احذروا القرارات الانفعالية !
الظروف التى تحيط بالمريخ بعد النتيجة المتواضعة والاداء الضعيف امام الفريق المغمور جيش النيجر ستجعل اى قرار يصدره مجلس ادارة نادى المريخ فى اجتماعه المزمع عقده اليوم باقالة المدرب كاربونى وزملائه فى الجهازين الفنى والادارى مبررا ومقبولا على الاقل بالنسبة للجماهير التى عبرت عن غضبها ضد المدرب واللاعبين على مرأى ومسمع كل من كان بالاستاد من اعضاء مجلس الادارة والاعلام ,, فالمدرب بالتأكيد لم يترك لمناصريه مساحة يمكن من خلالها ان يدافعوا بها عنه مثلما حدث فى مباريات سابقة فى دورى الابطال وكذلك عقب الهزيمة من الهلال فى ختام الدورة الاولى من الدورى الممتاز ,, فالقاعدة الثابتة التى تتعامل بها كل مجالس ادارات الاندية الكبيرة والصغيرة فى الوطن العربي هى دائما البحث عن شماعة تعلق عليها الهزائم وخيبات الامل التى تتعرض لها انديتهم لاسيما الاندية الجماهيرية الكبيرة مثل المريخ والتى دائما مايكون سقف طموحاتها اكبر من الالقاب المحلية ,,ولكن رغم ذلك ندعو مجلس الادارة للتروى والتأنى قليلا وعدم الاستعجال فى اتخاذ مثل هذا القرار الذى قد يكون انفعاليا لمجرد امتصاص غضب الجماهير وكذلك الذين درجوا منذ فترة على تحريض المجلس لاتخاذ مثل هذا القرار ونذكر هنا بما حدث عقب الهزيمة من الهلال التى لولا تصريحات جمال الوالى التى جدد فيها الثقة فى المدرب ومعاونيه لرحل كاربونى منذ اكثر من شهر !! فقبل القفز نحو اصدار قرار الاقالة لابد ان يركز مجلس الادارة على دراسة الاسباب التى جعلت المريخ بهذا السوء والتواضع الذى بلغ قمته امام جيش النيجر ومن قبله امام الخرطوم فى المباراة التجريبية الاخيرة التى كشفت عن ملامح التشكيلة التى ادى بها المريخ مباراته الافريقية ,, ولا اظن ان مثل هذه الاسباب خافية عن القائمين على امر المريخ وكذلك اعلامه الذى ظل الغالبية منهم منذ فترة طويلة يمدحون ويثنون على كاربونى وصبره على ظروف النقص التى تعرض لها المريخ من اصابات وايقاف ومن قبل ذلك رحيل مهاجمه الاول ايداهور وهى ظروف اجمعوا على شدتها وانها كافية على اسقاط اى نادى من الدورى الممتاز ولكن رغم ذلك استطاع كاربونى ان يتكيف مع هذه الظروف ويعمل على تجاوزها بسد كل الثغرات التى نتجت عن النقص العددى بتوليف لاعبين فى غير مراكزهم الاساسية مثلما فعل امام الترجى وكذلك فى الدورى الممتاز ,, صحيح ان كاربونى لم يوفق فى عدد من المباريات بسبب اصراره على تطبيق سياسة الاحلال والابدال وعدم الثبات على تشكيلة واحدة منذ تعاقده مع المريخ وحتى الان وهى ربما تكون واحدة من اكبر المآخذ عليه والتى اضطرت مجلس الادارة فى اكثر من مرة لمناقشته ومساءلته حولها ,, ولكن اختزال ازمة الفريق فى التدريب فقط هو بالتأكيد تحليل خاطيء وقاصر بل سيعمق من جذور الازمة ويعيد المريخ الى ماحدث له فى الموسم الماضى الذى تمت فيه اقالة اربعة مدربين وكانت المحصلة النهائية صفر كبير بخسارة لقب الدورى وكذلك لقب كاس السودان والخروج من البطولة الافريقية من الباب الواسع !! فاى مدرب بديل يخلف كاربونى لن يكون باستطاعته بين يوم وليله ان يعالج الاخطاء الدفاعية الساذجة او يعالج سوء الطالع الذى يلازم المهاجمين امام المرمي ويدفعهم الى اهدار عشرات الفرص فى شوط واحد مثلما حدث امام جيش النيجر كما لن يكون فى استطاعته ان يتحول الى معالج نفسي اذا كانوا بالفعل يعانون من اضطرابات نفسية اثناء المباريات رغم انى اشك فى ان يكون هناك لاعبا فى المريخ يعانى من حالة نفسية وجميعهم ينعمون بكل مالذ وطاب من اموال جمال الوالى !! ازمة المريخ ليست فى وجود كاربونى على رأس الجهاز الفنى ولكنها ازمة متشعبة لها ارتباط بجوانب القصور الاخرى فى الجهاز الادارى وضعفه امام استهتار اللاعبين وتسيبهم وعدم احترامهم لاى توجيهات صادرة من مجلس الادارة والتى كانت سببا فى فشل معسكر الاعداد الاخير فى الاسماعيليه ,, فاذا كان المجلس جادا فى علاج ازمة الفريق وتراجع مستواه الفنى عليه ان لايختزل قرارات العلاج فى اقالة كاربونى الذى يمكن الاحتفاظ به بشرط تقليص صلاحياته بتعيين مساعد وطنى يكون مقبولا لدى جماهير المريخ التى فقدت ثقتها فى كاربونى ,, ولاننسى ان المريخ لم يخرج من البطولة الافرقية حتى الان و لازال لديه الامل لعبور الجيش النيجرى والتأهل لدورى المجموعات وهذا الامل لن يتحقق بالقرارات الانفعالية لابد من التأنى وعدم الاستعجال حتى لايكرر مجلس الادارة اخطاء الموسم الماضى .
الفرق بين فوز الهلال وتعادل المريخ !
لا اعتقد بان هناك فارقا كبيرا فى مستوى فريق كابس يونايتد الذى خسر بالامس امام الهلال وجيش النيجر الذى تعادل معه المريخ سوى ان الهلال منذ البداية احترم خصمه وتعامل معه بجدية على مدار الشوطين ولم تغرى نجومه عددية الاهداف التى انهوا بها الشوط الاول بل عاد الهلال فى الشوط الثانى اكثر جدية رغم النقص العددى بحثا عن المزيد من الاهداف بعكس ماحدث فى استاد المريخ حيث ظن لاعبو المريخ بعد هدف راجى انهم قد ضمنوا الفوز مبكرا وبدأوا فى تقديم فاصل من الاستهتار والاستخفاف بالخصم الذى احسن استغلال الاخطاء الدفاعية وكاد ان يكسب النتيجة لولا خطأ مدافعه فى الوقت القاتل الذى منح التعادل للمريخ !!