في تصريح له عكسته الزميلة (قوون) ، طلب المدرب المحترم السيد نبيل الكوكي إعلام وجماهير الهلال بالكتابة عن الكيان لا تضخيم وتمجيد الأفراد ، والكوكي بكلامه الواقعي والمنطقي لامس أُس المشكلة والداء المُستشري في الجسد الأزرق والذي تمدد وتعملق وإستطال لدرجة أن صار فيها الأفراد ــ خاصة أصحاب الثروة ورؤوس الأموال ــ أعلى وأرفع من مكانة ومقام الهلال الكيان ، بل أن بعض المطبلاتية وحملة البخور لم يجدوا ادنى حياء ولا حرج في نسب هلال الحركة الوطنية لفرد واحد كما فعل (إعلام نادي آخر) بحق كيانهم وتسجيله كـ(إبن شرعي) لرأسمالي بات عندهم أعلى رمزاً وأكثر قيمةً من ناديهم العريق!.
والمحترم جداً نبيل الكوكي القادم إلينا من دولة ومن صُلب مجتمع قائم على ثقافة تختلف عن ثقافتنا ، بالقطع لم يدلْ بهذا التصريح إعتباطاً أو عن فراغ ، بقدر ما (أوجعه) و(آلمه) ما يدور في الساحة الزرقاء (الشعبية) وسوق أو (مول الإعلام) الباحث عن التبضّع بالكارت (المشحون) من لدن خزائن السادة الأفراد أصحاب رأس المال ، والكوكي محق تماماً في كل ما ذهب إليه طالما هناك صحيفة يمكن أن (تسقط ترويستها) وتتنساها وتتجاهلها لكنها لا ولن تستطيع نسيان وتجاهل إبراز إسم رئيس الهلال في معظم مانشيتاتها ولو في (الفارغة والمقدودة!) ، وما ينطبق على هذه الصحيفة المؤيدة والمُساندة ينطبق على نظيراتها من الصحف المعارضة الأخرى المملوكة لرأسمالية كل همها وهواجسها أن لا يحوز الهلال على البطولة الأفريقية و(أسيادها) بعيدون عن دست الحكم الأزرق! ، ولعل المدير الفني للهلال أراد أن يوصل بتصريحه الخطير هذا المآلات السالبة والنتائج الكارثية التي في إنتطار (الكيان) إن إستمر المطبلاتية وضاربي الدفوف في نهجهم (لإنفرادي) الحالي الذي لا يقذف بكُراته في مرمى مجتمع الهلال وإنما في (قونهم) هم حُرّاس الأفراد!.

وجميعنا تابع في الفترة الزمنية القليلة الماضية الهجوم البشع الذي تعرض له بعض لاعبي الفريق (القُدامى) من أقلام مُساندة وداعمة للمجلس لمجرد إخفاقهم في عدد من المباريات وإتهامهم بتنفيذ أجندة المعارضة ودمغهم بإتهام التواطؤ و(التخابر) مع قائدها! ، وكان طبيعياً أن تتأثّر نفسيات اللاعبين (المُستهدفين) من جراء الكتابات القميئة والقبيحة ، وكان طبيعياً وبديهياً ظهورهم بمستوى فني متدني ومتراجع عن مستوياتهم المعروفة والمعهودة ، أما أقلام المعارضة فقد نزلت بثقلها في قلب المعركة وأخذت تسخر وتستهزئ باللاعبين الوطنيين والأجانب الجدد الذين تم التعاقد معهم بواسطة الرئيس الحالي والذين تم تسجيلهم في خانات لاعبين سجلتهم المجالس السابقة والمعارضة حالياً ، هذا الوضع البشع والشنيع جعل من لاعبي الفريق يعيشون بين مطرقة الأقلام المساندة للمجلس المُنطلقة من أرضية الهواجس والظنون و(عدم إستلطافها لهم) ، وبين سندان أقلام المعارضة التي تتمنى وتحلم في صحوها ومنامها ، وفي حلّها وترحالها بمغادرة الهلال للبطولة لأفريقية ولا يهمها كثيراً إن فاز بها مازيمبي الكنغولي او الإتحاد الجزائري أو المريخ الأمدرماني ، المهم والأهم عندها أن لا يفوز بلقبها الهلال والكاردينال رئيساً له!.
