راي رياضي
بشهادة اغلب خبراء الكرة، فقد نجح مدرب الهلال التونسي نصرالدين النابي في اول اختبار حقيقي له وعبر بفريقه الى دوري الـ 16 في البطولة الافريقية الكبرى.
تاهل الهلال تحت قيادة النابي على حساب فريق كبير، وخبير وبتفوق ظاهر، حيث جمع اربع نقاط بالتعادل في باماكو والفوز بهدفين في الخرطوم.
اغلب الفرق التي تاهلت لهذا الدور، اما انها تاهلت بفارق الاهداف، او عن طريق ضربات الجزاء كما حدث للاهلي المصري الذي تجاوز الشباب التنزاني باعجوبة.
الفريق الذي ينجح في جمع اربعة نقاط من منافس شرس ويتاهل دون ان تهتز شباكه، فهذا يعد انجاز يحسب للاعبين وجهازهم الفني.
صحيح ان الهلال تعرض الى ضغط رهيب في مباراة الذهاب، واضاع الماليون فرصا كثيرة اضمنها ضربة الجزاء التي صدها الحارس جمعة.
لكن ذلك لا يقدح في مستوى فريق الهلال ولاعبيه او يقلل من كفاءة مدربه، بل بالعكس فان تجاوز تلك الضغوط والعودة بنتيجة ايجابية يحسب للجميع.
جاءت فرحة تاهل الهلال هذه المرة مضاعفة، لانها تحققت بعد خروج ثلاث فرق سودانية من التمهيدي والدور الاول، ثم لانها ردت اعتباره بعد خروجه الموسم السابق مبكرا.
منذ سنوات،كان الهلال يمثل طرفا ثابتا في دوري المجموعات ، إما في دوري الابطال، او في الكونفدرالية، وخروجه المبكر في العام الماضي كان مفاجأة.
لم يكن الفريق ضعيفا ، او غير قادر على المنافسة، لكن كما نعلم فان الظروف والمشاكل التي اختلقها البعض سواء بقصد او غيره هي من تسببت في الخروج.
لذلك ينبغي علينا ان نتعلم من تلك الاخطاء، ونتفادى حدوثها قدر الامكان مستقبلا حتى لا تتعطل مسيرة الازرق نحو الاميرة الافريقية.
خسرنا في نصف نهائي دوري الابطال عام 2007، بسبب المشاكل الداخلية، وتكرر المشهد بالكربون عام 2009، واطاحت الخلافات بالفريق من نصف نهائي الكونفدرالية 2011.
الاندية الكبيرة هي التي تتعلم من تجاربها واخطائها، ونحسب ان الهلال ادارة ولاعبين وجهاز فني قادرين في هذا الموسم ان يضعوا حدا لكل ما يمكن ان يعيق مسيرة الفريق.
الضمان الوحيد لاستمرار هذا التفوق سيكون مربوطا باستمرار المجلس الحالي بقيادة الحاج عطا المنان، بعد ان اثبت انه اهل للقيادة، واقدر على امتصاص الخلافات والصدمات.
فالنعمل جميعا على الوقوف معه ودعمه سواءا بالمطالبة بالتمديد له سنة اخرى بقرار وزاري جديد، او بمنحه اصواتنا عبر صناديق الانتخابات.
نقول ذلك لان الاسماء التي ابدت رغبتها في خوض الانتخابات المقبلة لتولي رئاسة النادي، اخذت فرصتها بالكامل، ولم تحقق حلم الجماهير الهلالية.
فلماذا لا نعطي الادارة الحالية فرصتها بالكامل، طالما ان غالبية اعضائها لديهم الرغبة في الاستمرار وتتويج جهودهم التي بذلوها ببطولة خارجية؟.
آخر الكلام
بتاهله لدور الـ16 في دوري الابطال ستكون الفرصة مواتية للهلال للعب في الكونفدرالية اذا لم يوفق في تجاوز ليوبار الكنغولي والتاهل لدور المجموعات.
وهذا يعني ان فرصة الهلال في الاستمرار في احد البطولتين حتى دوري المجموعات ستكون كبيرة قياسا بالخبرات التي يملكها في مثل هذه البطولات.
وبما ان الكثيرين يتوقعون ان يظفر الفريق الازرق في هذا الموسم باحد القاب بطولات الاتحاد الافريقي، بعد ان شعروا بنضوج تجربة غالبية لاعبيه ورغبتهم في تحقيق الحلم.
نقترح على مجلس ادارة النادي ان يبادر بتنظيم معسكر للفريق، خارج السودان خلال فترة اقامة بطولة كاس العالم في البرازيل في يونيو ويوليو المقبلين.
في تلك الفترة ستاخذ كل الاندية، ومنتخبات الدول غير المشاركة في المونديال راحة اجبارية لمتابعة الحدث الابرز والاستمتاع به.
فترة الراحة ستستمر لمدة شهر كامل، وقد يفقد فيها لاعبو الهلال جزء كبير من مخزونهم اللياقي اذا لم يوضع لهم برنامج تدريبي، او معسكر خارجي.
ليس بالضرورة ان ينحصر برنامج المعسكر المقترح، في التدريبات والمباريات الودية، بل يمكن ان يتم تخصيص اغلب اوقاته للجوانب النفسية والترفيهية.
ونعتقد ان الادارة لن تحتار في تحديد وجهة هذا المعسكر اذا اقتنعت بالفكرة، ويكفي ان تلمح الى رغبتها في اقامته في أي مكان، وقتها سنراهن على انها ستجد الاستجابة الفورية.
يعود الهلال اليوم لمواصلة تدريباته استعدادا لمباراته المقبلة امام الرابطة كوستي بعد غد الخميس ضمن الجولة الخامسة للدوري الممتاز.
وسيلعب الهلال مباراة اخرى في الجولة السادسة امام هلال الفاشر يوم 18 مارس قبل ان يلتقي ليوبار ذهابا في الثالث والعشرين من نفس الشهر.
من حسن حظ الهلال انه سيلتقي بالفريقين الصاعدين هذا الموسم، واللذين نتوقع منهما ان يقدما خدمة كبيرة لممثل السودان افريقيا بعد ان حققا نتائج ايجابية في الجولات السابقة.
لقاء الذئاب والسلاطين في الدوري سيدعم موقف الهلال الفني امام ليوبار.
وداعية : زلزال الملاعب .. جمهور الهلال.
Rawa_60@yahoo.com
