بهدوء
الفوضى بقرار وزارى !
متى نتعلم من اخطائنا ومتى نحترم قوانينا ولوائحنا التى نشرعها ونصدرها عبر مؤسساتنا ومتى نتخلى عن هذه العشوائية ونتعامل مع الشأن الرياضى ايا كان هذا الشأن بقليل من الجدية ؟ اسئلة قد تكون مطروحة منذ عشرات السنين ومتداولة فى اذهان كل الرياضيين منذ فترة ليست بالقصيرة دون ان تجد اجابات محددة والسبب فى ذلك هذه الفوضى التى تظل براسها مع كل ازمة مفتعلة ..
نادى مثل الهلال كان لديه مجلس ورئيس شرعى يواصل عمله بكل مسؤولية ويتحمل تكلفة الفواتير الباهظة ثم فجأة يتقدم باستقالته لان الوزير المسؤول بدأ فى مشاورات مع اشخاص لاعلاقة لهم بادارة النادى لتعيين لجنة تسيير فى الوقت الذى كان فيه السيد الوزير المسؤول قد اتفق مع الرئيس الشرعى لنادى الهلال بان يظل على منصبه حتى يوم 27 من الشهر الحالي !!
اعتقد ان الوزير الولائى لديه دور كبير فى افتعال هذه الازمة التى دفعت الجهاز الادارى بنادى الهلال الى اعلان انسحابه من مباراة نهائى كاس السودان التى يفترض ان تقام اليوم فى الدمازين لهذا لم يكن مستغربا ان يتحرك الوزير وطاقمه المساعد حتى الساعات الاولي من فجر امس وهم يحاولون اعادة الامور الى نصابها باقناع اللاعبين وجهازهم الفنى والادارى بالسفر الى الدمازين والمشاركة فى نهائى الكاس الا ان كل المحاولات كما يبدو حتى مساء امس قد باءت بالفشل رغم ان السيد الوزير لم يكن فى حاجة الى ذلك لو احترم اتفاقه غير الرسمي مع رئيس نادى الهلال الامين البرير بالاستمرار فى منصبه حتى يوم 27 من الشهر الجارى ومن ثم التفكير فى تعيين لجنة التسيير عقب الانتهاء من الموسم الكروى .
اذا لم تقم مباراة نهائى الكاس فى موعدها اليوم بلقاء طرفى النهائى فان المريخ الذى سافر فى الموعد المحدد الى الدمازين سيدفع ثمن هذه الفوضى بالخسارة المعنوية والمادية بعدما اكمل الفريق اعداده منذ انتهاء مباراته الاخيرة ضد مريخ الفاشر وسافر الى هناك وهو عازم على هزيمة الهلال والجمع بين اللقبين عن جدارة مستحقة .
لن ينصلح حال الرياضة فى بلادنا طالما ان التعامل مع القضايا الرياضية من الاجهزة المسؤولة يتم على هذا النحو دون النظر الى العواقب والتداعيات التى يدفع ثمنها الوسط الرياضى ممثلا فى انديته التى تصرف المليارات على اجهزتها الفنية ولاعبيها من اجل تطوير مستواها عبر البطولاىت الرسمية سواء فى الدورى الممتاز او الكاس , لقد استبشر الجميع بان يكون نهائى كاس السودان فى الدمازين فرصة لتكرار اقامة مثل هذه النهائيات فى الولايات التى ظلت محرومه لسنوات طويلة من ان تنال فرصتها فى استضافة مثل هذه المناسبات الرياضية القومية بمشاركة اكبر ناديين فى البلد حتى يكون فى ذلك دافع يحفز ويشجع حكومات الولايات على الاهتمام بانديتها ومساعدتها على تطوير نفسها من اجل التنافس و الحصول على مقعد ضمن اندية الدورى الممتاز كما تفعل حكومات ولايات جنوب كردفان وشمال دارفور التى نجحت بامتياز فى صناعة اندية اضحت اليوم رقما صحيحا فى الدورى الممتاز وارتقت ايضا باصلاح البنية التحتية من ملاعب وفنادق لاستقبال الاندية الزائرة وجماهيرها ,,
الانسحاب من البطولات الرسمية هو تصرف ضد منطق ومبادىء كرة القدم وبالتالي لا احد يمكن ان يجد مبررا لانسحاب الهلال من نهائى الكاس اذا حدث ذلك فى ظروف طبيعية ولكن فى ظل الفراغ الادارى الذى يعيشه الهلال حاليا يصبح كل شيىء مباح ومتوقع لاسيما وان السلطة الرياضية ضالعة فيما حدث وهى وحدها التى يفترض ان تتحمل كل النتائج السلبية من وراء هذا الانسحاب .
اكثر مايدعو للضحك فى هذه القضية هو مانشر بان السيد الوزير وعد بتقديم حافز مالي 250 الف جنيه للاعبى الهلال فى حال سفرهم للمشاركة فى النهائى وكأن الهلال سيواجه فريق اجنبى وليس المريخ الذى يتبع اداريا ايضا للسيد الوزير , انها بالفعل قمة الفوضى !