استوقفنى الخبر الخاص بالتحقيق الذى تجريه وزارة الشباب والرياضة
المصرية حول المراهنات فى الدورى المصرى وسبقه قبل ايام نفس الاجراء
عندما تفجرت نفس التحقيقات فى الاتحاد الاسيوى على اثر احداث مباراة
الهلال السعودى وويسترن سيدنى الاسترالى فى نهائى بطولة اسيا وما شاب
حكم المباراة من تهمة التورط فى المراهنات والذى راح ضحيته الهلال الذى
كان احق بالتاهل بطلا لاسيا وممثلها فى كاس العالم للاندية لولا ان حكم
المباراة كان له راى اخر كما ان التحقيقات حول المراهنات لم يقف على دول
بعينها فلقد خضعت هذه االقضية للتحقيق فى اكثر من دولة اوربية
حقيقة المراهنات هى اكبر خطر يتهدد الرياضة عامة وكرة القدم بصفة خاصة
لان المراهنات تكتب نهاية اهم قيم الرياضة والتنافس الشريف
ومن المفارقات ان الحديث فى السودان عن مصادر ومسببات التخلف اقتصر على
الرياضة الجماهيرية مع انها ورغماعن خطورتها وماالحقته من ضرر بالكرة
السودانية لانها كانت خطوة انفعالية ولم تكن خطوة مدروسة ببديل لاعادة
صياغة اندية كرة القدم الا ان ما لايدركه الكثيرون وتجاهلوه ان
المراهنات لعبت دورا اكبر من الرياضة الجماهيرية فى تدمير الكرة
السودانية حيث ان الرياضة الجماهيية اوقفت النشاط الرياضى فى الملاعب
ولفترة قصيرة عاد بعدها نفس الاندية واللاعبين ولكن المراهنات لم توقف
انلشاط فى الملعب ولكنها دمرت قيم التنافس الشريف ونشرت الفساد فى كافة
الاوساط من اداريين ومدربين ولاعبين بل وحكام عندما اصبحت المصالح الخاصة
فى المراهنات هى التى تحكم الملعب
فالسودان كان اسبق فى ان يبتدع نظام المراهنات المسمى(بتوتو كورة)
وبصورة رسمية عندما اصبحت ادارة توتو كورة هى اهم مصلحة حكومية من مؤسسات
وزارة الشباب واالرياضةعندمااصبحت الدولة تدير مباشرة المراهنات التى
اصبحت اكبر مصدر عائد مادى للدولة ولكن على حساب كل القيم والمثل
الاخلاقية التى دمرت التنافس الشريف واصبحت نتائج المباريات تتحكم فيها
مصالح المراهنين حتى سادت فى تلك الفترة ثقافة التامر لخسارة الفريق
الافضل والمسمى (بالمروس من المراهنين) لانه كلما فشلت الفرق الاقوى
فنيا ارتفع العائد للمراهنين حتى اصبح التامر لاسقاط الفريق الاقوى هو
سيد الموقف واصبح مصدر التافس بين المجموعات التى تسخر التلاعب فى نتائج
المباريات ولم يسلم من هذا التامر اداريى الاندية ومدربيها ولاعبيها بل
وعلى راسا الاجهزة التى انهارت قيمها جهاز الحكام بعد ان اصبح هم كل
الاطراف ان توجه نتيجة المباراة ليس بالاداء فى الملعب واما ما يحقق
اقصى مصلحة لمن ينجحوا فى التامر على النتيجة من المجموعات المتنافسة فى
المراهنات وليس فى الاداء الجيد فى الملعب ولقد شهدت تلك الفرة من مطلع
السبعينات نوادر لا يتصورها عقل وتحتاج مجلدات لتوثيقها وقد كنت شخصيا
معاصرا تلك الفترة ومن الشباب الذى اجتذبته المراهنات لهذا اصبحت شاهدا
على نوادر تلك الرحلة.
قد لا يتصور العقل ان ملعب البلدية بحرى شهد مدافعا متامرا تعمد مسك
الكرة بيده فى منطقة الجزاء حتى يهزم فريقه (المروس) من اغلبية المراهنين
ولان الحكم كان من الجانب الاخر صاحب مصلحة فى فوز الفريق فلقد رفض
احتساب ضربة الجزاء مما دفع باللاعب ليمسك الكرة بيديه ويلوح بها للجمهور
والحكم يتجاهل النظر اليه حتى لايحتسب ضربة الجزاء ليدهش الجمهور
وهويتابع اللاعب وتجاهل الحكم له مما اجبر الحكم لاعلان صافرة النهاية
قبل موعدها
كما ان فترة توتو كورة شهدت مجموعة من اللاعبين جاهزين للسفر للاقاليم
للعب باسماء مزورة حتى يحقوا النتائج التى يخطط لها المتامرون مما افرز
كمية منالشكاوى فى مباريات الاقاليم وماخفى اعظم