• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
اماسا

تسجيلات... وهم إنزاح..!

اماسا

 2  0  2340
اماسا
زووم
إنتهت فترة الإنتقالات الرئيسية بخيرها وشرها، وارتحنا من صداع يومي استمر لأسبوعين ظللنا نشاهد فيها الكثير من المشاهد التي تدل على أن ما يمارس بإسم كرة القدم هنا إنما هي (جناية) ترتكب بإسم هذا الفن النبيل، فنحن نأبى إلا أن نضيف فلسفتنا وبصمتنا على بعض الثوابت التي لم تصلها المجتمعات إلا بعد تجارب كثيرة ومريرة قبل أن يتوصلوا إلى شكل يرفض الإضافات.
فيما يخص الشكل العام للإنتقالات والتسجيلات لم أر طيلة مشواري الرياضي فترة تنقلات أكثر تعقيداً وفوضوية من هذه التي انقضت، وملامح الفوضوية فيها فتحت بواسطة إتحاد كرة القدم السوداني عندما أضاف إلى تشريعاته بنوداً منحت الاندية حق الإعارة والإستعارة، ولكنه وكعادته ينزل التشريع عبر جمعيته ثم يجلس مع إداريين الأندية ذات النفوذ من أجل البحث عن ثغرات قانونية لإنتهاك التشريع الجديد، لذلك كان الإتحاد السوداني لكرة القدم هو الدليل الذي قاد الأندية إلى مثل هذه الفوضى الخلاقة التي شهدنا عبرها عمليات تسجيل وإعارة خلطت الحابل بالنابل لدرجة أنه صعب علينا أن نفهم (من سجل من، وأعار من واستعار من).. فبعض التحالفات قد ظهرت خلال فترة الإنتقالات بوجه أكثر وضوحاً مما حدث في أواخر دوري الموسم الماضي عندما سارت شبهات التواطؤ والتلاعب في نتائج بعض المباريات، الأمر الذي بعثر حسابات الدوري وأثر في وضع الترتيب العام من أسفل القائمة، فهبط من لم يكن يستحق الهبوط، وبقي من كان يستحق المغادرة، وذلك عبر تحالفات مشبوهة إمتدت عبر فترة الإنتقالات، وقد شهدنا بعض الاندية تسجل لاعبين ثم تعيرهم للأخرى.
ما لم أفهمه في هذه الإعارات أن ثنائي القمة، وتحديداً المريخ يعير لاعبين طاعنين في السن، تجاوزوا الثلاثين من عمرهم، والمفهوم العالمي لذلك يمنح الأندية فرصة للإحتفاظ بلاعبيها الشباب الذين لا يجدون فرصة اللعب كأساسيين، وفي ذات الوقت يكونوا من أصحاب المواهب التي يصعب الإستغناء عنها، فتتم الإعارة على أساس أنه سيذهب إلى نادٍ آخر بحثاً عن فرصة اللعب أساسياً ومن ثم صقل تجربته قبل أن يعود أكثر نضجاً لينافس في ناديه الحقيقي.. ولكن.. أنديتنا تعير لاعبين أصبحوا على أبواب الإعتزال... لأي هدف؟.. الله أعلم..!
أما الوجه الآخر لفوضى فترة الإنتقالات الرئيسة التي انتهت فهو التجنيس، ورغم أن إتحاد كرة القدم قد وجه نداءً لرئاسة الجمهورية بضرورة إيقاف إجراءات تجنيس الأجانب لهذا الغرض، إلا أننا شهدنا إمتدادات جديدة للأزمة، حيث لم تنفع التقارير التي تؤكد الضرر الواضح الذي لحق بالكرة السودانية من جراء الإحتلال الذي حدث بتدفق جيوش الأجانب على الدوري السوداني، لم يستفد المنتخب الوطني من أحدهم لأن غالبيتهم غير مؤهل، أو أنهم سبق وأن لعبوا لمنتخبات بلدانهم الأصلية، وبالتالي لا يحق لهم الدفاع عن ألوان المنتخب السوداني.. وبالتالي هم أعباء على الكرة السودانية لتحقيق أهداف أرخص من أن ننفق عليها دولاراً واحداً.
الذين يصادقون على هذه الجنسيات قطعاً لا يفهمون حجم الضرر الذي لحق بالمنتخبات الوطنية لأنهم يركزون في المقام الأول على إرضاء شخصيات بعينها ترى في وجودهم ونجاحهم في الوسط الرياضي إضافة لهم كسياسيين، وهذا خطأ فادح يدفعنا للهمس في آذانهم رجاء وتوسلاً بأن يغلقوا هذا الباب، وبعد أن كنا نحتج على تجنيس لاعبين من خانات الملعب الأخرى، فتح باب التحايل على القوانين وأصبحنا نستجلب حراس مرمى ونجنسهم في واحدة من أكبر عواصف الفوضى التي تجتاح الكرة السودانية في تأريخها، ولأننا نمارس شيئاً لا نفقه من تفاصيله ما يقينا خطورة المآلات فإننا لن نحقق نجاحاً في قادمات الأيام.. فلا المريخ ولا الهلال سيحقق بطولة خارجية، لأن الطرق التي يعمل بها العملاقين رخيصة لم تقد أحداً للبطولات في يوم من الأيام حتى تكون أنديتنا هذه على درب السابقين.. بل سننهزم ونخرج مبكراً نتيجة لكل هذه الفوضى.. وسوف لن نندم ونجلس لنعيد حساباتنا.. أو نقيم ما حدث لتجاوز الأخطاء في المستقبل.. لأن قادة هذا العمل لا يعرتفون بما يرتكبونه من جرم في حق الكرة السودانية.
الأهم من كل ذلك أنهم لا يقتنعون بأن السودان قطر مليء بالمواهب ولا يحتاج لتجنيس أجانب بقدر ما هو بحاجة إلى فكر يتخصص في صناعة الأبطال، وأعتقد جازماً أن بيئة هذه الاندية والعقليات التي تدير شئونها وتوجه قدراتها بيئة قاتلة لمواهبنا وغير مؤهلة لتنشئة نجوم يحترفون اللعبة كما حدث لبعض من أبناءنا عندما ذهبوا إلى الخليج ونالوا جنسيات أخرى هناك ووجدوا عقليات غير التي تعيث فساداً بكرتنا هنا.. فقد حققوا نجاحاً لافتاً أكد أننا ننام على كنز رهيب رغم أننا حفاة عراة.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    الجعلي 12-01-2014 03:0
    اتمني صادقا ان يصدر قرارا قويا من رئاسة الجمهورية يمنع التجنيس نهائيا وبلا اي استثناء ... فقد اثبتت التجربة فشلا زريعا وفوضي ..
  • #2
    حسن 12-01-2014 03:0
    كيف يتم إتاحة الفرصة للشباب و( الاعلام) اول من حارب الموهبة والحارس احمد بيتر وتم تدميره مهما كانت قضيته وجنسيته لا تمنعه من الإبداع ثم النظر في قضيته اي كانت والآن نبحث عن الحراس في ما وراء البحار كما تري يا ماسا !!مبداء الفيفا ان يمارس اللاعب الكرة بقض النظر ان القضية حتي لو كانت ....
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019