• ×
الإثنين 20 مايو 2024 | 05-19-2024
يعقوب حاج ادم

تمريرات قصيرة

يعقوب حاج ادم

 3  0  1172
يعقوب حاج ادم
تمريرات قصيرة ـــ يعقوب حاج ادم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأنا لفراقك لمحزونون ياعبد المجيد
مات تلميذ هاشم ضيف الله رحل صاحب المفردة الانيقة والمهنية العالية

نعى لي الناعي وفاة الزميل الراحل المقيم عبد المجيد عبد الرزاق وانا في اطهر البقاع في مدينة مكة المكرمة ام القرى أودي شعائر العمرة في هذا الشهر الكريم المبارك وهي تعادل حجة مع افضل خلق الله ان شاء الله بحسب وعد رسولنا الكريم (( عمرة في رمضان تعادل حجة مع اشرف الخلق )) وبينما انا اودى مناسك العمرة اذا بهاتفي المحمول يحمل بين ثناياه الخبر المفزع الاليم الذي نقله لي ابني معتصم يعقوب حاج ادم من السودان برحيل الزميل الاستاذ الراحل المقيم عبد المجيد عبد الرزاق هذا الرجل الانسان الذي تربطني به علاقة زمالة وطيدة منذ ان كان تلميذ نجيب في مدرسة المربي الكبير هاشم ضيف في جريدة الصحافة وهو يتعلم ابجدية الحرف في تلك المدرسة المتفردة التي كانت تضم بجانب استاذ الجيل هاشم ضيف لفيف من الصحافيين الكبار امثال احمد محمد الحسن والراحل حسن عز الدين والاستاذ العلامة محمد احمد دسوقي واذكر انه كان متواضعا بصورة كبير حيث كان يمارس دوره بكل ادب في خدمة اساتذته الاجلاء فيقدم لهم كل صنوف الولاء والطاعة وهو لايجد حرجا في تقديم واجبات الضيافة لاساتذته باحضار المياه وفناجيل الشاي في ادب جم رائده في ذلك ان يحقق الطموحات التي يصبوا اليها والتي تتمثل في ان يتشرب من تعاليم اولئك الافذاذ اصول المهنية الصحفية واتذكر بانني في تلك الفترة كنت اتتلمذ في مدرسة الايام الصحفية على ايدي كبار الاعلاميين بقيادة النقيب الراحل عمر عبد التام وفي معيته الاستاذ الكبير ميرغني ابو شنب ومحمود شمس يرحمه الله الدين وصديق عباس ومصطفى عالم يرحمه الله وكنا نلتقي في مناسبات متعددة ولمست يومها اى طموح يحمله ذلك الفتى بين حنايا افئدته وهو يقتحم بلاط صاحبة الجلالة الصحافة فكان ان شق طريقه بكل قوة وثبات ساعده في ذلك انه قد وجد المناخات الملائمة في جريدة الصحافة في ذلك الوقت وهو يعمل مع مجموعة متميزة لاتعرف للتحزب والمحاباة طريقا فكان ان وجد عبد المجيد الاجواء المناسبة والدعم الفكري والعلمي من جهابذة النقد الرياضي فكان من الطبيعي ان يختصر كل المسافات ويصل الى مبتغاه ويحقق عايته المنشودة بينما اخترنا نحن طريق الاغتراب الذي ابعدنا كثيرا عن اخذ مواقعنا التي ينبغي ان نكون عليها . لقد تدرج الاستاذ الجليل عبد المجيد في بلاط صاحبة الجلالة درجة درجة لم يستعجل النجاحات وقاد عدة مطبوعاتاضاف اليها الكثير وكانت زاويته المقروءة ((حروف كروية )) هي الزاوية التي ينتظرها كل الناس في كل صباح لكي يمتعوا ناظريهم بسلاسة الاسلوب والمعالجة الجريئة لكل القضايا الرياضية المتشعبة فكان ان وصل الى مواقع الريادة في بلاط صاحبة الجلالة وهو اكثر تسلحا بالمثل والقيم والفكر الاعلامي النير فكان من الطبيعي ان يحتل موقعه بين افضل عشر اعلاميين في بلادي الفيحاء وليس هذا فحسب بل انه قد تبواء مناصب رفيعة في اللاعلام العربي وكرمه الامير الراحل فيصل بن فهد تكريم مثالي بمنحه عضوية مفتوحة في الاتحاد العربي لكرة القدم وكل ذلك لم ياتي من فراغ بل انه قد جاء نتيجة لجهد وفكر اعلامي كبير كان حصاد سنين طويلة بنى من خلالها الزميل الراحل لنفسه اسم له مكانته على الصعيدين المحلي والعربي فجاء نعيه اليما وقاسيا على كل النفوس فبكته العيون واعتصر الالم كل القلوب التي عرفت عبد المجيد عبد الرزاق لما لا فهو رجل خلوق ومهني ويحترم كل الناس عل اختلاف مشاربهم والوانهم وانتماءاتهم ولذلك نجده يجد الاحترام من الهلالي قبل المريخي ولازلت اذكر بانه عندما جاءنا هنا في الدمام ونزل بضيافتي في داري المتواضعة قبل نيف من عمر الزمان تسابق الجميع الى تكريمه والاحتفاء به في كرنفالات حاشدة كان اخوتنا في رابطة الهلال بقيادة احمد الاحمري وبدر الدين احمد موسى ومحمد علي بشار على راس الرجال الذين كرموا عبد المجيد عبد الرزاق قبل اهله المريخاب فكانت تلك قلادة شرف لهذا الرجل الذي سنظل نذرف عليه دموع الدم كلما جالت ذكراه بمخيلتنا ولن انسى بالطبع زيارته لي في مدينتنا المتواضعة العزوزاب ليقدم واجب العزاء في وفاة والدتنا الرءوم نفيسة بت ابراهيم افندي يرحمها الله وكان يومها يعاني من الالام المزمنة التي تنتابه بين الفينة والاخرى فقلت له لمذا تتعب نفسك ياعبد المجيد وتتكبد مشاق الحضور الى العزوزاب وانت تعاني من الالام فجاء رده والدتك والدتنا يايعقوب وحضورنا لداركم العامرة واجب تمليه علينا اواصر الصداقة والزمالة هذا هو عبد المجي عبد الزراق الذي جاءني خبر نعيه وانا ارتدي ملابس الاحرام في بيت الله العتيق فكانت الفرصة مناسبة لكي نكثر من الدعاء له بالقبول والرحمة من بارئ الكون بان يتقبله قبولا حسنا ويكرم وفادته بان ينزل على قبره شابيب رحمته وغفرانه ويغسله بالماء والثلج والبرد ولن نقول سوى اننا لفراقك لمحزونون ياعبد المجيد ولله ماأعطى ولله مااخذ ولاحول ولاقوة الا بالله وان كان لنا مايمكن ان نشير اليه في هذه العجالة فهو ان نقول بان جنازة عبد المجييد قد كان استفتاء كبير لمكانة هذا الرجل في نفوس كل الرياضيين بمختلف الوان طيفهم فقد كانت جنازة مهيبة اكدت بانه رجل صديق للجميع بلا استثناء ومن احبه الناس احبه الله ياعبد المجيد ولن نزكيك على الله ولكنك وباذن واحد احد مقبول لديه ومكانك بين الصديقين والشهداء باذن الله فلترقد هاني البل قرير العين في مرقدك الاخير.

