2013 م .. عام الرمادة ....
التراجع فى مستوى الكرة السودانية وبالتحديد فى العام الجارى 2013 جاء نتيجة الخلافات التى كست الجو الرياضي فى السودان لوناً باهتاً ظهر تأثيره بصورة واضحة على مستوى الاندية والمنتخبات وكانت تلك الخلافات هي السبب الرئيس فى تأخر لعبة كرة القدم ، اللعبة الشعبية الاولى فى السودان ، وهى ما بقى لنا فى عالم الرياضة لان بقية الالعاب دسوها فى التراب فى مهدها منذ امد بعيد .. من زمن الجاهلية !!!
الوزارة واتحاد الكرة ومجالس الاندية كانت دائماً فى معترك وفى خلافات مع بعضها البعض ، وان كانت هناك خلافات فاختلاف الرأى لا يفسد للود قضية . ولكن يبدو ان الكل كان يضمر للآخر العداء سوى على مستوى الافراد او الجماعات . ولهذا السبب اشعلوها حرباً ضروساً لا تبقى ولا تذر ، حرب قضت على الاخضر واليابس ، وما صرفوه وبذلوه على هذه الحرب من فكر ومال وجهد وعرق لو تم صرفه وبذله للارتقاء بتلك الاندية والمنتخبات لكنا على الاقل نتمسك بخيط رفيع من الامل ، سوى باستمرارية واحد أو أكثر من انديتنا التى كانت مشاركة فى البطولات الافريقية او على اقل تقدير استمرارية منتخبنا الوطني الذى كان يشارك في بطولة افريقيا او بطولة الشان للاعبين المحليين . ولكننا (زي كل مرة ) ، فقدنا كل شيء وأى شيىء ، لانها عادتنا و.. ( من خلّ عادتو قلت سعادتو ) .
بهذه الطريقة التى تدار بها الوزارة والاتحاد العام لكرة القدم ومجالس الاندية يكون الجو العام ملغماً بالكامل مما يؤدي ذلك لحدوث اختناقات فى الوسط الرياضي عامة فيبدأ التحزب والتشرذم والانقسامات وتمتد رحى الحرب لتطال كبيرهم وصغيرهم ولا تبقي فيهم احدا . وتمتد نيرانها فتصيب اللاعبين بالاحباط وبالتالى تصيب الجمهور بخيبة الامل . فهل يا ترى انعدم فينا صوت الحكمة ؟؟
والادهى وأمّر ان المشكلات التى غطت الساحة الرياضية منذ بداية العام الجارى وحتى الان ماهى الا مشكلات مفتعلة فجرتها الضغائن والاحقاد التى ترسبت آثارها فى النفوس فاصبحت السلاح الفتاك الذي يقضي على صاحبه قبل ان يقضى على عدوه ( ان كان هناك بالفعل عدو ) .. ناسين قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ) .
وليس ببعيد عن الاذهان والذاكرة خروج ناديا الهلال والمريخ من الدور الاول من البطولة الافريقية فى مسابقة كأس الكؤوس الافريقية والحق يقال ان فريق الهلال خرج من هذا الدور لاول مرة في تاريخه . ولكن الوصيف الدائم لم يحقق في هذه البطولة اى تقدم يذكر وكان حده دور الـ 16 كافضل مركز يحققه فى كاس الابطال حتى الان . واستمرت النكبات ولحق بهما نادي اهلى شندي ونادى الخرطوم الوطني بالخروج المبكر من بطولة الاتحاد الافريقي ( الكنفدرالية ) . ولم يبق لنا كالعادة إلا كأس الدوري الممتاز تم تسليمه من عصراً بدري - وكأس السودان .. وكلاهما (فارغة ومقدودة ) .
وكان آخر هذه الاخفاقات الخروج الدراماتيكي لمنتخبنا الوطني من بطولة الشان حيث ان هذه المشاركة كانت تمثل آخر امل لظهور الكرة السودانية فى واحدة من المحافل الاقليمية . وبالاضافة الى الخيبة التى عادة ما تلازم الاعداد والخيبة المتأصلة فى الجهاز الفنى ، ظهرت خيبة ثالثة وهى (مساوي قيت ) . اذن كانت النتيجة .. خيبة ، خيبتان ، ثلاث خيبات . تكفى لنرجع الى الوراء عشرات السنين والناس من حولنا يخطون الى الامام بخطى ثابتة وهم ليسوا احسن منا حالاً فى جميع النواحى الا اننا نفتقد امامهم الى الحس الوطنى والغيرة على الشعار وروح الانتماء .
*** همسة ملؤها الحزن والاسى :
حرب النفوس والعياذ بالله .. لم ينجح احد .. وانت الخاسر الوحيد يا وطن .
