زووم
قبل فترة لا تزيد عن الشهرين، كنت قد تناولت موضوعاً أثار حفيظة البعض في المريخ، فاتصل علي أحد أبطالها وهو عضو مجلس إدارة وأقسم بأنه بعيد كل البعد، وأن الإتهام الذي لوحت به في حقه لا وجود له على أرض الواقع ولا في الخيال، فهو مشغول للغاية بأعماله الخاصة، وغائب عن الساحة الرياضية لأكثر من أربعة أشهر لم يحضر فيها فعالية واحدة لفريق المريخ، لا تمرين ولا مباراة، ولا حتى اجتماع لمجلس الإدارة نادي، وبالتالي لا يعلم أي شيء مما ذكرنا في هذه المساحة، وكانت لي معه تجارب سابقة أسهمت في تآكل مصداقيته حتى لم تتبق منها شيء يسنده بقسم غليظ أو رفيع.. فهو رجل يتحكم في المعلومة كيفما شاء، ويسرب ما يريد تسريبه طالما أنها ستسبب مشكلة للآخر ويبعده عن طريقه، ويتفاخر بأنه (زكي) في التعامل مع الآخر، ومعه بعض إداريي كرة القدم في مختلف الأندية يعتقدون أن صفة (الحنكة) في الإدارة تتطلب منهم أن يضعوا مصداقيتهم وأمانتهم في مكب النفايات ويشعلوا فيها النيران.. لذلك تجد منهم عينة داخل نادي المريخ يصعب عليك التعرف على آراءهم في القضايا الحاسمة والمصيرية، فهم يجاهرون برأي غير الذي يحتفظون به للمؤانسات الليلية في المجالس الخاصة، وإذا كان البعض قد تضايق من أسلوب جمال الوالي في تقريب أحدهم ومنحه الثقة الكاملة في إدارة الشئون المالية، ويرد على مهاتفاته في كل وقت، فذلك مرده أن هؤلاء الأشخاص قد فشلوا من قبل في إمتحان الثقة.
بالنسبة لنا كصحافيين ومتابعين ومهتمين بالشأن المريخي متضررين بشدة من هذه الأشياء، ومن هذا الإرتباك الذي عليه إدارة المريخ، لأننا معنيون بنقل الأخبار وعكسه لجماهير النادي من المتابعين داخل السودان وخارجه، وهذه تتطلب تحديد مصادر محددة للخبر، وما يحدث الآن قياساً على بما كان في الماضي يوضح حقيقة الفرق في كل شيء، حتى في أذواق الناس وقابليتهم للغير.. ففي السابق كان مصدر الأخبار داخل النادي واحد، وإن إختلفت المصادر فإنها تتفق في الملامح الأساسية للخبر ولا يختلف إلا في الصياغة، ولكننا الآن نمر بعصر التباين المخل.. تكتب الصحف اليوم خبراً يفيد بأن عبد الصمد محمد عثمان قد أبعد صديق علي صالح عن معسكر الفريق بالقاهرة، وقبل أن يتلقى الناس الخبر بصورة جيدة، يأتي النفي.. ونفي مطلق بأنه لا وجود لأية خلافات بتاتاً من الأساس، وبعد يومين أو ثلاثة يتصدر كل الصحف أخبار بإستقالة صديق علي صالح عن القطاع الرياضي.. وتصريحات مقتضبة للرجل يقول فيها أنه يتحفظ عن الأسباب حرصاً على استقرار المريخ.. وما بين قرار الإستقالة والكلمات المقتضبة هذه تحصلنا على كل الحقائق ولا نريد أحدا ليتبرع لنا بالتوضيح والإثبات أو النفي.
عندما كتبنا عن خطورة أن يجمع القطاع الرياضي الأضداد، عادل أبوجريشه وصديق علي صالح وعبد الصمد محمد عثمان، تعامل البعض مع الفكرة على أساس أنه مشروع للمعارضة.. ضمن الروح العدائية السائدة، والهواجس الغريبة التي تسيطر على أفراد في مجلس الإدارة بأنهم مستهدفون في أشخاصهم، والأثر المباشر على الإعلام الذي يتبنى مواقفهم في التصدي لأية فكرة لا تروق لهم.. وهكذا (جاطت) الامور وتزحزحت الثواب الرياضية والإعلامية والمهنية، وكثيراً ما يشيع خبر عبر الوسائط الإعلامية الأخرى مثل الفيسبوك والواتساب، وقبل أن ينشر في واحدة من الصحف الورقية تتصدى صحف النادي وتنفيه.. وقديماً كان الجيل الذي سبقنا في الإعلام يقول: أن نفي النفي إثبات.. بمعنى أنك عندما تنفي خبراً لم ينشر في الأصل، فذلك يعني أن هنالك شيء ما وراء الأحداث.. وهكذا يتضرر مجلس المريخ من الإعلام المصنف كإعلام صديق أكثر من ذلك المصنف كمعارض.
