هل ظلمت المفوضية شداد؟
اتيح الفرصة اليوم للمقال الذي استقبله بريدي الالكتروني امس من المهندس صالح حسين ابو القاسم المقيم بمدينة تبوك بالمملكة العربية السعودية والذي اجتهد فيه كثيرا لتفسير المادة 16\3 من قانون هيئات الشباب والرياضة لسنة 2003 من ناحية لغوية , ثم محاولته اثبات ان الدكتور شداد قد حرم من حق اصيل لترشيح نفسه لفترة ثالثة في الانتخابات التي ستجرى اليوم حسب نص المادة .
وعلى الرغم من اختلافي مع ما جاء في مقال الاخ المهندس صالح, وقناعتي بان (المشرع) عندما وضع هذه المادة كان يقصد ان يتم السماح للذين يتولون مناصب في اتحادات خارجية في الوقت الحالي بالترشح في مناصبهم لاكثر من دورتين متتاليتين محليا , ولم يكن يقصد من تولوا هذه المناصب في فترات سابقة , وان الجدل الحاصل كان بسبب ضعف الصياغة , لكنني حرصت على نشر هذه المقال للتاكيد على ان هذه المساحة هي واحة لتنوع وتناقح الاراء ومنبرا لكل من يرغب في ايصال وجهة نظره التي ليس بالضرورة ان تكون متطابقة مع وجهة نظر كاتب هذه الزاوية , واشكر المهندس صالح الذي وضع ثقته فينا وخصنا بهذا المقال .
الاخ ابراهيم عوض
تحية طيبة ,,,
في مايتعلق بإنتخابات الإتحاد العام التى ستجرى وقائعها اليوم نرجو أن ندعو أولا بالتوفيق للأستاذ صلاح أحمد إدريس بالرغم من أن الهلال فى أمس الحوجة لوجوده بإدارة الهلال , إلا أننا كما تعلم أخى إبراهيم فى الهلال دوما نقدم الوطن على الهلال .
أما فى مايتعلق بالجدل الدائر حول المادة 16/3 من قانون هيئة الشباب والرياضة لعام 2003م والتى تقرأ كالتالى ( تكون دورة العمل لعضوية مجالس إدارات هيئات الشباب والرياضة دورتين متتاليتين كحد أقصى فى الهيئة الواحدة والمنصب الواحد وأى عضو يحقق منصبا قاريا أو دوليا تعتمده الوزارة يمنح الحق فى الترشح مرة أخرى) وماتبع ذلك من قرار نتج عنه قبول طعن رئيس إتحاد الكاملين فى أهلية دكتور شداد للترشح لمنصب رئيس الإتحاد , أن نشير إلى أن الإستناد على كلمة "يحقق" الواردة ضمن المادة المشار اليها على أنها فعل مضارع يقصد منه الحاضر والمستقبل كما روجت لذلك بعض الصحف الصفراء هو إستناد ضعيف ليس له مايبرره . وهو محاولة لحصر دلالات اللغة العربية الواسعة والممتدة في إطار ضيق لايتناسب أصلا مع لغة البلاغة والبيان .
صحيح أن المضارع يخاطب الحاضر والمستقبل , إلا أنه يستخدم في كثير من الأحيان للدلالة على الماضي سواء أن كان ذلك على مستوى إستخدامنا اليومي للفعل المضارع أو ان كان ذلك على مستوى قواعد النحو والصرف التى أشار لها أهل اللغة العربية : ودعونا نستشهد أولا بما يجرى حولنا على أرض الواقع من إستخدامات للفعل المضارع يقصد منها الإشارة للزمن الماضي , و من ثم نستشهد لاحقا برأى أهل اللغة العربية فى مسإلة إستخدام الفعل المضارع للدلالة على الزمن الماضي:
ففي الحالة الأولى أرجو أن أحيل القارئ لمطالعة عناوين الصحف الصادرة صباح امس (الأحد) ومنها على سبيل المثال: عناوين إحدى الصحف الرياضية الصفراء التى ورد على صدر صفحتها الأولى :
- لجنة الإنتخابات تقصى شداد ( نلاحظ أن الإقصاء كان منذ يوم السبت وليس اليوم , كما وليس سيكون غدا).
- رئيس الإتحاد العام يلوّح بتجميد نشاط السودان (التلويح كان أمس ضمن المؤتمر الصحفي).
- سادومبا يعود ويشارك فى تدريبات الهلال (عاد البطاح أمس وشارك بتمرين الأمس أيضا).
سؤال: ماذا كتبت كل الصحف المحلية أو العالمية فى الأيام التالية بعد أن حققت إسبانيا كأس العالم: ألم تكتب مايلي: إسبانيا تحقق كأس العالم للمرة الأولي (إستخدمت كلمة تحقق ذاتها وليس سواها).
أما في مايتعلق بموقف اللغة العربية من إستخدام الفعل المضارع ليعبر عن الزمن الماضى وبالرغم من عدم إختصاصنا في الموضوع فإن ذلك لايمنع أن نشير إلى بعض ماورد من أهل اللغة قديما وحديثا وإتفاقهم على أن الفعل المضارع مثلما يستخدم للتعبير عن الزمن الحاضر والزمن المستقبلي فإنه كذلك يستخدم للدلالة على الزمن الماضي فى العديد من الحالات.
وقد وردت الشواهد على ذلك سواء أن كان ذلك على مستوى القرآن العظيم أو على مستوى الشعر , ومن ذلك خطاب القرآن لبني إسرائيل فى سورة البقرة الآيه 91 : ]فلِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل[ , فبالرغم من أن قتل الأنبياء حدث في الزمن الماضى إلا أن التعبير عنه تم بصيغة المضارع , والهدف من ذلك كما يشير بعض المفسرين هو إستحضار الحدث وجعله ماثلا أمام أعيننا لأهميته حتى نتخيل الحدث وكأنه شاخص ومُشاهد أمامنا.
وبين هذه وتلك وفى إطار الطرح السالف وبعيدا عن قوانين الفيفا التى لاتعترف أصلا بقوانين مخالفة لتشريعاتها نعتقد أن إبعاد الدكتور كمال شداد بواسطة المفوضية لم يكن قرارا موفقا خاصة أن الدكتور ثبت أنه حاصل على موقع إعتمدته الوزارة , ونعتقد أن إعتماد المفوضية على النظام الأساسي كما أشار لذلك بعض العارفين ببواطن الإمور مثل الخبير الأستاذ شمس المعارف هو الحل الأمثل لتجاوز هذه المعضلة.