والسيد نبيل الكوكي صاحب الخبرة الكروية لاعباً ثم مدرباً داخل وطنه تونس وفي بعض دول القارة السمراء ما كان له أن يخرج من دواخله هذا الهواء الساخن لولا شعوره وإحساسه بخطورة القادم الذي ينتظر الفريق في (منعطف) الطريق الأفريقي والذي ربما قاد للهاوية السحيقة التي لا غرار ولا نهاية لها ، والتي قد لا يجد ما يفعله الأهلة حيالها خلاف تثبيت (شاهد) بعبارات قليلة ومختصرة تقول: (هنا سقط كيان إسمه الهلال بأيادي أبنائه لا غيرهم!) ، وأعتقد أن الكوكي قصد بكلماته التحذيرية هذه مخاطبة الغالبية العُظمى من جماهير النادي التي لم تُبايع أحداً بعد سيدنا رسول الله صلّ الله عليه وسلم لتتقدّم الصفوف وتُعيد هؤلاء الأرزقية للصفوف الخلفية حتى يُمضي فريقها لآخر مدى من مشوار البطولة الحُلم والمنى ، وهنا سيكون لسان حال الجماهير المُستقِلة ــ لا المُستغلّة ــ كما حال لسان الراحلين المقيمين محمد الحسن سالم حميد ومصطفى سيد أحمد عندما رددا وفي (ثورية) لم ولن تنطفئ نارها: (الأرزقية وناسو مو يا .. نسفيها كأس أسقتنا يا .. نوريها كيف عشق الحياة .. سنانا فوق حجر القصاص .. سوّانا ناس ضرب البحر جوانا أحرّ من الرصاص!) ، وكما قلت في هذه الزاوية من عدد صحيفة الأمس أن فريق الكرة الأزرق تجاوز الخطوة الأسهل وتبقت في إنتظاره المرحلة الأصعب والأشرس ، والتي تتطلّبْ من كل هلالي مخلص تطبيق مقولة: (لن تسير وحدك يا هلال) بإنزالها على أرض الواقع ولتكن أول محاولات تطبيقها بوضع حد لـ(العاقين) من أبناء الكيان الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق مصالح نادي يرفع شعار: (الله ــ الوطن ــ الهلال) ، ورسالة المحترم نبيل الكوكي مفادها المختصر والمفيد تتمثّل في دعوة المخلصين من الأهلة ــ وهم بالطبع والقطع يمثلون الأغلبية ــ للتوحد والتماسك والتآزر خلف الفريق لا الإصطفاف خلف زيد أو عبيد من الأفراد ، ويا ليت تجد صرخة نبيل الكوكي (لنبيلة) الإهتمام اللازم من قبل خيار الأهلة بدلاً من أن تتبدد سُدى وتذهب هباءاُ في فراغات وادي الصمت العريض والكبير!.
شكراً جزيلاً ونبيلاً للسيد نبيل الكوكي على كلماته النبيلة والجميلة والتي لا تصدر إلاّ من دواخل شخص يعلم ويدرك جيداً أن البطولات والأمجاد لن تتحقق ولا تتأتى إلاّ بالوقوف خلف الكيانات لا الإصطفاف خلف الأفراد من باقي العِباد .. وإذا أراد الأهلة الدخول لساحة الإنجازات فما عليهم سوى حمل كلمات الكوكي محمل الجد وليجعلوها مفتاحاً يفتح أبوابها التي إستعصّت عليهم في سابق البطولات والتي بعضها كانت اقرب إليهم من حبل الوريد لولا تدخل أيادي بعض العابثين من أبناء الكيان العاقين .. أيها الأهلة قوموا إلي هلالكم يرحمكم ويرحمنا الله.
فجر أخير
وجهان من كل وجوه الناس .. قد إقتسم حتى ثيابي وأنا (الشعب السيِّد) الوارث والميراث .. إغتالو (جنيهي) وإنحسرت وجباتي .. مثل الماء من البئر وتمّ بمر الدولة تطبيع جروحي ومماتي .. أطفالي السبعة جوعى ، ومعاشي لا يكفي إيجار البيت دعك عن الأحلام مثل اللحمة ورطل الزيت ، تنوب التُخمة عن جوعِي في توقيع الأوراق!!.