الأرباب لم يحسبها صاح

استقالة الرئيس المحبوب صلاح أحمد إدريس من رئاسة نادينا العتيد من أجل التفرغ لرئاسة الاتحاد العام أو العمل كنائب للرئيس هي في تقديري مغامرة غير مأمونة الجوانب وليس من العدل في شئ أن يترجل الوجيه صلاح أحمد إدريس من قمة الهرم الهلالي لكي يناطح شداد أو غيره في رئاسة الاتحاد العام أو معتصم جعفر لمنصب نائب الرئيس ففي كلا الحالتين المغامرة غير مأمونة الجوانب لعدة أسباب لعل أهمها وأكثرها أهمية هو أن الأرباب لم يكن ((فري)) خالي شغل أو بلا أعباء بل هو كان وحتى قبل كتابة خطاب الاستقالة الذي سلمه لنائبه عبد الملك الطاش كان يتقلد رئاسة اكبر نادي في البلد وهو هلال الملاين ورئاسة الهلال الأعظم لاتقل وبأي حال من الأحوال عن رئاسة الاتحاد السوداني أو الاتحاد الأفريقي لأن رئيس الهلال يمثل شعب وآمة بكاملها أليس رئيس الهلال هو رئيس لثلاثة أرباع الشعب السوداني وأليس كرسي رئاسة الهلال يعطي الزخم الأدبي والمعنوي والجماهيري أكثر من ذلك الزخم المعنوي والأدبي والجماهيري الذي تفرزه رئاسة الاتحاد العام هذه واحدة والثانية والتي لاتقل أهمية عن سابقتها فهي تعنى بمغامرة الوجيه صلاح إدريس في الدخول في أتون هذه المعركة التي أعتبرها خاسرة بكل المقاييس فمن يقفون في وجه الرئيس المثالي صلاح إدريس يقفون في أرضية صلبة ويدركون جيدا وبخبرة السنوات الطوال التي سلخوها في خدمة هذا الاتحاد بأن كل الاتحادات الولائية تقف معهم وتناصرهم وأنهم لن يتزحزحوا قيد أنملة عن وضع أصواتهم في سلة الرئيس شداد وساعده الأيمن الدكتور معتصم جعفر صاحب اللونية المتفردة في العشق العرضاوي الجنوبي إذن فأن رئيسنا المحبوب لم يحسبها صاح وهو يخوض معركة خاسرة سيخرج منها بثوب بالي قد ينقص كثيرا من أسهمه عندما تعلن النتائج الأخيرة للانتخابات ويتصدر النجمين الكبيرين دكتور كمال حامد شداد ورفيق دربه دكتور معتصم جعفر قائمة الانتخابات ويحوزان على معظم أصوات الناخبين من ممثلي الاتحادات وكتل التحكيم والمدربين واللاعبين القدامى وغيرهم من الكتل التي تكون أجندة الجمعية العمومية وساعتها سيكون شكل رئيسنا المحبوب محزنا وغير مقبولا بعد أن يكون قد خسر كل شئ رئاسة الاتحاد العام أو منصب نائب الرئيس وفي نفس الوقت خسارته لرئاسة الهلال الأعظم بعد ان ترجل طائعا مختارا وبمحض أرادته في خطوة نعتبرها كأهلة خلصاء خطوة غير محسوبة ومتسارعة وتمت على عجل وبلا دراسة أو تمحيص بل هي قد تمت نكاية في عمر وزيد من الناس والخاسر الوحيد من هذه الخطوة الارتجالية هو هلال الملاين الذي سيكون قد فقد قائد همام ورجل دولة من الطراز النادر فلماذا كل هذا أبو أحمد ؟ وماذا سيضيف لك منصب رئيس الاتحاد السوداني أو منصب نائب الرئيس وأنت في الأصل رئيس لعموم أهل السودان الذين يدينون جميعهم بالولاء والاصطفاء لهلال الملاين إذا أستثنيناء العشرة في المائة من الهلالاب الزعلانين ولك أخي أبا أحمد أن تتخيل شكلنا كهلاليين وأنت تسقط في اختبارات الاتحاد العام وتخرج من مولد الترشيحات صفر اليدين . قطعا سيكون شكلنا يدعو إلى الرثاء والحسرة وفقر ألفاه دهشة واستغرابا!!؟

في ... كلمات

ـــ فوز الطريفي الصديق والمحامي القانوني الضليع مجدي شمس الدين بمنصبي نائب الرئيس والأمين العام بالتزكية للدورة الجديدة للاتحاد العام إن دلت على شئ فإنما تدل على مدى الوعي الكبير الذي وصل اليه بعض الناخبين في بلادنا الحبيبة فالعقلاء يدركون أن أي من يترشح في مواجهة هذين الرقمين سيكون خاسر لا محالة ومن هنا جاءت التزكية لهذين الرقمين دون منافسة من أي طرف من الأطراف وحقيقة فأنهما أي الطريفي ومجدي رقمين كبيرين من الصعب الوقوف في طريقهما في معمعة الترشيحات لأن الخسارة واردة لأي طرف يقف في قبالتهما ألف مبروك التزكية وهي لم تأتي من فراغ بل نتاج جهد وفكر وعمل احترافي متصل منذ عدة سنوات خلت "

