راي رياضي

بنفس القدر الذي اثبت فيه مدرب الهلال التونسي نصرالدين النابي انه بارع في وضع الخطط التنظيمية الناجحة ،وضح انه متحدث لبق.
منذ وصوله الخرطوم في بداية الموسم الحالي كانت كل التصريحات التي ادلى بها للصحف الرياضية، والقنوات الفضائية متزنة ومهضومة.
لم يطلق العنان للسانه،او يحاول التلاعب بمشاعر الجماهير، كما كان يفعل البعض ممن يتم اختيارهم لتدريب احد فريقي القمة عند وصولهم السودان.
جاء النابي الى الخرطوم لتدريب الهلال ،تسبقه سمعة جيدة، وسيرة ذاتية معتبرة، فكان من الطبيعي ان يبدأ بداية صحيحة مع الازرق ويحقق معه نتائج ايجابية.
وجد الرجل تعاملا احترافيا من قبل مجلس الادارة الذي وفر له اغلب الاحتياجات التي طلبها، واعد له معسكر نموذجي في إمارة قطر قبل بداية الموسم.
لم يخذل النابي الرجال الذين وثقوا فيه وسلموه الفريق الذي يحظى بقاعدة جماهيرية عريضة ، ويدين له الملايين بالولاء فقابل ذلك بمزيد من الجهد والعمل.
نجح النابي في قيادة الفريق محليا وخارجيا، حيث لم يتعرض للخسارة حتى نهاية الجولة الرابعة في الدوري، وتاهل به الى دور الـ 16 في دوري ابطال افريقيا.
نقول ذلك رغم ايماننا ان الحكم على عمل أي مدرب ينبغي ان يكون بعد نهاية الموسم وليس في بدايته، لكن ما قدمه النابي من قول وفعل يستحق ان نقف عنده.
اهدى المدرب المتميز تاهل الهلال الى حارس الفريق الدولي المعز محجوب رغم ان الاخير لم يلعب امام الملعب المالي لا ذهابا ولا اياب.
تصرف النابي الرائع مع المعز جاء لقناعته بالادوار الكبيرة التي لعبها الحارس العملاق في تهيئة زميله المتالق جمعة جيناريو وتحفيز بقية اعضاء الفريق.
كلام كبير لا يصدر الا من مدرب كبير، ولذلك نتوقع ان ينعكس مثل هذا الحديث ايجابا على المعز وعلى بقية زملائه في المستقبل.
لسنا من هواة التطبيل، او ممن يستعجلون الحكم على الآخرين، لكن بنظرة سريعة الى مباريات الهلال منذ بداية الموسم يتضح ان هناك تطورا قد حدث.
والتطور الذي نقصده، هو تطور في الاداء بشكل عام، وتطور في اداء بعض اللاعبين ، فقد لاحظنا ان مستوى البعض منهم قد تغير كثيرا نحو الافضل.
ولعل تالق جمعة جينارو، وبكري المدينة واتير توماس وبشة وبويا وغيرهم ممن برزوا بشكل لافت في الفترة الاخيرة يؤكد بالفعل ان هناك شيئا قد حدث.
الذين ما زالوا يهاجمون النابي ويصفونه بالمتواضع تارة، والمحظوظ مرات، وبانه لا يجيد التعامل مع اللاعبين في بعض الاحيان.
هؤلاء ،واغلب الظن انهم ينطلقون من زوايا ضيقة، ويعتمدون على معايير لا علاقة لها بالتقييم الصحيح، ولا تتسق مع المنطق والعقل.
مدرب قاد فريق ليوبار الى الفوز بلقب مسابقة كاس الاتحاد الافريقي (الكونفدرالية) قبل موسمين، ومنح وسام الاستحقاق الوطني الرياضي من الرئيس الكنغولي.
هل يعقل بعد ذلك ان يقال عنه بان (كيسو فاضي)، و(ما عندو حاجة) كما يروج لذلك قصيري النظر، و(المنظراتية)، اوممن ينتمون لجماعة خالف تذكر.
اتركوا النابي يعمل ويبني ويخطط، ولا تزعجوه بما لا يفيد ، وانتظروه حتى نهاية الموسم لتحكموا له او عليه، فوقتها لن يلومكم احد.
آخر الكلام
نظم عدد من المريخاب واعداء الهلال حملة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية للتشكيك في فوز الهلال على الملعب المالي.
ادعو ان التحكيم انحاز للهلال وساعده في الوصول الى دور الـ 16، ونشروا مقطع فيديو ادعوا انه يؤكد ان الهدف الذي احرزه الماليون ونقضه الحكم كان صحيحا.
شاهدت المقطع عشرات المرات، ولم اجد ما يشير الى ان هناك ظلم قد وقع على الماليين، في الهدف الذي لم يحتسبه الحكم في الشوط الثاني.
كانت هناك لمسة يد من احد لاعبي الملعب قبل ان يمرر لزميله الذي سجل الهدف، وقد تنبه الحكم لذلك واعلن عن مخالفة قبل ان يسدد الاخير في المرمى.
ولكي يثبت هؤلاء ان الهدف كان صحيحا، استشهدوا بكلام اعلامي تلفزيوني هلالابي لا يفهم شئيا في الكرة ، ويبدو انه اكل الطعم، ومنحهم ما يريدون.
حتى الماليين انفسهم اعترفوا بالخسارة، ولم (يجيبوا) سيرة للهدف الملغي المزعوم ، وقد اكد مدربهم ان االهلال استحق الفوز والتاهل.
نعلم ان الجلوس على الرصيف (حار)، وان الخروج من التمهيدي (مر)، لكن ذلك لا يمكن ان يكون مبررا لخلق الاكاذيب، ومحاولة سرقة عرق الآخرين.
وداعية : "قعاد بره كيييف يا بسبوسة"
Rawa_60@yahoo.com