتشتيت أفكارهم ونسف جرعة التكتيك والتكنيك الموضوعة بواسطة الكوكي ، وقطعاً ستمتد آثار ما يدور في الملعب للمدرجات بهدف تحييدها بفرض الصمت عليها في لحظة إعتقال المفاجأة لحناجرها الثورية ، وإذا نجح الخصم المغربي في تكتيكه الهادف لفصل اللاعبين عن الجمهور فإن خروجه بنتيجة إيجابية بالفوز أو التعادل ستكونان هما المُرجحتان ، والمؤمن ــ كما قيل ــ لا يُلدغ من جُحر مرتين ، والهلال المؤمن تعرض في سابق السنوات للدغ أكثر ومن داخل جحور متعددة ، وليحذر اليوم من جحر ولدغة التطواني.
إن صدارة المجموعة الأولى ينبغي أن تكون الهدف والغاية للهلال ، والمحافظة عليها لن تتم إلاّ عن طريق الفوز على المنافس المغربي ، والمثل يقول أن منْ لا يأكل بيديه لن يشبع ولو أطعموه فيلاً! ، وعلى الأزرق أن يأكل من مائدة التطواني بتأنٍ وهدوءٍ وتروٍ ، وليمضغ وجبته على (مهله) وجيداً حتى يسهل له هضمها في خاتمة المطاف وحتى نخرج نحن مستمتعين بما تناول من طعام مغربي حلو وشهي أطعمته وأشبعته بها يديه لا يدا غيره! ، ومقومات النصر لا تخرج عن التشكيلة المثالية والسليمة والمدروسة والمختارة بعناية وعلى نارٍ هادئة وبعد تحميص وتدقيق ، فإختيارها ــ أي التشكيلة الزرقاء ــ ينبغي أن تتم وفقاً لشخوص الخصم وطريقة لعب كل فرد فيهم والخصائص لتي يتمتعون بها كمجموعة أو يتمتع بها الفرد ، وعلى ضوئها يأتي إختيار عناصر الفرقة الزرقاء الكفيلة بتعطيل (طاقة) الخصم ونسف حيويته ودينمكيته وقدراته الذهنية والبدنية ، وأبجديات النصر تُشير إلي أن تأمين الشِباك والمُحافظة على عذريتها ونظافتها هوما يُشغل بال أكبر وأمهر وأكفأ مدربي اللعبة في العالم حتى لو كانوا يلعبون على أرضهم وعلى مرأى أعين جماهيرهم ، كما ينبغي على الكوكي في الجزئية تنبيه الحارس مكسيم للتعامل بيقظة وبجدية مع الكُرات المُرسلة إليه من خارج المنطقة الُمُحرمة حتى لا يقع في المحظور ويركب الهلال (الحنطور)!.
اللهم أسألك في هذه الجمعة المباركة والسعيدة والطيبة أن تنصر هلال الملايين الغبش ، اللهم أفرحنا وأشرح نفوسنا وجمّل دواخلنا بالسعادة بنصر غالٍ وعزيز على التطواني .. اللهم آمين يا رب العالمين.
فجر أخير
بحضرة جلالك يطيب الجلوس ، مُهذّب أمامك يكون الكلام .. لأنك مُحنّكْ عميق الدروس ، مُجيد المهابة ومديد القوام .. شبابك تشابك ، شديد الزحام .. أراهم ورهُم غبار الحياة ، مداين تعاين كأُم العروس ، تهلل ، تكلل جبين الإمام .. رزازاً يبلل أغاني الخليل ، أخاف الطريق .. اللي ما يودي ليك ، وأعاف الصديق .. اللي ما يهِم بيك ، معاك (إنتصاري) ولو بالكفاف!!.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019