تمريرة ... أخيرة
ــــــــــــــــــــ
اللفتة البارعة من رئاسة الجمهورية بقيادة المشير عمر حسن احمد البشير بمنح الزميل الراحل عبد المجيد منزلا في مدينة الخرطوم جاءت لتؤكد بان رئاسة الجمهورية لاتنفصل عن الشعب السوداني فهي تمثل جزء لايتجزاء منه والمبادرة التي جاءت سريعة اعطت انطباع جيد وكبير بان اى مبدع من ابناء بلادي يقدم الجهد والفكر في اى مجال من مجالات العمل العام بشتى ضروبه سيجد التقدير المناسب ونحن حقيقة سعدنا بتلك المبادرة القويمة والتي جاءت من راس الدول وبلاشك فان الزميل عبد المجيد يستحق كل تكريم لانه رجل ناضل بقلمه وفكره في اشرف الميادين الرياضية فكان صحفي شامل يتسم بالمهنية الصادقة والمفردة الانيقة فسكن بذلك في كل القلوب وسعدنا اكثر بالاستعداد الذي ابدته اكثر من جهة من الرياضيين لاحتواء اسرته وتعليم ابنائه وتقديم كل صنوف المساعدة لهم ولن نقول سوى ان بلادنا لاتزال بخيرها وسيبقى الخير فينا الى ان يرث الله الارض بمن عليها وبلاشك فنجن ننتظر مبادرة اخرى من زملائه الاعلاميين ممثلا في الاتحاد العام للصحفيين الرياضيين وغيرهم فالرجل اعطى بلا حدود وتكريمه واجب على كل الزملاء فكونوا لها.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : يعقوب حاج ادم
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    Nasser 08-04-2013 06:0
    اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه بس الصراحة انت مابتشبه فى اى حاجة فرق الليل للنهار فرق شاسع بينكم
  • #2
    عاشق الهلال 08-04-2013 11:0
    رحم الله عبد المجيد فقد كان عفيف اليد و القلم و لذا كان الحزن عليه كبيرا كقامته السامقة و اتمنى من كبار صحفيينا ان يحذو حذوه بالترفع عن الصغائر
  • #3
    عمر حامد 08-04-2013 11:0
    نعزيك و انفسنا أخي يعقوب. رحم الله الفقيد رحمة واسعة و الهم آله الصبر الجميل.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019