وبمناسبة الإعلام الموالي والمعارض، إتصل بي أمس أحد أصدقائي الذين أعزهم جداً وهو منفعل لدرجة أنه لم يلق علي السلام، وقد استقبلت مكالمته ببرود حتى أفسح لنفسي فرصة فهم الموضوع الذي جعله ينفعل وينسى سنة الإسلام السلام، وبعد جهد مضني عرفت أن برنامج ساعه رياضه، الذي يعده ويقدمه الأخ والصديق معتصم محمد الحسن بقناة الشروق كان يرتب لاستضافة أحد رموز معارضة المريخ في حلقة اليوم، وكان الأمر يستحق مجهوداً إضافياً لأعرف دخلي أنا بالموضوع.. لأن المكالمة كانت الأولى بعد وصلي لمدينة الأبيض في مهمة سياسية تخص صحيفة التيار حيث أعمل، وبصعوبة أيضاً عرفت منه أن ضيف البرنامج قد طلب من مقدم البرنامج ألا يسمح بمداخلة تلفونية إلا لشخصي.. وجهت له سؤالاً: ما دخلي بهذا الموضوع؟... فقال: يعني إنت معاهم؟.. سألته مرة أخرى: مع منو؟.. فأجابني: مع المعارضة.. فكانت إجابتي: يا صديقي.. والله نحن من فرط الفوضى التي في المريخ لم نعرف أنفسنا مصنفين مع أي كوم من الكيمان.. ولكننا متمسكون بالحق والحقيقة.. نقيم معها أينما كانت، وإذا كانت الحقيقة مع مجلس المريخ وسانداها، فإننا لا نخشى التصنيف بالتبعية لهم، وإن كانت هنالك حقيقة ساندناها ووافقت هوى مع المعارضين فليكن.
كثير من الإداريين ممتعضين تماماً مما يحدث ولكنهم صامتون، وكثير منهم يحتفظون بآراء ربما أكثر حدة مما نكتب، ولكنهم لا يستطيعون التعبير عن انفسهم والتنفيس عنها إلا في إطار ضيق للغاية، حفاظاً على علاقتهم مع السيد رئيس النادي وخوفاً من تصنيفهم مع المعارضة.. لذلك آثروا أن يكونوا بوجهين.. وأنا لا أجد لهم العذر.. فهل تجدون لهم عذراً؟
قبل فترة لا تزيد عن الشهرين، كنت قد تناولت موضوعاً أثار حفيظة البعض في المريخ، فاتصل علي أحد أبطالها وهو عضو مجلس إدارة وأقسم بأنه بعيد كل البعد، وأن الإتهام الذي لوحت به في حقه لا وجود له على أرض الواقع ولا في الخيال، فهو مشغول للغاية بأعماله الخاصة، وغائب عن الساحة الرياضية لأكثر من أربعة أشهر لم يحضر فيها فعالية واحدة لفريق المريخ، لا تمرين ولا مباراة، ولا حتى اجتماع لمجلس الإدارة نادي، وبالتالي لا يعلم أي شيء مما ذكرنا في هذه المساحة، وكانت لي معه تجارب سابقة أسهمت في تآكل مصداقيته حتى لم تتبق منها شيء يسنده بقسم غليظ أو رفيع.. فهو رجل يتحكم في المعلومة كيفما شاء، ويسرب ما يريد تسريبه طالما أنها ستسبب مشكلة للآخر ويبعده عن طريقه، ويتفاخر بأنه (زكي) في التعامل مع الآخر، ومعه بعض إداريي كرة القدم في مختلف الأندية يعتقدون أن صفة (الحنكة) في الإدارة تتطلب منهم أن يضعوا مصداقيتهم وأمانتهم في مكب النفايات ويشعلوا فيها النيران.. لذلك تجد منهم عينة داخل نادي المريخ يصعب عليك التعرف على آراءهم في القضايا الحاسمة والمصيرية، فهم يجاهرون برأي غير الذي يحتفظون به للمؤانسات الليلية في المجالس الخاصة، وإذا كان البعض قد تضايق من أسلوب جمال الوالي في تقريب أحدهم ومنحه الثقة الكاملة في إدارة الشئون المالية، ويرد على مهاتفاته في كل وقت، فذلك مرده أن هؤلاء الأشخاص قد فشلوا من قبل في إمتحان الثقة.
