القمة الباردة
مباريات القمة في أي دولة تكون ساخنة عندما يكون التنافس بين الفريقين المتباريين على كأس بطولة أو على نقاط مباراة من أجل تحسين المراكز، ولكن القمة التي ستجمع الهلال بالمريخ على ملعب الخرطوم مساء الجمعة يمكن أن نطلق عليها القمة الباردة نسبة لأن فريق الهلال حسم أمر البطولة مبكرا وبفارق كبير من النقاط عن منافسه المريخ، وأيضا قمة باردة لأن التأجيل الكثير والتأجيلات التي صاحبت دوري هذا الموسم قتلت المنافسة التي ظل يتبادل الهلال والمريخ المركزين الأول والثاني فيها طيلة 14 سنة ، لم يفتح الله على أي فريق آخر سواء كان من الولايات أو من العاصمة على مزاحمتهما.
مباراة القمة من وجهة نظري لن تكون ساخنة إلا عبر الإعلام وبعض المناوشات بين جماهير الناديين، وقد لمست من خلال متابعتي للأجواء التي تسبق مثل هذه المباريات بين جمهور الفريقين عدم الحماس الشديد الذي كان يصاحب كل مباراة بين العملاقين، وقد يوافقني الأغلبية بأن الحماس الذي ساد الجميع في مباراة القمة الأفريقية، وليست بحماس القمة التي جمعت الفريقين في الدورة الأولى من الدوري الممتاز.
ما زاد من برودة المباراة أن الأهلة فرحين بعودة الكأس إلى ديارهم التي فارقها عاما واحدا فقط وبفعل فاعل كما ظل يردد رئيس النادي، ويطمع الأهلة في الحصول عليه هذا الموسم بدون هزيمة، والتعادل أمام المريخ في لقاء اليوم يعتبر لهم مكسبا أيضا لأنه سيرفع فارق النقاط إلى 11 نقطة والى تفوق الفريق في عدد مرات الفوز بالدوري بدون هزيمة.
وأيضا تعتبر الخسارة للهلال ثارا للمر يخاب الذين تجرعوا الخسارة في آخر لقاء جمع بين الفريقين وبثلاثة أهداف وهي نتيجة مازالت \"تعشعش\" في دواخل أنصار المريخ ولن يرضوا بغير ردها بعد أن فقد الفريق الدوري منذ وقت مبكر وفقد أيضا التقدم في بطولة أفريقيا بأمر الهلال أيضا.
المريخ طموحه أكبر في هذه المباراة ولابد أن يرضي طموح جماهيره بتحقيق بطولة القمة فقط لان ذلك هو ما تبقى له في الموسم قبل كاس السودان الذي هو في علم الغيب إلى أن يحين وقت النهائي فيه.
المريخ أكثر حماسا في مباراة اليوم من أجل إنقاذ موسمه الغير جيد ولابد من مصالحة الجماهير لان الفوز في لقاء القمة له طعم آخر، وأيضا سيكون دافع المريخ إفساد فرحة الهلالاب بالكأس الغالية.
مباراة اليوم بين الهلال والمريخ ستكون مفترق طرق للكثير من اللاعبين، وقد تكون منقذا للبعض من مقصلة الشطب التي ستكون منتصف هذا الشهر، وقد تكتب البقاء لبعض النجوم المهددين بالشطب، وهي مباراة بين مدربين ينتميان للمدرسة البرازيلية وكل مدرب يريد أن يثبت جدارته وشطارته، فكامبوس كسب الرهان الماضي في القمة الأفريقية ، وكاربوني هذه أول قمة له يريد أن يثبت فيها وجوده ويضمن استمراريته مع الفريق في الفترة المقبلة حتى لا يكون ضحية جديدة من ضحايا المريخ في هذا الموسم.
متفرقات:
@ قمة الهلال والمريخ اليوم الجمعة نتمنى أن يقدم فيها اللاعبين عطاءا جيدا وان يخرج بها حكم اللقاء الى بر الأمان، وقوة شخصية الحكم ستلعب دورا كبيرا في إخراج المباراة بالصورة المطلوبة وعلى الحكم أن يعطي كل ذي حق حقه وان لا يجامل فريقا على حساب الآخر.
@ هناك مباراة ستكون من نوع خاص بين مدثر كاريكا وكلتشي إذا تم إشراكهما من قبل جهازهما الفني، ولقب الهداف ينتظر النجمين والمريخاب سيكونوا أكثر سعادة إذا فاز به كلتشي حتى لا يخرجوا من بطولة الممتاز بخفي حنين.
@ الهلال والمريخ يضمان في صفوفهما نجوما لامعة وننتظر أن تفرز لنا مباراة اليوم نجما جديدا من النجوم المخفية، وفي المباريات الكبيرة تظهر النجوم وتضيء سماء الملعب وتساعد في كسب فريقها لنتيجة المباراة.
@ عودة علاء الدين يوسف وسادومبا إضافة حقيقة للهلال في لقاء اليوم لان وجودهما مهم في التشكيلة الزرقاء بعد المستوى الذي ظهرا به في المباريات السابقة، وعلى دفاع المريخ الاستعداد للمشاوير التي تنتظره من السريع سادومبا.
@ نجوم المريخ خاصة الثلاثة النيجيري مطلوب منه تأكيد جدارته وأحقيته بارتداء شعار المريخ الذي أعطاهم الكثير، ولابد من أن يكون لهم وجود في مباراة اليوم خاصة وارغو الذي مازال يبحث عن نفسه وعن وارغو انيمبا.
@ مليون مبروك للفائز في لقاء اليوم وحظ أوفر للخاسر، ونبارك للهلال حصوله على الكأس الغالية التي عادت طائعة إلى الديار التي بارحتها شهورا فقط .
@ كل التهاني بالعيد السعيد كل الأهل والأحباب والأصدقاء داخل وخارج السودان وربنا يعيده على الجميع بالخير واليمن والبركات، وكل عام وانتم بخير.
yaseroon@hotmail.com
