• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 05-01-2024
علي الكرار هاشم

المصورون الجدد

علي الكرار هاشم

 0  0  7229
علي الكرار هاشم
ظهرت الكاميرا والتصوير متقدمان علي الكثير من الوسائط الاعلامية وظل فن التصوير ردحا من الزمن واحدا من الفنون الراقية والتي تحتاج مهارات ودراية ومعرفة وخبرة وظلت الكاميرا آلة عزيزة المنال صعبة التشغيل إلا لذوي الدربة والمعرفة ممن تلقوا تدريبا عليها ومن بعدهم هواة التصوير الذين عشقوا هذا المجال ولعل من نافلة القول ان نذكر بان المصورين والهواة كان ينبغي عليهم تحميض الافلام وتظهيرها وطبعها لتظهر بعد ذلك الصور باللون الابيض والأسود فقط والتي بعضهم يحتفظ بها داخل (البوم الصور) وبعضهم يجعل لها بروازا وإطارا جميلا محفوظا داخل الزجاج وتعلق علي الجدران.
اذكر جيدا في طفولتنا ومراحل الشباب كيف كنا نصطف وقوفا وجلوسا ويظل المصور يحركنا يمنة يسرة لفترة من الزمن حتى يقوم بأخذ الصورة والتي لا تظهر إلا بعد مدة من الزمن حتى ظهرت كاميرات البلورايد الفورية التي تعطيك الصورة فور التصوير ولكنها بحجم صغير وملونة اضافة لكونها نسخة واحدة فقط.
استمر تطور التصوير والكاميرات يمر بالعديد من المراحل المعقدة بغية التجويد حيث ظهرت العدسات المختلفة الاحجام والتلوين ثم الزووم وجاءت كاميرات صغيرة الحجم بأفلام صغيرة في حجمها وكبيرة سعتها واستمرت المسيرة حتى زماننا هذا وعصر العولمة حيث اندغمت الكاميرا بكل جبروتها لتغوص داخل جهاز الموبايل وتصبح واحدة من اجزاء الهاتف السيار تختلف مقدراتها باختلاف الهاتف نفسه ومن هنا فقد ظهر المصورون الجدد وأصبح التصوير عملية اقل من عادية لا تحتاج إلا لتوجيه الموبايل وتسليطه نحو الفريسة.
لم يعد للتصوير مكانته السابقة من حيث المهارة والمعرفة كما وانه لم يعد له مكانا وزمانا بل صار الحبل علي القارب وتسلل الجهاز لكل مكان ليصور بلا رقيب او حسيب او حتى مجرد الفهم السليم والذوق في التعامل بحسب المكان والزمان حتى صرنا نري المصورين في المقابر وداخل المساجد ولحظات الحوادث والإصابات وإثناء تناول الطعام وإذا ما فتح الله عليك بالحج والعمرة والزيارة فسوف تري العجب من الذين قدموا فقط ليصوروا وضاعت عليهم فرص الروحانيات والتأمل والعبادة.
لعل من المنصف ان نقول بأنه قد توفر عنصر التوثيق وتصوير الحدث لحظة وقوعه وأصبحت الصورة ذاتها خبرا يغنيك عن الكثير من الكلام والكتابة وساهمت الصورة في الامتاع والإخبار والتوثيق لكن هذه الجزئية لا تنطبق تماما علي كل من سلط هاتفه ليصور فليس كلهم معنيون بذلك لكن يقينى ان التصوير في حد ذاته شغل الكثيرين من المعايشة وتري ذلك جليا في الحفلات وتصوير المغنيين وغير ذلك .
المصورون الجدد شغلتهم التصوير ذاته اكثر من معايشة الحالة ومتابعتها وسلبتهم هذه الكاميرات المدمجة داخل الموبابل من أوقات التفاعل مع الاحداث ولذة أن تكون داخلها واحد ابطاله واكتفوا بالفرجة بعد ان يذهبوا لبيوتهم وقبل ان يقوموا بمسح كل الصور بضغطة واحدة علي الزر حتى لا تؤثر علي قوة الجهاز وحتى لا تملأ ذاكرته المحدودة. .
علي الكرار هاشم محمد
الرياض


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : علي الكرار هاشم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019