• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-02-2024
سيف الدين خواجة

السودان بلد الضياع ....ذكريات مع الذين ضاعوا!!!

سيف الدين خواجة

 2  0  1447
سيف الدين خواجة

عدم الاستقرار السياسي او قل سوء ادارة اللعبة السياسة بين النخب هو الذي اوصلنا الي ما نحن فيه فالعبرة ليست بمدة استمرار الحكم والحاكم ولكن العبرة بالانجاز والتقدم بتوازن في كل مجالات الحياة لذلك لهتنا السياسة ولعبة الكراسي عن قيمة الفعل السياسي ودينماكيته لحيوية الحياة واثرائها بشتي ضروب المعرفة والنشاط المجتمعي من التراث ومن الوافد المفيد وكنا كما يقول شاعرنا خليل فرح (كنا فوق اعراف السوابق ) لذلك كانت لنا الريادة والقيادة كشعب في كل مناحي الحياة حتي جاءت فترة ما بعد الاستقلال فالهتنا النخب السياسية وجيرت عطاء شعبنا لمصلحتها حتي وصلنا الي الحلقة المفرغة الدائرة الان ولكننا فقط لو نظرنا لتراثنا لوجدنا اشارات شعرية ووغنائية تؤرخ لهذه الريادة بوسائل زمانها فمثلا شعراء المدائح وعلي راسهم حاج الماحي لكثرة انتاجه وذيوعه وليس اولهم قد حفظ التراث الاسلامي كاملا غير منقوص بصورة مذهله منذ اكثر 3قرون ولنفس هذه المدة حفظ الادب الشعبي كيف اننا اول من ابتكر الشعر المستعار وما عرف بالباروكة حاليا وانظر ياهذا عمرك الله لقول الشاعره في اغنية ( نوم عيني ) (في وداعة الحي ذو الجلال اب شعرا حلال) ويعني اصلي لما كان معروفا باستطالة الشعر بغزل الحرير الاسود معه للارداف ( ما عرف شعبيا بالجورسيه) وانظر الي ما قبل قرن تقريبا كيف ان شاعرة شعبية عبرت عن صداعنا الدائم والذي اصبح مصدر هوس بين النخب حتي افقدنا جزءا من الوطن وفي الطريق اجزاء اخري الا وهي الهوية وهي تقول في الناحية الافريقية ( لو كان اليمين مطلوق ما كان انشق وداب كريك في السوق ) وفي الناحية العربية (هزيت البلد من اليمن للشام ) وفي الثقافة من حمزة الملك طمبل الي معاوية نور الذي انتقد اكبر قطبين في الادب العربي طه حسين والعقاد وفي الصحف المصرية حتي رثاه العقاد قائلا (مضي معاوية وما زالت حياته باقية ) الي التيجاني يوسف بشير الذي قال عنه عادل امام (انه الشاعر الذي يبكيني) الي محمد المهدي مجذوب الي الهادي ادم الذي قال لي احد المصريين ( انتم تضيعون مبدعيكم وهذا هو سبب تخلفكم ولو انكم طبعتم ديوان الهادي يوم ان غنت له ام كلثوم ووضعتموه في شباك التذاكر لاغنيتم الشاعر واعلنتم عن بلدكم بما لا يقدر بثمن ) وكيف ضاع الفاضل سعيد واضرابه وموتهم كان موت دنيا لا يحس بها اهل السياسة الذين قتلونا وشربوا من دمنا وما زالوا يضحكون وما دروا انهم يضحكون علي خيبتهم وشعبنا يبكي عليهم ويشيعهم بصمته الي مزبلة التاريخ وهم لا يحسون وانظر يا هذا الي امانة ذاك الراعي وفقه الحياه وفقه الدين عنده والذي يتقازم كل الذين يفترون علي الدين امامه والدين منهم براء وانظر الي مجهودات الفنان نايل في الغناء وهو امتداد للاستاذ شرحبيل وهكذا ابناء السودان متفردون في شتي ضروب الحياة وعلي اجيالنا ان تراجع السينما المصرية لتري ابداعات احمد مصطفي وسيد خليفة ونحن اول من ابتكر ( الفيديو كليب) راجعوا السينما السودانية مع اغاني عثمان حسين في محطة القطار وحسن عطية في زورقه في النيل وما موت السينما الا موت دنيا الثقافة والادب والتلاقح بين الثقافات واذكر اني دخلت فليما عام 1968 بامدرمان وشاهدته معادا بدوله خليجية 1989حيث استرجعت معه ذكريات الشباب وميعة الصبا يوم ان كنا نذهب لمكتبة الحرية ونستلف الكتب بالبطاقة المدرسية وكفي والوطن يقتله الساسة بخيباتهم وتكرارهم الممل لانفسهم اما في الرياضة وبمناسبة تنظيم البطولة الدولية بالامارات حيث مقر المنظمة