في واحدة من القنوات الفضائية يظهر اعلان من نوع الاعلانات الارشادية التي تقود المشاهد لثقافة أو فهم معين وقد أفلحت الجهات التي قامت علي هذا العمل من ناحية الفكرة والعمل الدرامي بجميع نواحيه.
في زحمة الحياة وضغط الظروف لا يلتفت الانسان للكثير من الافعال والممارسات وتظل تمضي بوتيرها أو قد تتراجع للأسوأ حتى اذا ما تنبهت لها جهة أحس الفرد بمدي غفلته وجهالته. الاعلان يتحرك داخل سوق الخضار حيث يقوم الباعة بعرض الخضار بجميع أنواعه علي الارض وهو عمل مغرق في البدائية والجهالة وبكل أسف فان المستهلك الذي تعود علي هذه الصورة والتصرف المضر وظن أن هكذا هي التجارة وأسلوب العرض والطلب. هذه الصورة التي لا زالت تمثل وضعية سوق الخضار علي وجه الخصوص هي صورة مضرة جدا بحياة الانسان كيف والكثير من الخضره تستهلك مباشرة دون طبخ وهو يحمل معه الكثير من الغبار والأوساخ وما يصيبه جراء هذه الطريقة البلدية في العرض وافتراش الارض مباشرة.
ان المستهلك وانطلاقا من فرضية خاطئة يظن أن الاماكن النظيفة والبضاعة المعروضة بصورة صحيحة ينبغي أن تكون اعلى سعرا وهو لا يدرك ان هذا هو الوضع الأمثل والمفترض أن تكون عليه المعروضات وقد ظهرت بعض الملاحم والجزارات التي تعمل من داخل محلات نظيفة مغلقة بالزجاج وهو أمر يفترض أن تتبعه بقية المحلات خاصة اسواق الخضار.
شكرا لهذا الاعلان النظيف فهو حقا عمل في منتهي الفهم والرقي وإذا كانت لنا كلمة أخيرة فلتستمر مثل هذه الإشراقات فهي كفيلة بتغيير الكثير من الصور القبيحة في حياتنا.
علي الكرار هاشم محمد
الرياض
هذا وليست هذه يا مصححين