بالنسبة لنا كصحافيين ومتابعين ومهتمين بالشأن المريخي متضررين بشدة من هذه الأشياء، ومن هذا الإرتباك الذي عليه إدارة المريخ، لأننا معنيون بنقل الأخبار وعكسه لجماهير النادي من المتابعين داخل السودان وخارجه، وهذه تتطلب تحديد مصادر محددة للخبر، وما يحدث الآن قياساً على بما كان في الماضي يوضح حقيقة الفرق في كل شيء، حتى في أذواق الناس وقابليتهم للغير.. ففي السابق كان مصدر الأخبار داخل النادي واحد، وإن إختلفت المصادر فإنها تتفق في الملامح الأساسية للخبر ولا يختلف إلا في الصياغة، ولكننا الآن نمر بعصر التباين المخل.. تكتب الصحف اليوم خبراً يفيد بأن عبد الصمد محمد عثمان قد أبعد صديق علي صالح عن معسكر الفريق بالقاهرة، وقبل أن يتلقى الناس الخبر بصورة جيدة، يأتي النفي.. ونفي مطلق بأنه لا وجود لأية خلافات بتاتاً من الأساس، وبعد يومين أو ثلاثة يتصدر كل الصحف أخبار بإستقالة صديق علي صالح عن القطاع الرياضي.. وتصريحات مقتضبة للرجل يقول فيها أنه يتحفظ عن الأسباب حرصاً على استقرار المريخ.. وما بين قرار الإستقالة والكلمات المقتضبة هذه تحصلنا على كل الحقائق ولا نريد أحدا ليتبرع لنا بالتوضيح والإثبات أو النفي.
عندما كتبنا عن خطورة أن يجمع القطاع الرياضي الأضداد، عادل أبوجريشه وصديق علي صالح وعبد الصمد محمد عثمان، تعامل البعض مع الفكرة على أساس أنه مشروع للمعارضة.. ضمن الروح العدائية السائدة، والهواجس الغريبة التي تسيطر على أفراد في مجلس الإدارة بأنهم مستهدفون في أشخاصهم، والأثر المباشر على الإعلام الذي يتبنى مواقفهم في التصدي لأية فكرة لا تروق لهم.. وهكذا (جاطت) الامور وتزحزحت الثواب الرياضية والإعلامية والمهنية، وكثيراً ما يشيع خبر عبر الوسائط الإعلامية الأخرى مثل الفيسبوك والواتساب، وقبل أن ينشر في واحدة من الصحف الورقية تتصدى صحف النادي وتنفيه.. وقديماً كان الجيل الذي سبقنا في الإعلام يقول: أن نفي النفي إثبات.. بمعنى أنك عندما تنفي خبراً لم ينشر في الأصل، فذلك يعني أن هنالك شيء ما وراء الأحداث.. وهكذا يتضرر مجلس المريخ من الإعلام المصنف كإعلام صديق أكثر من ذلك المصنف كمعارض.
وبمناسبة الإعلام الموالي والمعارض، إتصل بي أمس أحد أصدقائي الذين أعزهم جداً وهو منفعل لدرجة أنه لم يلق علي السلام، وقد استقبلت مكالمته ببرود حتى أفسح لنفسي فرصة فهم الموضوع الذي جعله ينفعل وينسى سنة الإسلام السلام، وبعد جهد مضني عرفت أن برنامج ساعه رياضه، الذي يعده ويقدمه الأخ والصديق معتصم محمد الحسن بقناة الشروق كان يرتب لاستضافة أحد رموز معارضة المريخ في حلقة اليوم، وكان الأمر يستحق مجهوداً إضافياً لأعرف دخلي أنا بالموضوع.. لأن المكالمة كانت الأولى بعد وصلي لمدينة الأبيض في مهمة سياسية تخص صحيفة التيار حيث أعمل، وبصعوبة أيضاً عرفت منه أن ضيف البرنامج قد طلب من مقدم البرنامج ألا يسمح بمداخلة تلفونية إلا لشخصي.. وجهت له سؤالاً: ما دخلي بهذا الموضوع؟... فقال: يعني إنت معاهم؟.. سألته مرة أخرى: مع منو؟.. فأجابني: مع المعارضة.. فكانت إجابتي: يا صديقي.. والله نحن من فرط الفوضى التي في المريخ لم نعرف أنفسنا مصنفين مع أي كوم من الكيمان.. ولكننا متمسكون بالحق والحقيقة.. نقيم معها أينما كانت، وإذا كانت الحقيقة مع مجلس المريخ وسانداها، فإننا لا نخشى التصنيف بالتبعية لهم، وإن كانت هنالك حقيقة ساندناها ووافقت هوى مع المعارضين فليكن.
كثير من الإداريين ممتعضين تماماً مما يحدث ولكنهم صامتون، وكثير منهم يحتفظون بآراء ربما أكثر حدة مما نكتب، ولكنهم لا يستطيعون التعبير عن انفسهم والتنفيس عنها إلا في إطار ضيق للغاية، حفاظاً على علاقتهم مع السيد رئيس النادي وخوفاً من تصنيفهم مع المعارضة.. لذلك آثروا أن يكونوا بوجهين.. وأنا لا أجد لهم العذر.. فهل تجدون لهم عذراً؟
يازوووووول اصلح دربك ..وارعي بي قيدك