عندما حلّ المدرب نصر الدين النابي فى ديار الأهلة على رأس الجهاز الفني لفريق كرة القدم بارك الخطوة البعض واعترض البعض الآخر ونفس الشيء حدث عندما تم تعيين سلفه غارزيتو . والمعترضون والراجفون والواجفون عادة ما يشعلون حربا خفية كلما تقدم الهلال خطوة الى الأمام كأنهم خلقوا ليعترضوا ، وكلما ذهب الهلال بعيدا واقترب من الأدوار المتقدمة أججوا النيران وافتعلوا المشاكل لعرقلة المسيرة ، فتتبخر بذلك أحلام المتفائلين ويموت طموح الغيورين من أبناء الهلال الشرفاء الذين عهدناهم يعملون فى جد ومثابرة لغاية واحدة وهدف واحد يقودنا لتحقيق النجاح . تقدم النابي باستقالته مكرها وليس بإرادته او اختياره لا لشيء إلا لأنه بدأ عمله كمدرب محترف واضعاً فى ذهنه انه يؤدي عمله مع لاعبين محترفين ولكن للأسف طموح النابي وفلسفته التدريبية لا تستقيم والعود اعوج ، لان النابي بدأ بلهجة حادة بفرض النظام والانضباط على اللاعبين ومن يراه من لاعبيه غير منضبط فى التدريبات أو فى تنفيذ التعليمات أو خارج الفورمة فمصيره كنبة الاحتياط . وهذا هو مبدأ المدربين الكبار الذين يريدون تحقيق النجاحات مع الفرق التى يشرفون على تدريبها ، هذا المبدأ لن يجد نفعا مع اللاعب السودانى فالبعض يرى ان التعامل مع نفسية اللاعب السوداني تختلف كثيراً من التعامل مع نفسية اللاعبين الأفارقة لان اللاعب السودانى كما يصوره البعض هش والعصبية الزائدة والتشدد من المدرب بتوبيخه له قد يفقده الثقة ويغتال طموحه ( ياعيني ) . والذي ذكرته فى مقالى السابق ان الشرارة الاولى انطلقت من جديّة النابي واسلوبه الصارم ورغبته فى تحقيق نجاح ملحوظ مع فريق الهلال ولكنه اصطدم بواقع نوعية من اللاعبين يعيشون فى مجتمع تسوده العشوائية واللامبالاة فى كل شيء واى شيء وهذا ما ترك إدارة النادى بين مطرقة النابي بتعامله باحترافية ، وسندان وهشاشة نفسية اللاعب السوداني فانفرط العقد ، وبدأ التمرد بين اللاعبين لانهم ( دلوعة ) ولا يعرفون معنى لمفهوم الاحتراف ولن ينفع معهم إلا أمثال المدرب ميشو الذى لاهم له إلا التعامل بمقولة : (دعوني أعيش ) . وبما اننى استقى المعلومات من المقربين فإن ميشو وريكاردو وكامبوس فى فترة توليهم تدريب فريق الهلال سابقاً كان يمكن لهيثم ان يغيّر خططهم او يستبدل لاعب بلاعب آخر دون ان يبدى احدهم اعتراض وقد كان كامبوس أثناء فترة تدريبه للهلال أكثرهم جرأة عندما بدأ يتذمر من فرط تدخل هيثم فى الخطط والقرارات التدريبية وبعلم الادارة الى ان وصل به الحال ان يترك الفريق لهذا السبب بمحض ارادته وليس كما اشيع بأنه تمت إقالته ولو كان هيثم مازال لاعباً بفريق الهلال لما قبل كامبوس العودة مرة اخرى . وعندما جاء دور غارزيتو قالها بملء الفم : انا المدرب وليس هيثم .. وعندها قاد عليه الأخير حملة قوية على رأسها هو وعلاء الدين يوسف واللاعب سادومبا الذى راح ضحية ذلك التآمر وراح بعده المدرب القديرغارزيتو مما دفع السيد / الأمين البرير لاتخاذ أقوى وأشجع القرارات باستئصال الأعضاء المسرطنة من جسد الكيان بشطب هؤلاء الذين لا يعرفون معنى الوطنية والانتماء ولا تهمهم الا مصلحتهم فقط . هذا خلاف التكتلات التى أضرت بسمعة الهلال وعطّلت المسيرة لسنوات . وهاهو نصرالدين النابي يتعرض لذات المؤامرة الدنيئة وإذا استمر بنا الحال على هذا المنوال فلن تحرز الفرق السودانية نجاحا فى ظل الحرب الضروس من الأصدقاء والأعداء على حد سواء ، وعلى إدارات الأندية ان تضع خطاً احمرا بينها وبين اللاعبين لا يمكن تجاوزه باى حال من الأحوال وعليها ان تقوم بواجبها تجاه اللاعب الذى يوصف بانه (هش) ، وإفهامه انه جندى فى ساحة الوغى وعليه تنفيذ التعليمات التى تأتيه من قائده وإلا .. لا مجال فى نادى الهلال للمتخاذلين والمنتفعين .
حب الوطن ليس مجــرد حكاية ..... أو كلمة تقال فى أعذب اسلوب
حب الوطن إخلاص مبدأ وغاية ..... تبصر به عيون وتنبض به قلوب
اقعدوا عافية ..
Hamza99h@hotmail.com