• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 05-01-2024
علي الكرار هاشم

التراث حضارة الأمم

علي الكرار هاشم

 0  0  6674
علي الكرار هاشم

لا تزال الأمم والشعوب قاطبة تولي عناية خاصة واهتمام متعاظم بالتراث عناية ومحافظة ودراسة ومن ثم ابراز هذا التراث وإظهاره بكل الطرق والأدوات الممكنة وعرضه للناس للتعرف عليه واستلهام العبر والدروس واستشراف المستقبل لتبقي علاقات تواصل الاجيال مستمرة وصلاتها متصلة جيلا بعد جيل.اذ أنه بقدر تعاظم الامم وامتداد تاريخها يكون تراثها غنيا وثرا ومتنوعا يعطي الاجيال المعاصرة الكثير والمفيد ليجعل لحياتها تميزا وارثا تعتز وتفتخر به.
ذلك أن التراث هو حضارة الأمم والبوتقة التي يتشكل فيها تاريخ الشعوب وهو الماضي بكل تراكماته والذكريات والآثار وقد امتزجت فيه كل مأثورات الأجداد وفنونهم ومعتقداتهم الشعبية وحكاياتهم وأمثالهم وكل نتاج تلك المجموعات والتجمعات الانسانية من أعمال يدوية وثقافة شعبية وطقوس وإيقاعات وأغنيات وترانيم وما تعارف عليه اليوم من مكونات عديدة تشكل في مجملها التراث أو ( الفلكلور).
وحيث أن الاهتمام بالتراث والعمل في هذا المجال الحيوي والهام هو بطبيعة الحال اهتمام بإحياء الماضي واستدعاء لحقب قديمة وصياغتها مرة اخري فان هذا الدور لا شك يناط بالعديد من الجهات والتي تطلع بالكثير من المهام والدراسات والبحوث والمسوحات الهامة والتي تصل الي حقيقة تراث الأمة وتبيان معانيه ومفاهيمه.إلا أن الدور المتعاظم بعد ذلك يبقي دور ابراز التراث وإظهاره بصورة ملموسة ووضعه امام الجمهور وهو دور تتصدره الفنون بأقسامها المختلفة وقنواتها العديدة التي تستطيع ان تجعل ذلك الماضي السحيق واقعا ملموسا ومشاهدا ومسموعا بما لديها من أدوات وكوادر مؤهلة نالوا من العلم والخبرات في هذا المجال ولعل هذا القول يصدقه الواقع المعاش اليوم فالمتاحف والمسارح والمعروضات التي يقيمها المهتمون من تشكيليين وممثلين ونحاتين ومصورين وغيرهم تبرز أهمية دور الفن المتعاظم والمتقدم في خدمة التراث وإحيائه ذلك ان اجدي السبل وأسرعها لاستدعاء التراث هو بلورته عبر قنوات الفنون ووضعه امام المشاهد حيث أن الحديث المجرد عن الماضي والكتب والمقالات والمحاضرات برغم قيمتها الكبيرة وفوائدها الجمة لكنها لا تصل لمستوي التصوير والتمثيل وترديد اغاني التراث امام الجمهور والذي بدوره سوف يتفاعل معها ويشارك في هذه الادوار ليتقمص الشخصيات ويعايشها حاملا معه شعارات التراث وملبوساته القديمه ومرددا الانغام والأشعار التراثية بالكثير من الإلفة والحميمية.
إن الفنان يظل دائما ركنا هاما في الحفاظ علي التراث فهو اضافة لاستمراره الدائم في التنقيب عن التراث من مظانه ومكامنه وبحكم حاسته الفنية ومقدراته الابداعية يدرك ذلك ويلتقط الاشارات التي تقوده للجهات المتعددة التي يستطيع أن يجد فيها ضالته ومن ثم يقوم بحفظ التراث وتوثيقه وتسجيله بالوسائل التي تتناسب مع كل مادة فليس كل التراث علي وتيرة واحدة ولكنه برغم الاختلاف يسهل علي الفنان المتمكن ان يدونه ويسجله بعضه يسجل كأصوات وأنغام وبعضه يدون وبعضه يخلد في اللوحات والرسومات وهكذا تستمر أنامل الفنان تبدع في كل هذه المجالات لتصنع مخزونا هائلا وإبداعا ثريا يحتوي علي ثرات الأمم ويحفظه من الزوال ولعل هذه الاساليب الفنية المتنوعة هي ذات الطرق التي حفظت لنا التراث منذ القدم حتى يومنا هذا وهي مجهودات الفنانين عبر العصور وأعمالهم الخالدة0

علي الكرار هاشم محمد
الرياض








امسح للحصول على الرابط
بواسطة : علي الكرار هاشم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019