العربية للتحكم في الكرة حيث سيشارك 16 لاعبا سوادنيا لاختيار بطل السودان واتمني ان يكون بين المشاركين اللاعبين ( محمد حسين كسلا والرشيد المهدية ) ليبهروا العالم بفنهم الاصيل والذكريات تتري في المجال مع الامير صديق منزول الذي اختير ضمن منتخب العالم 1959 وكتبت عنه الصحف الانجليزية وكيف كان مذهلا ورغم كل هذا العبق قال منزول عن قانون الكرة برعي احمد البشير (هو افضل لاعب يفكر في الكرة قبل ان تصله ) يوم ان كان السوداني نقيا واصيلا ولبرعي طرفه حين تولي تدريب احدي الفرق بروابط امدرمان وفي اول تمرين اوقفهم صفا وعمل حركة في تحكم الكرة وامرهم بتقليدها وفشلوا جميعا فقال حكمته ( يا ابنائي شوفوا شغله غير هذا الفن ) وخرج ولم يعد وكنت في اجتماع مع الاستاذ مجدي شمس الدين بالدوحة بدار السفارة مع اللجنة الرياضية ونحن نتدارس امر قدامي اللاعبين ودعمهم قد اقترحت ان ناتي بالفنانين منهم وننتج شرائط في فن التحكم بالكرة ويكون الريع لصالح رعاية المبدعين وبرعي اضافة الي فنه الكروي الرفيع هو عازف عود ماهر ومغني فاتن وهو اول من تنبا ببزوغ نجم الفنان الراحل خوجلي عثمان حيث استمع اليه وعزف معه العود ثم قال له ( انت فنان جاهز والاذاعة بالقرب منك ماذا تنتظر ) وكانت الجلسة (باب روف ) اما اللاعب الفنان عز الدين الدحيش هو ادهاش اخر في عالم التحكم بالكرة واتمني ان يسجل له شئ ويعرض علي الناشئة حتي يتعلموا منه كما كان يفعل الاستاذ هاشم ضيف الله كما ذكر الاستاذ النعمان حسن وعلي ذكر الدحيش فقد شهدته في تمرين استعراضي عقب الفوز بكاس الذهب الثاني يومها فعل الاعاجيب بالكرة حتي اسكر الجماهير واذكر انه وضع الكرة علي راسه وظل يلعب بها ثم انزلها علي كتفيه ثم علي فخذيه ثم (ضقل بها ) بقدميه ثم رفعها مره اخري علي راسه وثبتها دون ان تقع ثم رقد بها علي النجيله ولعبها علي راسه ومن راسه الي قدميه (حيث ضقل بها وهوراقد ) ثم رفعها الي راسه وقام بها بصورة اقرب السحر منه الي واقع الناس فقد استرهب الناس وجاء بسحر عظيم اما محمد حسين كسلا فقد كان اقرب الي سحرة فرعون وهم سودانيون بالمناسبة وقد كان اخر عنقود هذا الفن مصطفي النقر والراحل سامي عزالدين الذي قيل انه لعب 40باص بقدم واحده وقد وافق بوبي مور راي رجل الثواني (دريسه )الذي قال لتنمية قدرات واماكانيات الناشئين لابد ان يلعبوا في مساحات ضيقه حتي يتمكنوا من التحكم بالكرة وقد كان ذلك قبل عقد من موافقة اللاعب الانجليزي بوبي مور لرايه تري اي سبق هذا, وقد كانت هناك قبل كل ذلك وبعده الالعاب الشعبية التراثية وما وفد الينا مع التعليم الحديث مثل لعبة الكراسي والجوالات وسباق الدراجات البطئ والسريع وسداسيات كرة القدم ( يعني تلي ماتش سوداني خالص مات واندثر في عهد الانقاذ التي لا ارضا قطعت ولا ظهرا ابقت وحق لنا ولاجيالنا ان تعيش عهود المحقه والضياع لان امه تضيع تراثها وتهمل مبدعيها غير جديرة بالحياة واذا اردت ان تعرف قيمة اي بلد انظر لحال مبدعيه واذا اردت ان تعرف محنة اي بلد فانظر لحال نخبه فنحن مذ ربع قرن نعيش المحاق والبوار لان فاقد الشئ لا يعطيه يوم ان حكمنا فاقدي الوعي والموهبه وموت الضمير وسوءالطوية فكيف النجاة واين المهرب !!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : سيف الدين خواجة
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    Mahmoud Hanafi 03-17-2014 11:0
    الله يعطيك الصحة والعافيه مقالاتتك دائما في الصميم كما عودتنا
  • #2
    البابا 03-17-2014 09:0
    وإن كان الأمر بيدي لأضفتك لقائمة المبدعين الذين ذكرتهم ياسيف الحق يازول ياخواجة
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019