هكذا هم الكبار يهتم الناس بحركاتهم وسكناتهم ..قاموا وقعدوا..قالوا ولم يقولوا..بل حتى الخصوصيات يسترق لها السمع عبر الجدران والحوائط لتتسرب للعامة..ومن هنا يصبح هناك اهتمام متعاظم بكل فرد من قبيلة الكبار حتى تصبح اخبارهم وما ينقل عنهم مصدر معلومات ومصدر الحديث والثقافة والتندر والنقاش عند الجميع.
لا تكاد تقرأ او تتابع حتى تجد الاستشهاد والنقل والاقتباس...قال فلان وذكر علان ويري فرتكان ويسير العامة علي هديهم يتتبعون خطاهم حزو النعل يتأثرون بأقوالهم ويعلقونها كالتمائم حتى ان بعض هذه الاقوال قد تكون غير واقعية او عفا عليها الزمن لكن قدرها انها صدرت من شخص كبير.
ضريبة هذه العظمة هي ان تكون في دائرة شديدة الاضاءة وان تصبح تحت المراقبة بكل انواع الاجهزة والكاميرات الحديثة ومن ثم تختلف الاراء حول ما ينقل فالذين في قلوبهم علم ومعرفة يفسرون ويفهمون والذين في قلوبهم نور ورحمة يجدون الاعذار لإخوانهم ويدركون الزلات والأخطاء والذين في قلوبهم مرض يقرأون نصف الاية ولا تقربوا الصلاة ويذهبون للنوم متأخرا.
قال جمال الوالي عبارة خاطئة جاءت في سياق حديث صادر من نفس منفعلة وهو من الذين يدركون ان الانسان عرضة للخطأ وليس مبرأ من كل عيب لكن قدر السيد جمال هو كونه يقف في المنصة العالية التي يتطلع لها الآخرون وتسلط عليها الانوار ويختلف الناس حولها رؤية رياضية ورؤية سياسية ونظرات اقتصادية ومن هنا فقد انتاشته السهام ساخرة محللة شامته شاتمة وبكل اسف فان اصحاب الغرض يمنعون عنك كل اسباب الدفوعات والتبرير والاعزار ويريدونك أن تكون سجين موقف واحد حتى الموت ...والظلم ظلمات.
علي الكرار هاشم محمد
الرياض