*** همسة حائرة :
ماهو السبيل للارتقاء بكرة القدم السودانية .. بل الارتقاء بكل الالعاب الرياضية .. لتصل الى مصاف زميلاتها فى القارة السمراء ونحن لا ينقصنا شيء ومازلنا نتعشم لاحراز كاس خارجية اياً كان بطلها فهو فى النهاية سوداني ، ونتعشم ايضاً للتمثيل فى كأس العالم ، وصدق الشاعر حين قال :
وَما نَيــلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي " " وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيــا غِــلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ " " إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا
.. ارقدوا عافية ... hamza99h@hotmail.com
التراجع فى مستوى الكرة السودانية وبالتحديد فى العام الجارى 2013 جاء نتيجة الخلافات التى كست الجو الرياضي فى السودان لوناً باهتاً ظهر تأثيره بصورة واضحة على مستوى الاندية والمنتخبات وكانت تلك الخلافات هي السبب الرئيس فى تأخر لعبة كرة القدم ، اللعبة الشعبية الاولى فى السودان ، وهى ما بقى لنا فى عالم الرياضة لان بقية الالعاب دسوها فى التراب فى مهدها منذ امد بعيد .. من زمن الجاهلية !!!
الوزارة واتحاد الكرة ومجالس الاندية كانت دائماً فى معترك وفى خلافات مع بعضها البعض ، وان كانت هناك خلافات فاختلاف الرأى لا يفسد للود قضية . ولكن يبدو ان الكل كان يضمر للآخر العداء سوى على مستوى الافراد او الجماعات . ولهذا السبب اشعلوها حرباً ضروساً لا تبقى ولا تذر ، حرب قضت على الاخضر واليابس ، وما صرفوه وبذلوه على هذه الحرب من فكر ومال وجهد وعرق لو تم صرفه وبذله للارتقاء بتلك الاندية والمنتخبات لكنا على الاقل نتمسك بخيط رفيع من الامل ، سوى باستمرارية واحد أو أكثر من انديتنا التى كانت مشاركة فى البطولات الافريقية او على اقل تقدير استمرارية منتخبنا الوطني الذى كان يشارك في بطولة افريقيا او بطولة الشان للاعبين المحليين . ولكننا (زي كل مرة ) ، فقدنا كل شيء وأى شيىء ، لانها عادتنا و.. ( من خلّ عادتو قلت سعادتو ) .
بهذه الطريقة التى تدار بها الوزارة والاتحاد العام لكرة القدم ومجالس الاندية يكون الجو العام ملغماً بالكامل مما يؤدي ذلك لحدوث اختناقات فى الوسط الرياضي عامة فيبدأ التحزب والتشرذم والانقسامات وتمتد رحى الحرب لتطال كبيرهم وصغيرهم ولا تبقي فيهم احدا . وتمتد نيرانها فتصيب اللاعبين بالاحباط وبالتالى تصيب الجمهور بخيبة الامل . فهل يا ترى انعدم فينا صوت الحكمة ؟؟
والادهى وأمّر ان المشكلات التى غطت الساحة الرياضية منذ بداية العام الجارى وحتى الان ماهى الا مشكلات مفتعلة فجرتها الضغائن والاحقاد التى ترسبت آثارها فى النفوس فاصبحت السلاح الفتاك الذي يقضي على صاحبه قبل ان يقضى على عدوه ( ان كان هناك بالفعل عدو ) .. ناسين قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ) .
وليس ببعيد عن الاذهان والذاكرة خروج ناديا الهلال والمريخ من الدور الاول من البطولة الافريقية فى مسابقة كأس الكؤوس الافريقية والحق يقال ان فريق الهلال خرج من هذا الدور لاول مرة في تاريخه . ولكن الوصيف الدائم لم يحقق في هذه البطولة اى تقدم يذكر وكان حده دور الـ 16 كافضل مركز يحققه فى كاس الابطال حتى الان . واستمرت النكبات ولحق بهما نادي اهلى شندي ونادى الخرطوم الوطني بالخروج المبكر من بطولة الاتحاد الافريقي ( الكنفدرالية ) . ولم يبق لنا كالعادة إلا كأس الدوري الممتاز تم تسليمه من عصراً بدري - وكأس السودان .. وكلاهما (فارغة ومقدودة ) .
وكان آخر هذه الاخفاقات الخروج الدراماتيكي لمنتخبنا الوطني من بطولة الشان حيث ان هذه المشاركة كانت تمثل آخر امل لظهور الكرة السودانية فى واحدة من المحافل الاقليمية . وبالاضافة الى الخيبة التى عادة ما تلازم الاعداد والخيبة المتأصلة فى الجهاز الفنى ، ظهرت خيبة ثالثة وهى (مساوي قيت ) . اذن كانت النتيجة .. خيبة ، خيبتان ، ثلاث خيبات . تكفى لنرجع الى الوراء عشرات السنين والناس من حولنا يخطون الى الامام بخطى ثابتة وهم ليسوا احسن منا حالاً فى جميع النواحى الا اننا نفتقد امامهم الى الحس الوطنى والغيرة على الشعار وروح الانتماء .
*** همسة ملؤها الحزن والاسى :
حرب النفوس والعياذ بالله .. لم ينجح احد .. وانت الخاسر الوحيد يا وطن .
*** همسة حائرة :
ماهو السبيل للارتقاء بكرة القدم السودانية .. بل الارتقاء بكل الالعاب الرياضية .. لتصل الى مصاف زميلاتها فى القارة السمراء ونحن لا ينقصنا شيء ومازلنا نتعشم لاحراز كاس خارجية اياً كان بطلها فهو فى النهاية سوداني ، ونتعشم ايضاً للتمثيل فى كأس العالم ، وصدق الشاعر حين قال :
وَما نَيــلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي " " وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيــا غِــلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ " " إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا
.. ارقدوا عافية ... hamza99h@hotmail.com