ـــ لقاء المريخ الجريح مساء اليوم أمام فريق كابس يونايتد قد يكون فرصة لتضميد الجراح والعودة إلى الانتصارات على حساب هذا الفريق الذي لن يكون صيدا سهلا بأي حال من الأحوال وإذا أراد لاعبي المريخ تكرار أنجاز الهلال بالخماسية الشهيرة فنوصيهم بالروح القتالية واحترام الخصم واللعب بروح المريخ وكما قال الأستاذ علم الدين هاشم وهو مصنف من بين أفضل ثلاثة صحافيين متزنين بين كتاب المريخ فأن لاعبي المريخ كانوا يتميزون بالروح القتالية وعندما فقدوها فقدوا معها كل الجماليات التي اشتروا بها وهم مطالبين في لقاء الليلة بعودة الروح وحب الشعار ونكران الذات ونحن نرى أن فوز المريخ على كابس يونايتد لن يقل عن ثلاثة أهداف مقابل كم الله وحده اعلم في ظل التواضع الذي نراه في خطوط المريخ الخلفية وحراسته الواهنة التي لاتبعث الاطمئنان في النفوس ومهما يكن من أمر فأن التجربة ستكون مفيدة للجهاز الفني بالمريخ أكثر من تلك التجربة التي جرت أمام جيش النيجر بسبب عدم احترامهم لذلك الفريق حتى حلت الكارثة بديار بني أحمر"

ـــ الحبيب مزمل أبو القاسم خرجت زاويته اليومية ((كبد الحقيقة)) يوم أمس وتحدث من خلالها باسهاب عن تواضع فتية المريخ في لقاء جيش النيجر وبات يعالج كل أوجه القصور والسلبيات التي اعترت صفوف الفتية في ذلك اللقاء ولم يشير من قريب أو من بعيد من خلال زاويته المقروءة للفوز الهلالي الذي أسعد كل سوداني يخفق قلبه بحب التراب باستثناء الأخ مزمل لماذا يارجل فالفوز كان للسودان وليس لهلال الملاين . أرجو أن لايكون ذلك أمرا مقصودا بل أتمنى ان يكون ذلك قد تم عن طريق النسيان وليس التعمد والتهميش لأن ذلك لايشبهك يااستاذ مزمل فأنت ورغم كل شئ رجل وطني ومستشار في مكتب الوزير حاج سوار وعليه ينبغي ان تتحلى منذ الآن بالحيادية وتلبس ثوب القومية الفضفاض بعيدا عن العنصرية والتعنصر أليس كذلك ياصديقي ؟

ـــ فوز الأمريكية السوداء النجمة العالمية في لعبة التنس الأرضي سيرينا ويليامز بصدارة التصنيف من قبل الاتحاد الدولي للعبة بعد تربعها على عرش التنس في بطولة ويمبلدون هذا العام مسجلة رصيد قدره 8475 نقطة فيما احتلت الصربية يلينا يانكوفيتش برصيد 5900 نقطة. هذا الفوز لم يأتي اعتباطا بل أنه قد جاء بالجهد والعرق والكفاح المستميت فهذه البطلة العالمية استطاعت أن تضع أسمها وأسم بلادها في أعلى مراتب التصنيف في هذه اللعبة الأرستقراطية الأنيقة ولعل كل من شاهد هذه النجمة السمراء وهي تمسك بالمضرب وتقدم صنوف المتعة والإبداع من مباراة إلى أخرى وتتفوق على كل رصيفاتها من البطلات العالميات لم يستغرب أن تتصدر صدارة التصنيف العالمي بين كل نجمات التنس في العالم ترى كم نحتاج من الزمن حتى تصل واحدة من بنات جلدتنا من السودانيات إلى صدارة التصنيف العالمي في هذه اللعبة الأرستقراطية الجذابة؟

