• ×
الأربعاء 8 مايو 2024 | 05-07-2024
اماسا

نحن والتأريخ.. صراع متواصل

اماسا

 2  0  1743
اماسا
زووم
في أولى مقالاتي هنا، أتقدم بجزيل الشكر والتقدير والإمتنان لأستاذي الرشيد بدوي عبيد، وقد دعاني لإستعادة ذكريات جميلة كنا قد رسمنا تفاصيلها برفقته في صحيفة عالم النجوم في عهدها الذهبي، عندما كانت تسيطر على الساحة كأفضل الإصدارات الرياضية، مع العم حمد النيل محمد أحمد والأخ الحبيب العوام قسم السيد، ومجموعة من رفقاء المهنة، وفي حقبة التسعينات التي كانت فيها صحافتنا ماتزال محافظة على ملامح المهنية، وقبل أن يأتي عليها حيناً لم تعد فيه مجالاً طيباً نطلب فيه الإحتراف بحثاً عن لقمة العيش، فلا سنوات الخبرة الطويلة في هذا المجال، ولا التأهيل الأكاديمي الذي حصلنا عليه خلال كل تلك السنوات يشكل لنا دافعاً لنتذوق حلو البقاء فيها، أو مكسباً معنوياً يفتح الشهية لنواصل الكفاح بحثاً عن إنجازات جديدة فيها بعد أن تكدرت أجواءها وسيطرت عليها مفاهيم تنسجم تماماً بروح الإنهزام التي تسود رياضتنا.. !
نريد أن نمارس دورنا كنقاد رياضيين من خلال التقويم والتبصير للطريق الصحيح لممارسة الرياضة وصولاً لفك شفرة الإنجازات، وهو دور ندرك تماماً صعوبته.. وطريق مليء بالمطبات والمتاريس في عصر ذهبت فيه الدهشة في المجال إلى مدارس أخرى غير جادة في طرح القضية الرياضية بمفاهيمها السليمة، وأصبحت الجدية نفسها شيء غير مرغوب فيه.. ولكي نعبر عن إعتراضنا على طريقة إدارة الشأن الرياضي في البلاد فالأمر ليس بحاجة إلى مظاهرات ولا دبابات تقتحم ولا مدافع وطائرات تقصف، ولا يستحق كل تلك الإنفعالات التي نلتمسها هنا وهناك من قيادات رياضية، وإنما هي بضع كلمات وأحبار تراق على الورق، لا تقتل ولا تيتم ولا تجوع صغاراً ولا تخلف مآسي في مكان ما.. وإن كنا نرى الأخطاء بعين مختلفة عنهم، فذلك لا يعني أكثر من حرصنا على النجاح، والذي إن تحقق لن نكسب معه أي شيء بقدر ما يستفيد أصحاب الفعل الإداري من أي إنجاز يتحقق.. فعندما يطبق المريخ الإحترافية الإدارية كما نشتهي، ويسجل اللاعبين الصغار، وينقي بيئته، ويستطيع صناعة فريق كبير ومتماسك ويحقق بعد ذلك دوري أبطال أفريقيا فإن الناقد (نحن) لن يحصل على ميدالية ذهبية، ولن يمجده الجمهور كما يمجد الإداري، ولن يتم تحفيزه كما يحدث للغير ولكن.. عندما يتحول الناقد إلى هتافي يسارع بتأييد القرار الخاطيء والسياسات التي تسهم في تخريب كرة القدم، وتضييع الأجيال.. فذلك سيشعره في يوم من الأيام بالخيبة والعار، عندما يصحو ضميره ويبدأ في جرد الحساب ومحاسبة قلمه على ما فعل من صحيح، وما ارتكب من أخطاء وما امتدح من أفعال لن تكن لتستحق أقل من النقد والرفض، وإن لم يصحو ضميره فإن ذاكرة التأريخ لن تمحو حروفه أبداً، وستظل اللعنات تلاحقه حياً كان أو ميتاً.. لأنه هتف يوماً ما لجرائم ارتكبت في حق كرة القدم السودانية وأغلقت الأبواب أمام أجيال وأجيال كانت مؤهلة لقيادة ثورة حقيقية ترفع إسم البلاد.
القيادات الرياضية في بلادنا غير متصالحة مع نفسها بحيث تكتشف أن الأقلام التي تهتف لهم وهم يعلنون القرارات الخاطئة، هي نفسها التي تصفق لهم وتريق الحبر على الورق عندما يتأسفون على القرارات نفسها ويتراجعون عنها، ومن خلال السنوات القليلة الماضية رأينا صحافة تشيد بمجلس المريخ وهو يتعاقد مع كروجر، وتدبج المقالات وتؤلف القصائد عن عبقرية القرار، وتعود لتفعل نفس الشيء لتبرير قرار إقالته بعد شهور قليلة.. أي فكر في كرة القدم يقر بهذا؟.. وكل سنة تكتب ممتدحة تسجيلات النادي وتعاقداته الجديدة، وتقنع القاريء المسكين بأنهم قد اكتسحوا التسجيلات، وضموا أفضل العناصر الموجودة على الساحة المحلية والأفريقية، وأنهم قد أنجزوا أفضل فترة إعداد في تأريخ الرياضة السودانية، وهذا ما كُتب في الموسم الماضي عندما واجه المريخ بايرن ميونيخ في الدوحة، ولكن، بعد ستة أشهر فقط كان المدح قد تحول إلى شيء مختلف تلبية لرغبات الإدارة في تنفيذ إحلال وإبدال.. وهكذا تسير الأمور بغير هدى.. فقط لترضية القيادات.
ليست لدي رغبة في معاداة أحد في الوسط الرياضي عامة، وفي المريخ خاصة، ولكنني أحرص على تصحيح الفعل حتى يصح الناتج عن ذلك وتأتي ردة الفعل متوائمة مع أحلام وطموحات القاعدة الجماهيرية، فقد مضت سنوات، وأعداد المؤيدين تتناقص، وقناعات الغالبية تتغير وفقاً للنتائج.. فكرة القدم نتائج في نهاية الأمر ولا يصح معها إلا الصحيح.. مهما طال أمد الحفل.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    احمد عبدالدائم عباس 12-07-2014 10:0
    لولقينا عشرة منك إإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإ
  • #2
    حسن 12-07-2014 05:0
    التاريخ يقول بان هناك حارس موهبة اسمه احمد مارتن تم تدمير موهبته صغيرا فقط لانه في ظل السياسة وبسبب الانفصال وحسب فهمه ظل يبحث عن هويته الجديد بعيد الانفصال وهو سوداني شمالي او جنوبي فقد وقف الاعلاميين في طريق مزاولة الكرة كموهبة بدل ان يجدوا له الحل حسب المفهوم العام للإعلام انك تطرح المشكلة وتبحث لها عن الحلول ،،، تجي تقولي عن الناشئين والشباب ؟؟؟؟
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019