• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024
اماسا

قصة لاعب موهوب إسمه مرتضى كبير..!

اماسا

 5  0  2845
اماسا
زووم
قد يكون مرتضى كبير في نظر الكثيرين مجرد لاعب ضمه المريخ ولم يوفق معه فغادر النادي من البوابة الخلفية، بهدوء تام دون أن تتداول أجهزة الإعلام قصته ضمن ضجيجها وجعجعتها اليومية، وقليل جداً من يعرف أن وراء هذا اللاعب قصة مثيرة عنوانها فشل إداري لا يليق بناد في حجم وسمعة المريخ، بعضهم لم يشاهده عندما كان في صفوف أهلي شندي، ولم يتابعه عندما توج نفسه نجماً من نجوم موسم 2012 فائزاً بأكبر عدد من جوائز سوداني لنجوم المباريات وهو ما أغرى المريخ للتعاقد معه لذلك تعاملوا معه بطريقة عشوائية، ولكن.. وكما أردد دائماً فإن شيئاً ما يعلق في أجواء نادي المريخ يجعل بيئته غير مرحبة بالمواهب، وترجح كفة فشل أي لاعب جديد وتقربه من جرف الفشل الهار والمغادرة أكثر من تلك العوامل المهيأة لهم للنجاح والثبات ومن ثم الإنتظام في مسيرة المريخ نحو البطولات، وقد ذكرت هذه من الأسباب التي أدت لفشل المريخ في المواسم من 2006 وحتى 2012، وهي المواسم التي كان فيها الفريق مميزاً بحق في عناصره، وجاهزاً لانتزاع العديد من البطولات لولا ذلك الشيء الذي أشرت إليه وكررت الإشارة إليه أكثر من مرة في مقالات سابقة.. ألا وهو التعامل الإداري.. وعقلية الذين يتولون دفة الفريق ويديرون شئون اللاعبين، والعقلية الإدارية العليا التي لا تقتنع حتى الآن بأن العالم المتقدم في كرة القدم عندما سن اللوائح والضوابط في التعامل مع هؤلاء اللاعبين، والأندية الكبيرة عندما وصلت في ممارساتها الحديثة إلى نقطة تطبع فيها كتيب خاص بالتعليمات الموجهة للاعبي الفريق كلوائح تشمل علاقته بالنادي وحتى سلوكه وحياته الخاصة، لم يكن مخبولاً أو مرتبكاً كما نحن.. وأن من فعل كل ذلك لم يكن منظراتياً ومتفلسفاً كما يصفنا البعض عندما يرغبون في تسفيه الرأي، وإنما كانت هنالك ضروريات قادتهم إلى ذلك، وتجارب مروا بها دفعتهم إلى الإستفادة منها بتقويم المستقبل بمثل هذه الكتيبات والتعليمات الصارمة التي تضع كل اللاعبين في قالب الحقوق والواجبات.
موهبة مرتضى كبير لا يختلف عليها إثنين إلا في إطار الجدل البيزنطي الذي عصف بكل الثوابت في المريخ، وجعل كل كشوفات لاعبيه في دائرة هذا (الغلاط).. ولكنه تاه هنا ولم يجد نفسه من خلال عدم ثبات الأجهزة الفنية، واضطراب الرؤى الفنية.. وكان كل يوم يبدأ من المربع الأول، وفي هذه الظروف اصطدم أيضاً بحقيقة أن مصيره مع النادي مرتبط بأمزجة أفراد، وأن العلاقة لا تحكمها هيبة النادي ولوائحه، وأن استحقاقاته المادية قد يعترف بها وقد لا يعترف بها مع أوضاع إدارية غير مستقرة.. وهذا ما حدث لأن تسعين مليوناً قد أنهت مشواره مع المريخ الكبير بدون حتى القليل من الأسف والحسرة، وهذه التسعين مليوناً في إعتقادي حق ومستحق عبارة عن متبقي من حافز تسجيله الأول، ترحلت من لحظة توقيعه قبل عامين عبر عشرات الوعود إلى أن حانت اللحظة التي احتاجوا فيها لخانته، وكان اللاعب ينتظرها لأنها اللحظة الوحيدة التي سيجلس معه فيها إداري وهو مجبر على توخي الصدق، حيث لا مخرج من ذلك الموقف إلا بصدق.. فكان رأي النادي هو إعارته بعد أن يعيد قيده، أو يمدد لعامين آخرين بالأصح، لأن فترته تنتهي بنهاية هذا الموسم، ويعار بعد ذلك لمريخ كوستي على أن يعود الموسم القادم ليجد فترته تبقت منها عامين.. وهذا في عالم الإحتراف يسمى عرض تعاقد.. ويجب على الطرفين أن يتفقا على تفاصيل التفاصيل حتى لا يحدث شرخ يسيء للعلاقة فيما بعد.
