الحمد الله على التعادل !
النتيجة التعادلية التى انتهت عليها مباراة المريخ والجيش النيجرى والتى تعد بمثابة الهزيمة لفريق مثل المريخ وانتصارا لم يكن يحلم به هذا الفريق المغمور الذى صدق مدربه عندما اكد انهم يريدون حسم بطاقة التأهل الى دور المجموعات من لقاء الخرطوم ,, هذه النتيجة بكل مراراتها وآلامها القاسية على النفوس اقوى دليل اثبات على فشل معسكر الاعداد الذى اختتمه الفريق قبل ايام فى مدينة الاسماعيليه والذى اكدنا عقب عودة البعثة من هناك اننا لن نتعجل الحكم عليه الا بعد مباراة المريخ والجيش حتى لانتهم بالتجنى والاجحاف فى حق اللاعبين الذين اثنى عليهم قائد المعسكر حينها السيد هاشم الزبير وقال ان انضباط اللاعبين كان عاملا مساعدا لهم فى الاشراف الادارى على المعسكر !! ,, فالانضباط ونجاح المعسكر الاعدادى اعتقد ان ملامحه كانت واضحة للعيان من خلال هذا الاداء الضعيف والاخطاء الدفاعية الساذجة والغبية واهدار الفرص التى لو سجل المريخ نصفها لنال التعاطف والتشجيع من الجماهير الوفية التى حرصت على الحضور للتشجيع والمؤازرة رغم ظروف الطبيعة التى صاحبت هذه المباراة من اعاصير وامطار ,, فلولا الخمس الدقائق التى احتسبها الحكم الجنوب افريقي كوقت مضاف فى الشوط الثانى لما استطاع المريخ ان يكسب نتيجة التعادل غير المرضية ويحفظ ماء وجهه امام جماهيره واعلامه بدلا من ان تكون الفضيحة بجلاجل اذا خسر وهو على ارضه ووسط جماهيره امام فريق اقل مايمكن وصفه بانه لاتاريخ له فى البطولات الافريقية ولم يكن فى استطاعته ان يخرج من بلاده ليشارك فى دور الترضية لولا النتيجة غير المتوقعة التى جعلته يحافظ على بقائه فى هذه البطولة على حساب نادى عريق وجماهيرى مثل النجم الساحلى !! فقد كاد ان يضيف هذا الفريق المغمور المريخ الى قائمة ضحاياه لولا الخطأ الذى ارتكبه مدافعه الذى حاول ان ابعاد الكرة عن فيصل العجب ولكنه اسكنها الشباك بالخطأ ,, هذه النتيجة والاداء المتواضع للمريخ رغم الاستحواذ شبه الكامل على مجريات المباراة طوال الشوطين هى المحصلة الطبيعية لمعسكر الاسماعيليه الذى يصعب على اى عضو فى مجلس المريخ ان يدافع عنه او يحاول ان يوجد الاعذار والمبررات للظروف التى صاحبته ,, وان كانت هناك حسنة وحيدة وميزة يمكن ان اعتبارها مؤشر نجاح لهذا المعسكر هى القرار الصحيح الذى اتخذه مجلس الادارة بابعاد اللاعب سفارى ومنعه من المشاركة مع زملائه فى مباراة الامس بحجة انه رفض الالتزام بضوابط المعسكر وتمادى فى هذا السلوك بعد العودة للخرطوم وتجاهل كل الاتصالات التى قام بها المسؤولين فى النادى لمعرف الاسباب التى دفعته لمثل هذه التصرفات ,, وهو ماسنعود اليه لاحقا ولكن نأمل فقط ان يتمسك المجلس بقراره وعدم التراجع عنه عسى ولعل ان يكون فى ذلك عظة وعبرة لبقية المستهترين بحقوق المريخ والذين لايحترمون مشاعر جماهيره وما اكثرهم فى الفترة الاخيرة من المحليين والاجانب !!
اعود للخيبة الكبيرة والنتيجة المذلة لاؤكد من جديد ان المريخ بهذا المستوى الذى شهدنا عليه بالامس ربما يحتاج الى معجزة فى مباراة الاياب حتى يستطيع ان يعبر هذا الفريق الى دور المجموعات وهذا ليس تثبيطا للاعبين الذين فشلوا فى تتويج سيطرتهم على المباراة بالامس بنتيجة تختصر عليهم الطريق ووضعوا انفسهم فى هذا الموقف الذى لايقبل القسمة على اثنين ,, فالتشكيلة التى ادى بها المريخ المباراة لاغبار عليها اذا ما وضعنا فى الاعتبار ظروف النقص التى يعانى منها المريخ لاسيما فى المقدمة الهجومية ,, فالخيارات كانت محدودة امام كاربونى الذى لايتحمل كل المسؤولية عن هذه النتيجة التى تقع على عاتق اللاعبين الذين فشلوا كما ذكرت فى استثمار السيل المنهمر من الفرص امام مرمى الفريق الضيف وزادت حجم الضغوط عليهم بعد تقدم الجيش بهدفين ثم كانت الطامة الكبرى بضياع ضربة الجزاء التى جاءت فى توقيت كانت فيه جماهير المريخ فى حاجة الى هدف يعيد المريخ الى اجواء المباراة لاسيما وانه ظل على مدار الشوطين مستحوذا على الكرة ,, فاذا كان هناك خطأ وحيد ارتكبه كاربونى فى الشوط الثانى فكان قراره غير الموفق باخراج لاسانا الذى كان يؤدى واجبه الدفاعى فى ظل الاخطاء الدفاعية الغبية من جانب كاسروكا وطارق مختار والتى قصمت فتحت الطريق امام هجوم الجيش للوصول لمرمى محمد كمال ,, فقد كانت الفرصة امام كاربونى ان يخرج سعيد السعودى او حتى عبد الحميد السعودى والاخير كان فى برج نحسه ويستحق ان ينال لقب اسوأ لاعب فى المباراة .
عموما نتيجة التعادل رغم سوءاتها ليست نهاية المطاف فالمريخ لازال امامه بصيص من الامل عليه ان يتمسك به ويعمل من خلاله لانقاذ مايمكن انقاذه فى مباراة الاياب بشرط اعادة النظر فى الاخطاء الدفاعية الكارثية .