كمال الهدِي

kamalalhidai@hotmail.com

· لدى بعضنا رغبة دائمة في نشر الجهل والتسطيح واستغلال عواطف الناس بأبشع صورة.

· لا يوجد في قاموسهم شيئاً اسمه الضمير.

· ولا يهمهم احترام الناس لهم.

· ولا يفكرون كثيراً في يوم الحساب.

· فمنذ أسابيع عديدة وبمجرد أن ساءت علاقة قائد الهلال السابق بناديه الجديد المريخ فيما يبدو بدأنا نطالع تصريحات وآراء صحفية هنا وهناك حول إمكانية عودته للهلال.

· مفهوم طبعاً لكل صاحب بصيرة أن كل ما ينشر ويقال لا يطلق جزافاً، إنما الهدف منه محاولة تهيئة الأجواء لعودة محتملة لهيثم لناديه السابق.

· لكن ما استفزني في هذا العبث الذي يتم تداوله منذ فترة هو الحديث عن زيارة رئيس نادي المريخ للشيخ محمد خير والنقاش الذي يقال أنه تم حول وضع هيثم بالمريخ ورغبة جمال الوالي في إعادته للهلال.

· أولاً وقبل كل شيء لابد أن يدرك من يتداولون مثل هذه الأخبار أن هيثماً ليس صندوقاً أو كرسياً يأخذونه من هذا المكان ويضعونه في ذاك.

· يفترض أن تكون للفتى كلمته ورغبته.

· وظننا أنه قد انحاز لرغبته منذ نحو عامين.

· تم شطب هيثم من الهلال وبغض النظر عن الأسباب، فأختار أن يوقع للغريم المريخ.

· وطالما أنه اختار ذلك فعليه أن يتحمل هو بنفسه تبعات قراره.

· فهو لم يكن قاصراً يوم أن اتخذ هذا القرار.

· إذاً ليس هناك ما يدعو للحديث الممل والمكرر حول تاريخه الطويل في الهلال وعن ما قدمه لكرة القدم السودانية وعن تضحياته المتكررة.

· هذا حديث ممل وسمج حقيقة لأن من لا يحترم تاريخه الطويل يصعب عليه أن يتوقع احترام الآخرين لهذا التاريخ.

· ولم تكن سنوات هيثم في الهلال مجرد تضحيات فقد حقق من وراء الهلال المال والشهرة الواسعة والمكانة الاجتماعية الكبيرة.

· لو استمر هيثم في نادي الأمير لما تداولت الصحف والشفاه اسمه بهذه الكثافة ولما أثرى أو ركب السيارات الفارهة.

· قضى 17 عاماً في الهلال قدم خلالها فناً رفيعاً، لكنه وجد أيضاً مكانة لم يسبقه عليها أي ممن تولوا شارة القيادة في هذا النادي.

· ليس هناك شيئاً اسمه خطأ وأن أبواب الهلال مفتوحة له لتصحيح هذا الخطأ.

· فأي منا عندما يرتكب خطأً يتحمل تبعات هذا الخطأ، سيما عندما يكون الخطأ جسيماً وفادحاً.

· لحظات الانفعال تنجم عنها في بعض الأحيان تصرفات رعناء وهوجاء نتراجع عنها نعم.

· لكن قرار هيثم بالتوقيع للمريخ كان مدروساً وفقاً لقدرات الفتى الذهنية وطريقة تفكيره، فأرجو ألا تعيدونا للوراء بمثل هذا الحديث فارغ المحتوى.

· يا ما تجاوز الهلال ومسئولوه وكتابه لهيثم من الأخطاء، فكافه وكفانا كل ذلك.

· الخروج لم يكن مجرد شطب اسم من الكشوفات وإدخاله بكشوفات الأحمر، بل أن هيثماً خرج من قلوب الكثير جداً من عشاقه الزرق ومن الصعب أن يحاول البعض اقناعنا بإمكانية عودته للنادي الأزرق لأي سبب من الأسباب.

· يريد أن يعتزل.. يود أن يمتهن العمل الإداري.. يرغب في أن يبقى بمصر.. كل هذه أمور لا يفترض أن تهم الأهلة في شيء.

· فنادي الهلال لا يفترض أن يكون مكاناً للهو واستهتار من لا تعينهم عقولهم على اتخاذ القرارات الصائبة.

· وحتى لا ينخدع بعض الأهلة ويرددون ذلك الكلام الذي شبعنا منه، علينا تذكيرهم بأن مشاكل هيثم في الهلال لم تبدأ مع البرير.