ــــ سقوط فريق الإسماعيلي المصري أمام ضيفه فريق شبيبة القبائل الجزائري في عقر داره وأمام جماهيره في محافظة الإسماعيلية بهدف باللكلام لم يكن غريبا علينا ففريق الإسماعيلي الذي أسقط الهلال رايح جاي لم يكن مقنعا ولم يكن يستحق أن يتأهل على حساب الهلال بسبب الأخطاء التي وقع فيها طيب الذكر كامبوس ونحن لازلنا نذكر شوط المباراة الأول في الإسماعيلية والذي أنهيناه بهدف السبق قبل أن يحدث الانهيار العظيم في شوط اللعب الثاني والذي تجرعنا فيه هزيمة مفاجئة لم تدر حتى بخلد الأسماعيلين وهاهو الفريق الأصفر المصري ينكشف على مصراعيه أمام شبيبة القبائل وفين في مصر وليس في أرض المليون شهيد. كم أنت تعيس الحظ ياهلال في مشاويرك الأفريقية ونستطيع أن نقول بأن فريق الإسماعيلي سيلعب باقي مبارياته في المجموعة الثانية للدور ربع النهائي في مسابقة دوري أبطال آسيا لأداء الواجب فقط فلا أظن أن من يسقط في أرضه سيكون قادرا على أن يفعل شيئا خارجها:

ـــ أخونا وصديقنا الصدوق عمر حامد المجذوب المريخي المتزن كتب حديثا رائعا حول الوضع الفني والتدريبي بنادي المريخ وتسأل في برأه شديدة وقال هل لايزال كاربوني مدرب للمريخ؟ ونادى بضرورة تسريحه وإخلاء طرفه وإسناد المهمة لأحد أبناء المريخ ورشح الكابتن الحمش جمال أبو عنجة كمدرب عام وفي تقديري أنه محق في ترشيحه هذا حيث أن جمال أبو عنجة يعتبر هو المدرب الأنسب لأنه فاهم لمتطلبات وظيفته وعارف لحدود واجباته ولديه الحس التدريبي الفني المتقدم بجانب شجاعته وقوة شخصيته ورفضه لأي تدخلات إدارية. ولكن ياصديقي المجذوب من سيقنع جمال الوالي بابن الوطن الذي بات لا كرامة له في وطنه هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح وأجابته لن تكون إلا في معية الرئيس جمال الوالي وأخوته رؤساء الأندية الأخرى لكي يقدموا على الخطوة الجريئة بطرد الغريب وتسليم زمام الأمور لأبن الوطن حتى نعطي العيش لخبازيه "

ـــ الإعلان عن عقوبة النجم محمد علي سفاري قبل المباراة بــ 24 ساعة كان قاصمة الظهر لفريق المريخ قبل الدخول لملعب المباراة ولو كان هنالك إداري ضليع ومخضرم في المريخ لما أقدم المجلس على إعلان تلك العقوبة في ذلك الوقت الحرج الذي ترك تأثيره على شكل الفريق بوجه عام "

ـــ لقاء الهلال وكابس يونايتد الأخير أظهر القدرات المهولة للنجم مدثر كاريكا في الانطلاق والانفلات من المهاجمين والمشاكسة في الأداء وقد برهن كاريكا بأنه يختزن في جعبته الكثير من المهارات التي لم تتفجر بعد ويقيني بأنه سيكون قادرا على أن يقول كلمته في دوري هذا الموسم متى ماحافظ على مستواه المتطور الذي أذهل به كل المراقبين "

فاصلة .... أخيرة

النجم المسرحي والشاعر المرهف والقاص المتمكن والناقد الحصيف الأستاذ هاشم صديق قال في حواره بقناة النيل الأزرق يوم أمس الأول بأن الشعراء أنواع فليس كل مايكتب شعرا أو مفردة يمكن أن يطلق عليه كلمة شاعر فهنالك شاعر فحل وهنالك شاعر غنائي وشتان بين شعر الفحولة والشعر الغنائي . النجم المبدع هاشم صديق أعترف وعلى رؤوس الأشهاد بأنه ومنذ ملحمة أكتوبر التي غناها رهط من الفنانين بينهم الفنانة الأنيقة أم بلينة السنوسي والراحل خليل اسماعيل وبهاء الدين أبو شله وعثمان مصطفى بقيادة أمير الأنشودة الوطنية الأستاذ محمد الأمين حيث أعترف الشاعر المرهف بأنه ومنذ ميلاد تلك الأنشودة لم يتقاضى أي مليم من أي فنان نظير أي عمل شعري قدمه لأخوته الفنانين والأجر الوحيد الذي تقاضاه كان 50 جنيها من أخيه النقيب عبد القادر سالم الذي أصر وألح إلحاحا على تسلم تلك الحفنة من الجنيهات. تصوروا أحبتي شاعر في قامة المبدع هاشم صديق يهدي معظم الدرر التي صاغها شعرا بالمجان لكل المغنواتية الذين باتوا ملء السمع والبصر بشعر الأستاذ هاشم صديق . أكثر ما احزنني في تلك الحلقة هي تأكيده على أن الخلاف بينه وبين أخوته أبو عركي البخيت ومحمد الأمين لايزال قائما وإشارته إلى أنه لن يقدم التنازلات في كل مرة مما يدل على أنه قد تحمل الكثير في هذا المنحى "