كان من حق اللاعب أن يطالب بمبلغ تسعين مليون تبقت له من حافز تسجيله الأول حتى يتفاوض على الوضع الجديد، فالمريخ عندما بدأ يستهين بحقوق اللاعبين ويضعها على ميزان الخيار والفقوس، ذهبت ريحه وأصبح يتعثر ويتحطم لأتفه الأسباب ثم يأتي الفاعل ليتحدث بغرابة عن أسباب الإخفاق، وفي هذا الموقف رفض رئيس النادي تسليمه المتأخرات، والأسوأ من ذلك أنه سيوقع على تمديد لعامين جديدين إضافة لعام الإعارة بدون مقابل حسب العرض.. وبعد مفاوضات مضنية بين الطرفين قرر مجلس المريخ.. أو لنقل رئيس النادي إعطاء اللاعب خمسين مليوناً فقط نظير التمديد، وهذا المبلغ لم يسم إذا كان جزءً من استحقاقاته القديمة، أم هو جزء من الحافز الجديد؟
شعر مرتضى بالغبن والغضب ومرارة الظلم تسري في حلقه حتى أنه أصبح لا يفكر في أكثر من مغادرة نادي المريخ ليحصل على حريته وينطلق من جديد بحثاً عن رزقه في مكان آخر.. ولكي يتحقق له ذلك.. عرض على النادي أن يتنازل عن مبلغ التسعين مليوناً مقابل إعارته لمريخ كوستي لعام، وبعد إنتهاء هذا الموسم يكون عقده مع المريخ قد انتهى.. ويبدو أن إدارة المريخ قد فرحت بالعرض فسارعت بالموافقة وكأن من فاوض اللاعب قد خرج بانتصار عبارة عن إعفاء تسعين مليوناً.. في موقف أثار حفيظة صديقي يوسف أبوحميد لينفعل مع إدارة المريخ ويضاعف حافز اللاعب ليوقع لمريخ كوستي.
للأسف الشديد لا أحد في المريخ يفكر في مثل هذه الأشياء لأنهم يعتبرونها من الصغائر.. ولكنني أرى وفي تقديري الخاص بأن مرارة الظلم قد تعوق اللاعب في أداء دوره داخل الملعب، والأسوأ من كل ذلك أن يصل اللاعب لدرجة يفقد الثقة في إداريي ناديه.. وهذا ما حدث لكبير.. وحدث لرمضان عجب أيضاً وأدى لرفضه تمديد فترته مع النادي برغم إغراءات جمال الوالي وهنالك أكثر من ست لاعبين لديهم متأخرات لم يناقشهم عليها أحد رغم أن الميارات تتقاطع أمام أعينهم يمنة ويسره.. وبذلك يكون المريخ قد ضم بكري المدينة بمبلغ خرافي وسد على نفسه الطريق نحو الإحتفاظ بأبناءه.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 5  0
التعليقات ( 5 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    Mohammed Ahamed Kashan 12-17-2014 03:0
    الغرض من المقال دا الفتنة ليس الا, حتى يحرض اللاعبيين على التمرد وبس.
  • #2
    حسن 12-17-2014 02:0
    هناك حارس موهوب تم تدمير موهبته فقط لانه حاول استخراج هوية في ظل انقسام السودان وبين والدين احدهما شمالي والثاني جنوبي مما اضطره لسلوك سبل ملتوية لا نؤيده في ذلك ولكن كان يمكن منحه احدهما و( تجنيسه) مثل الافارقة والأجانب الآخرين ولكن ضاع رغم صغر سنه ولن يستطيع الهلال ان يشركه في المباريات خوفا من الشكوي فيكون مدفونا في الظل دون إيجاد حل لمشكلته ،، نرجو الإفادة في هذه القضية
       الرد على زائر
    • 2 - 1
      Mamoun 12-17-2014 10:0
      يا سيد حسن الكاتب الغيور على القيم والمثل كان قد اجهز على ذلك الفتى في مهده وسخر لذلك كل مايملك ولقد سألته هذا السؤال قبل عام من الان ما الذي بينك وبين احمد بيتر لكي تعمل على تحطيمه بهذه الصورة القذرة وما زلت انتظر منه الرد حتى اليوم !
  • #3
    ابو خالد الدمام 12-17-2014 12:0
    هذا المقال هدية للاخ سلك وهو رد قوي جدا على مقاله (( ديمقراطية المريخ ))
  • #5
    Magdi 12-17-2014 08:0
    حقيقة علي المريخ السلام
    وان الظلم ظلمات ..
    وكان الله في عون المواهب التي يقودها القدر في طريق
    متوكل وزمرته


    مجدى
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019