· فقد تعارك وأساء للكثير من رؤساء الهلال ومدربيه ولاعبيه قبل أن يتولى البرير رئاسة النادي بسنوات طويلة.

· منذ أيام طيب الذكر الطيب عبد الله رحمه الله رحمة واسعة جرى التفكير حول إمكانية شطب هيثم من الهلال.

· وحتى صلاح إدريس الذي لا يكل من ترديد معسول الكلام عندما يتعلق الأمر بهيثم، حيث يتحفنا بين الفنية والأخرى بمفردة ( هيثمونا) وغيرها من العبارات الإنشائية التي يستهدف بها البسطاء وأصحاب المصالح في النادي الأزرق.. حتى صلاح إدريس هذا لم يكن على علاقة طيبة بهيثم.

· وقد لاقى صلاح من هيثم ما لاقاه رؤساء آخرون.

· والفرق الوحيد هو أن صلاحاً حسبها جيداً ورأى أن صراعه مع هيثم لن يكون في مصلحته لذلك انحنى للعاصفة.

· كل هذا شيء، أما حكاية الشيخ محمد خير فتمثل شيئاً آخر.

· فقد احترنا في أمر هذا الرجل ولم نعد ندري ما إذا كان شيخاً فعلاً أم أنه وكيل لاعبين!

· فما علاقة الشيوخ بالكرة ولاعبيها إن لم نكن في بلد يسهل فيه بيع الوهم وتسويق الجهل؟!

· منذ أيام لعبه بالهلال صدعوا رؤوسنا بزيارات هيثم للشيخ.

· ظل الفتي يسيء للآخرين ويدخل معهم في معارك بلا معترك، لا لشيء سوى ثقته العمياء في جماهيريته الواسعة ومعرفته بأن أصحاب الأقلام السليطة يخافونه ولا يتجرأ أحدهم بانتقاده.

· ظل يفعل ذلك وبعد أن تسوء عليه الأمور ويفقد السيطرة عليها يلجأ لمسيد الشيخ محمد خير لتخرج علينا الصحف في صبيحة اليوم التالي بأن الشيخ محمد خير توسط بين هيثم وفلان.

· يؤكدون في كل مرة أن المياه عادت لمجاريها وأن الجميع رضخوا لرأي الشيخ.

· ملأوا الصحف بعبارات من شاكلة ( الأمير الساجد) مع أن أول ما علمونا له أهلنا هو أن الدين المعاملة.

· فلا يعقل أن يتحدث الناس عن سجدوه وصلواته وزياراته الدائمة لأولياء الله وفي ذات الوقت نشاهده يستفز المدربين ويسيء لرؤساء الأندية ويركل القوارير لمجرد تغييره في مباراة كرة قدم.

· فليركز الشيخ محمد خير مع مسيده وليؤدي مهامه الدينية بعيداً عن ملاعب الكرة.

· فكرة القدم ليست عبادة يا شيخ محمد بل هي نوع من اللهو.

· صحيح أنها مطلوبة كرياضة لصحة العقل، لكنها لا ترقى لأن ينشغل بها الشيوخ ورجال الدين.

· مهام الشيوخ ورجال الدين يفترض أن تكون أكبر من ذلك بكثير.

· حفظوا الصغار كتاب المولى عز وجل وعلموهم أصول الدين وعلوم التجويد وأنصحوا الحاكم وعرفوا الجميع بأمور دينهم وتعاليمه السمحة بدلاً من إضاعة الوقت في الظهور عبر الصحف والتوسط بين الرياضيين.

· الرياضة صارت فناً وعلماً في كل بلدان العالم.

· أما عندنا فما زالت اليد العليا فيها للجودية.

· وبمثل هذا العبث السائد لن ينصلح حالنا فيها مطلقاً.

· وعلى الصعيد الفني نقر ونعترف بأن الهلال يعاني نقصاً في صناعة اللعب، لكن لو كان حلها في اللجوء للاعب تعدي السابعة والثلاثين فالأفضل لنا أن نترك أمر الكرة في الهلال ونركز مع منشط آخر مثل السلة أو الطائرة.

· وليتذكر الأهلة أن لحظة انطلاق دوري المجموعات قد اقتربت.

· وبدلاً من انشغال بعض أعضاء المجلس بمثل هذه الترهات التي تجاوزها الزمن، عليهم أن يركزوا مع فريق الكرة.

· رأيي الشخصي أن عودة هيثم للهلال لو حدثت فسوف تمثل فاصلاً عبثياً جديداً في مسرح الرياضة السودانية المليء بالعبث.